العدد : ١٧٢٤٢ - السبت ٠٧ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٢ - السبت ٠٧ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

الكواليس

وفاء جناحي

waffajanahi@gmail.com

امرأة رائعة

بكل‭ ‬حب‭ ‬وأمل‭ ‬وتفاؤل‭ ‬قالت‭ ‬المرأة‭ ‬الرائعة‭ ‬بمرح‭ ‬ممزوج‭ ‬بألم‭ ‬غريب‭: ‬أحب‭ ‬أن‭ ‬أصور‭ ‬وأنا‭ ‬أمارس‭ ‬هوايتي‭ ‬وشغفي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دقيقة‭ ‬أكون‭ ‬فيها‭ ‬لست‭ ‬مريضة‭ ‬ولا‭ ‬أشعر‭ ‬بأي‭ ‬ألم‭ ‬لأنني‭ ‬لا‭ ‬أضمن‭ ‬جسدي‭ ‬فقد‭ ‬ينهار‭ ‬غدا‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬ويغمى‭ ‬علي،‭ ‬ولكن‭ ‬بما‭ ‬أنني‭ ‬صاحية‭ ‬اليوم‭ ‬فسأصور‭ ‬بكل‭ ‬حب‭..‬

تلك‭ ‬كانت‭ ‬كلمات‭ (‬المرأة‭ ‬الرائعة‭) ‬عندما‭ ‬عاتبتها‭ ‬أختها‭ ‬وقالت‭ ‬لها‭: ‬أختي‭ ‬بالأمس‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الخوف‭ ‬والقلق‭ ‬عليك‭ ‬لأنه‭ ‬أغمي‭ ‬عليك‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الألم،‭ ‬واليوم‭ ‬أراك‭ ‬تصورين‭ ‬وتضحكين‭ ‬وكأن‭ ‬حياتك‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬ألم‭ ‬جسدي‭ ‬أو‭ ‬نفسي؟

هل‭ ‬تعلمون‭ ‬لماذا‭ ‬أسميتها‭ ‬المرأة‭ ‬الرائعة؟‭ ‬لأنها‭ ‬مازالت‭ ‬قوية‭ ‬وصامدة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬قسوة‭ ‬الحياة‭ ‬عليها،‭ ‬فقد‭ ‬ربت‭ ‬أطفالها‭ ‬بنفسها،‭ ‬وحفرت‭ ‬في‭ ‬الصخر‭ ‬حتى‭ ‬وفرت‭ ‬لهم‭ ‬حياة‭ ‬كريمة،‭ ‬كانت‭ ‬لهم‭ ‬الأم‭ ‬والأب،‭ ‬والشهادة‭ ‬لله‭ ‬أحسنت‭ ‬تربيتهم‭ ‬وأصبحوا‭ ‬نعم‭ ‬الأبناء‭ ‬والبنات‭.. ‬التزام‭ ‬وأخلاق‭ ‬عالية،‭ ‬وعندما‭ ‬كبرت‭ ‬وشعرت‭ ‬بأنه‭ ‬وقت‭ ‬الراحة،‭ ‬ابتلاها‭ ‬الله‭ ‬بمشكلة‭ ‬جعلتها‭ ‬تمرض‭ ‬وتتعب‭ ‬جسديا،‭ ‬ولم‭ ‬يتوقف‭ ‬ألمها‭ ‬عند‭ ‬حد‭ ‬المرض‭ ‬بل‭ ‬أراد‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يمتحن‭ ‬قوتها‭ ‬أكثر‭ ‬فاكتشفت‭ ‬أن‭ ‬ورداتها‭ ‬الثلاث‭ ‬وفلذات‭ ‬قلبها‭ ‬الجميلات‭ ‬مصابات‭ ‬بالمرض‭ ‬الشرير‭ ‬الخبيث،‭ ‬ليدخلن‭ ‬الثلاث‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬العلاج‭ ‬الكيميائي‭.. ‬ولكن‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬وقوة‭ ‬إيمانهن‭ ‬وتربيتهن‭ ‬الرائعة‭ ‬جعلتهن‭ ‬يواجهن‭ ‬ويحاربن‭ ‬المرض‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وأمل‭ ‬حبا‭ ‬للحياة‭ ‬فاستطعن‭ ‬التغلب‭ ‬عليه‭ ‬والتخلص‭ ‬منه‭.‬

هل‭ ‬انهرن‭ ‬ودخلن‭ ‬في‭ ‬متاهة‭ ‬الكآبة‭ ‬والحزن؟‭ ‬يمكن‭ ‬قليلا،‭ ‬فهن‭ ‬في‭ ‬الأخير‭ ‬بشر،‭ ‬ولكن‭ ‬قوة‭ ‬إيمانهن‭ ‬وحبهن‭ ‬الحقيقي‭ ‬للحياة‭ ‬ولبعضهن‭ ‬البعض‭ ‬جعلاهن‭ ‬جميعا‭ ‬يقفن‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬هذا‭ ‬الابتلاء،‭ ‬وكل‭ ‬واحدة‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تخفف‭ ‬عن‭ ‬الأخرى‭.‬

في‭ ‬ملحمة‭ ‬حب‭ ‬رائعة‭ ‬كانت‭ ‬الأم‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قوية‭ ‬وتخفف‭ ‬عن‭ ‬بناتها،‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬البنات‭ ‬يحاولن‭ ‬بكل‭ ‬حب‭ ‬أن‭ ‬يخففن‭ ‬الألم‭ ‬عن‭ ‬أمهن‭ ‬الغالية‭..‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬غريبا‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬أسمع‭ ‬قصة‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬الرائعة‭ ‬وكفاحها‭ ‬مع‭ ‬بناتها‭ ‬ضد‭ ‬صعاب‭ ‬الحياة‭ ‬والمرض‭ ‬الشرير،‭ ‬لأنني‭ ‬أعرف‭ ‬أن‭ (‬المرأة‭ ‬الرائعة‭) ‬هي‭ ‬ابنة‭ (‬فاطمة‭) ‬تلك‭ ‬المرأة‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬ربت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬13‭ ‬بنتا‭ ‬وولدا‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وحب‭ ‬وأوصلتهم‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬المراتب،‭ ‬لذلك‭ ‬تأكدت‭ ‬أن‭ (‬فاطمة‭) ‬كانت‭ ‬النخلة‭ ‬القوية‭ ‬ذات‭ ‬الجذور‭ ‬العميقة‭ ‬والقوية‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ثمرها‭ ‬الجميل‭ ‬إحدى‭ ‬بناتها‭ ‬اصبحت‭ ‬امرأة‭ ‬رائعة‭ ‬وأمًّا‭ ‬قوية‭ ‬لبنات‭ ‬قويات‭ ‬ورائعات‭.‬

يا‭ ‬رب‭ ‬اشفهن‭ ‬جميعا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"وفاء جناحي"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا