العدد : ١٧٢٤٩ - السبت ١٤ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٩ - السبت ١٤ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حين يصبح تـراثنـا اللـغـوي مهددا بالاندثار!

بقلم: نبيلة رجب

الجمعة ١٣ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬عصرنا‭ ‬الحالي،‭ ‬تكشف‭ ‬الإحصاءات‭ ‬حقائق‭ ‬مقلقة‭: ‬من‭ ‬بين‭ ‬نحو‭ ‬سبعة‭ ‬آلاف‭ ‬لغة‭ ‬حية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬تشير‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬1500‭ ‬إلى‭ ‬3000‭ ‬لغة‭ ‬قد‭ ‬تختفي‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬القرن‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬الإعلامية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬اختفاء‭ ‬لغة‭ ‬كل‭ ‬أسبوعين،‭ ‬فإن‭ ‬الدراسات‭ ‬الحديثة‭ ‬ترجح‭ ‬أن‭ ‬المعدل‭ ‬الفعلي‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬ثلاث‭ ‬لغات‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬‭ ‬أي‭ ‬لغة‭ ‬واحدة‭ ‬كل‭ ‬ثلاثة‭ ‬إلى‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يبقى‭ ‬التهديد‭ ‬قائما،‭ ‬ويكفي‭ ‬أن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬اللغات‭ ‬لا‭ ‬يتحدث‭ ‬بها‭ ‬اليوم‭ ‬سوى‭ ‬عشرات‭ ‬أو‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬فقط،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تُوثق‭ ‬أو‭ ‬تُدرّس‭ ‬أو‭ ‬تُورَّث‭.‬

خصصت‭ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬يوما‭ ‬عالميا‭ ‬للغة‭ ‬الأم،‭ ‬إيمانا‭ ‬منها‭ ‬بأن‭ ‬التنوع‭ ‬اللغوي‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬للتراث‭ ‬الإنساني‭ ‬المشترك‭. ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تواجه‭ ‬فيه‭ ‬اللغات‭ ‬تحديات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭. ‬فالعولمة‭ ‬والتطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬المتسارع‭ ‬يفرضان‭ ‬واقعا‭ ‬جديدا‭ ‬على‭ ‬لغات‭ ‬العالم،‭ ‬يجعل‭ ‬كثيرا‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الاندثار‭.‬

نرى‭ ‬كيف‭ ‬يتحدث‭ ‬أطفالنا‭ ‬اليوم‭ ‬بمزيج‭ ‬من‭ ‬اللغات،‭ ‬وكأن‭ ‬ألسنتهم‭ ‬تتأرجح‭ ‬بين‭ ‬عالمين‭: ‬عالم‭ ‬تقليدي‭ ‬يحمل‭ ‬عبق‭ ‬الماضي،‭ ‬وآخر‭ ‬حديث‭ ‬يندفع‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭ ‬بسرعة‭ ‬لا‭ ‬تمنحنا‭ ‬وقتا‭ ‬كافيا‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬نحبه‭.‬

مازال‭ ‬صوت‭ ‬جدتي‭ ‬معصومة‭ ‬بن‭ ‬رجب‭ ‬رحمها‭ ‬الله‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬ذاكرتي‭ ‬وهي‭ ‬تروي‭ ‬حكايات‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل‭. ‬كانت‭ ‬تجلس‭ ‬في‭ ‬زاوية‭ ‬غرفتها‭ ‬المعتادة‭ ‬كل‭ ‬مساء،‭ ‬تنسج‭ ‬من‭ ‬كلماتها‭ ‬البسيطة‭ ‬عالما‭ ‬ساحرا‭. ‬كانت‭ ‬تحكي‭ ‬عن‭ ‬‮«‬فرجان‮»‬‭ ‬لا‭ ‬نعرفها،‭ ‬وأسماء‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تقال،‭ ‬وتستخدم‭ ‬مفردات‭ ‬نادرة‭ ‬تثير‭ ‬الدهشة‭. ‬كم‭ ‬كنت‭ ‬محظوظة‭ ‬بتلك‭ ‬اللحظات‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬فيها‭ ‬كنوزًا‭ ‬من‭ ‬المفردات‭ ‬والحكايات،‭ ‬صارت‭ ‬اليوم‭ ‬ذخيرةً‭ ‬أحن‭ ‬إليها‭ ‬كلما‭ ‬ضاقت‭ ‬بي‭ ‬سبل‭ ‬التعبير،‭ ‬وكأنني‭ ‬أفتش‭ ‬في‭ ‬رأسي‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الكلمات‭ ‬كما‭ ‬تُفتش‭ ‬الأم‭ ‬عن‭ ‬ابن‭ ‬ضائع‭.‬

يؤكد‭ ‬علماء‭ ‬الإنثروبولوجيا‭ ‬أن‭ ‬فقدان‭ ‬لغة‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬فقط‭ ‬خسارة‭ ‬وسيلة‭ ‬تواصل،‭ ‬بل‭ ‬ضياع‭ ‬طريقة‭ ‬كاملة‭ ‬لفهم‭ ‬العالم‭ ‬وتفسيره،‭ ‬فكل‭ ‬لغة‭ ‬تحمل‭ ‬معها‭ ‬نظرة‭ ‬فريدة‭ ‬للعالم‭. ‬بعض‭ ‬لغات‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ ‬مثلا،‭ ‬تمتلك‭ ‬مفردات‭ ‬دقيقة‭ ‬لوصف‭ ‬النباتات‭ ‬والمواسم‭ ‬والتضاريس،‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬لها‭ ‬مكافئًا‭ ‬في‭ ‬اللغات‭ ‬الكبرى‭.‬

في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬نجد‭ ‬ثراءً‭ ‬مذهلا‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬البيئة‭ ‬الصحراوية،‭ ‬ينعكس‭ ‬في‭ ‬مفردات‭ ‬دقيقة‭ ‬تصف‭ ‬الرمال‭ ‬والرياح‭ ‬والنجوم‭ ‬والنباتات‭. ‬وفي‭ ‬البحرين،‭ ‬مثلا،‭ ‬تحتفظ‭ ‬بعض‭ ‬الكلمات‭ ‬التراثية‭ ‬بدلالات‭ ‬اجتماعية‭ ‬تتجاوز‭ ‬معناها‭ ‬الظاهري؛‭ ‬فكلمة‭ ‬‮«‬الفرجان‮»‬‭ ‬لا‭ ‬تصف‭ ‬الأحياء‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تستحضر‭ ‬روح‭ ‬الجيرة،‭ ‬وساحات‭ ‬اللعب،‭ ‬وذاك‭ ‬التماسك‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬آثاره‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬الذاكرة،‭ ‬وإن‭ ‬اختلفت‭ ‬وتيرته‭. ‬ومثل‭ ‬هذا‭ ‬البعد‭ ‬الثقافي‭ ‬نجده‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬اللغات‭ ‬الإفريقية،‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بتعابير‭ ‬يصعب‭ ‬ترجمتها،‭ ‬لما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬عمق‭ ‬وجداني‭ ‬خاص‭.‬

وفي‭ ‬العصر‭ ‬الرقمي،‭ ‬ظهرت‭ ‬تحديات‭ ‬جديدة‭ ‬تواجه‭ ‬اللغة‭ ‬الأم‭. ‬فوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬بما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬اختصارات‭ ‬ورموز‭ ‬وكلمات‭ ‬هجينة،‭ ‬تكاد‭ ‬تشكل‭ ‬لغة‭ ‬جديدة،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭ ‬ليست‭ ‬قدرًا‭ ‬حتميا،‭ ‬بل‭ ‬إننا‭ ‬نشهد‭ ‬مبادرات‭ ‬شبابية‭ ‬مبهجة‭ ‬تستثمر‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭ ‬لإحياء‭ ‬اللغة‭ ‬الأم،‭ ‬وتقديم‭ ‬محتوى‭ ‬إبداعي‭ ‬يُعيد‭ ‬الاعتبار‭ ‬إليها‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭.‬

وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬برزت‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬كحليف‭ ‬فعال‭ ‬لحماية‭ ‬التنوع‭ ‬اللغوي‭. ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬مشاريع‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬Living‭ ‬Tongues‭ ‬Institute‮»‬‭ ‬و‮«‬Endangered‭ ‬Languages‭ ‬Project‮»‬،‭ ‬يتم‭ ‬توثيق‭ ‬اللغات‭ ‬المهددة‭ ‬وتسجيل‭ ‬أصواتها‭ ‬وقواعدها‭ ‬وأمثالها‭ ‬الشعبية‭. ‬هذه‭ ‬المبادرات،‭ ‬المدعومة‭ ‬بتقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬تمنح‭ ‬اللغات‭ ‬فرصة‭ ‬للحياة‭ ‬الرقمية،‭ ‬وتعيد‭ ‬ربط‭ ‬المتحدثين‭ ‬بها‭ ‬بجذورهم‭ ‬الثقافية‭.‬

ونجد‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬التجارب‭ ‬الدولية‭ ‬نماذج‭ ‬ملهمة‭. ‬فاليابان،‭ ‬رغم‭ ‬انفتاحها‭ ‬على‭ ‬الحداثة،‭ ‬لم‭ ‬تفرّط‭ ‬بلغتها،‭ ‬بل‭ ‬طورت‭ ‬محتوى‭ ‬رقميا‭ ‬وتعليميا‭ ‬ضخما‭ ‬بلغتها‭ ‬الأم‭. ‬أما‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬فجمعت‭ ‬ببراعة‭ ‬بين‭ ‬تعليم‭ ‬اللغة‭ ‬الكورية‭ ‬وتعزيز‭ ‬إتقان‭ ‬اللغات‭ ‬العالمية،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تفقد‭ ‬هويتها‭ ‬اللغوية‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي،‭ ‬تقود‭ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬جهودًا‭ ‬حثيثة‭ ‬لحماية‭ ‬التنوع‭ ‬اللغوي،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬أطلس‭ ‬اللغات‭ ‬المهددة‭ ‬بالانقراض‮»‬‭ ‬وبرنامج‭ ‬‮«‬التعليم‭ ‬متعدد‭ ‬اللغات‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يشجع‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬تبنّي‭ ‬سياسات‭ ‬تحترم‭ ‬اللغات‭ ‬الأم‭ ‬وتدمجها‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭.‬

وما‭ ‬يثير‭ ‬الدهشة‭ ‬أن‭ ‬الدراسات‭ ‬النفسية‭ ‬واللغوية‭ ‬الحديثة‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬اللغة‭ ‬لا‭ ‬تؤثر‭ ‬فقط‭ ‬فيما‭ ‬نقوله،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬تفكيرنا‭ ‬ذاتها‭. ‬فالذين‭ ‬يتحدثون‭ ‬بلغات‭ ‬تستخدم‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الجغرافية‭ (‬شمال،‭ ‬جنوب‮…‬‭) ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬اليمين‭ ‬واليسار،‭ ‬يمتلكون‭ ‬قدرات‭ ‬توجيه‭ ‬مكاني‭ ‬عالية‭. ‬وفي‭ ‬لغات‭ ‬أخرى،‭ ‬تتيح‭ ‬التصنيفات‭ ‬الدقيقة‭ ‬للألوان‭ ‬قدرة‭ ‬أعلى‭ ‬على‭ ‬تمييز‭ ‬التفاصيل‭ ‬اللونية‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات،‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬نعتمد‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬المؤسسية‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬الحل‭ ‬من‭ ‬دوائرنا‭ ‬الصغيرة،‭ ‬من‭ ‬منازلنا‭ ‬ومجتمعاتنا‭. ‬فاللغة‭ ‬الأم‭ ‬ليست‭ ‬مسؤولية‭ ‬المؤسسات‭ ‬وحدها،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬إرث‭ ‬نحمله‭ ‬جميعا‭. ‬يمكن‭ ‬للأسرة‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬محوريا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المسعى،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تخصيص‭ ‬وقت‭ ‬يومي‭ ‬للحديث‭ ‬باللغة‭ ‬الأم،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬القصص‭ ‬التراثية،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬تسجيل‭ ‬حكايات‭ ‬الأجداد‭ ‬لحفظها‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭. ‬بهذه‭ ‬الجهود‭ ‬البسيطة،‭ ‬يمكننا‭ ‬ضمان‭ ‬استمرار‭ ‬لغتنا،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬كلغة‭ ‬منطوقة،‭ ‬بل‭ ‬كهوية‭ ‬وثقافة‭ ‬متجذرة‭ ‬في‭ ‬الوجدان‭.‬

ففي‭ ‬زحمة‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬المتقلب،‭ ‬تبقى‭ ‬اللغة‭ ‬الأم‭ ‬حصننا‭ ‬الثقافي‭ ‬الأخير‭. ‬فهي‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬كلمات‭ ‬وقواعد،‭ ‬بل‭ ‬حكمة‭ ‬الأجيال‭ ‬وخبرات‭ ‬الشعوب‭ ‬وطرقا‭ ‬فريدة‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬الحياة‭ ‬والوجود‭.‬

ربما‭ ‬لا‭ ‬نقدر‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬انقراض‭ ‬كل‭ ‬اللغات،‭ ‬لكننا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نمنع‭ ‬انقراض‭ ‬لغتنا‭ ‬في‭ ‬بيوتنا‭.‬

rajabnabeela@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا