الكواليس

وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
امرأة رائعة
بكل حب وأمل وتفاؤل قالت المرأة الرائعة بمرح ممزوج بألم غريب: أحب أن أصور وأنا أمارس هوايتي وشغفي في كل دقيقة أكون فيها لست مريضة ولا أشعر بأي ألم لأنني لا أضمن جسدي فقد ينهار غدا أو بعد ساعات ويغمى علي، ولكن بما أنني صاحية اليوم فسأصور بكل حب..
تلك كانت كلمات (المرأة الرائعة) عندما عاتبتها أختها وقالت لها: أختي بالأمس كنا في قمة الخوف والقلق عليك لأنه أغمي عليك من شدة الألم، واليوم أراك تصورين وتضحكين وكأن حياتك خالية من أي ألم جسدي أو نفسي؟
هل تعلمون لماذا أسميتها المرأة الرائعة؟ لأنها مازالت قوية وصامدة بالرغم من قسوة الحياة عليها، فقد ربت أطفالها بنفسها، وحفرت في الصخر حتى وفرت لهم حياة كريمة، كانت لهم الأم والأب، والشهادة لله أحسنت تربيتهم وأصبحوا نعم الأبناء والبنات.. التزام وأخلاق عالية، وعندما كبرت وشعرت بأنه وقت الراحة، ابتلاها الله بمشكلة جعلتها تمرض وتتعب جسديا، ولم يتوقف ألمها عند حد المرض بل أراد الله أن يمتحن قوتها أكثر فاكتشفت أن ورداتها الثلاث وفلذات قلبها الجميلات مصابات بالمرض الشرير الخبيث، ليدخلن الثلاث في رحلة العلاج الكيميائي.. ولكن رحمة الله وقوة إيمانهن وتربيتهن الرائعة جعلتهن يواجهن ويحاربن المرض بكل قوة وأمل حبا للحياة فاستطعن التغلب عليه والتخلص منه.
هل انهرن ودخلن في متاهة الكآبة والحزن؟ يمكن قليلا، فهن في الأخير بشر، ولكن قوة إيمانهن وحبهن الحقيقي للحياة ولبعضهن البعض جعلاهن جميعا يقفن في وجه هذا الابتلاء، وكل واحدة تحاول أن تخفف عن الأخرى.
في ملحمة حب رائعة كانت الأم تحاول أن تكون قوية وتخفف عن بناتها، ومن جانب آخر البنات يحاولن بكل حب أن يخففن الألم عن أمهن الغالية..
لم يكن غريبا علي أن أسمع قصة هذه المرأة الرائعة وكفاحها مع بناتها ضد صعاب الحياة والمرض الشرير، لأنني أعرف أن (المرأة الرائعة) هي ابنة (فاطمة) تلك المرأة العظيمة التي ربت أكثر من 13 بنتا وولدا بكل قوة وحب وأوصلتهم إلى أعلى المراتب، لذلك تأكدت أن (فاطمة) كانت النخلة القوية ذات الجذور العميقة والقوية في الأرض وهذا هو ثمرها الجميل إحدى بناتها اصبحت امرأة رائعة وأمًّا قوية لبنات قويات ورائعات.
يا رب اشفهن جميعا.
إقرأ أيضا لـ"وفاء جناحي"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك