تلبية لدعوة رئيس قسم الأطفال الدكتورة خديجة العلا بمستشفى الملك حمد الإرسالية الامريكية لحضور فعالية «الدب السكري» التي تقيمها المستشفى بشكل منتظم بالتعاون مع كلية الجراحين الملكية الإيرلندية، وذلك بحضور أطفال السكري وأسرهم والهدف من اقامة الفعالية كسر حاجز الخوف لدى الاطفال من المستشفى أثناء فترة العلاج.
تقوم الفعالية على فكرة مرور الاطفال بمحطات تعريفية مختلفة بمساعدة طلبة كلية الطب مثل محطة قسم الاشعة والامراض الباطنية وعيادة الأسنان ومن خلالها يقوم الاطفال بتجارب تعليمية بسيطة.
بالإضافة إلى فقرة خاصة بتثقيف أسر الأطفال عن التغذية الصحيحة للطفل المصاب بالسكري وكيفية التعامل مع مضخات الأنسولين، حلقات نقاشية بين الأمهات المشاركات عن كيفية إدارة مرض السكري لصغارهم.
قدمت الاستشارات الطبية الدكتورة مريم الناجم استشاري الأمراض الجلدية، في كل ما يخص علاجات الجلدية المتعلقة بالسكري وافتتحت الحديث الدكتورة خديجة العلا استشاري طب الأطفال والسكري عن رحلتها مع أطفال السكر لأكثر من 15 عاما بداية من مستشفى السلمانية وانتهاء بمستشفى الإرسالية الأمريكية التي بدأت حديثها قائلة:
منذ بداية عملي في مجال علاج مرضى السكري، شعرت أن دوري لا يقتصر فقط على وصف الأدوية أو متابعة التحاليل، بل يمتد ليشمل جانبًا إنسانيًا عميقًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول. هؤلاء الأطفال لا يعانون فقط من المرض نفسه، بل من الشعور بالاختلاف، والخوف، وأحيانًا الوحدة. ومن هنا بدأت رحلتي في محاولة تخفيف آلامهم ومعاناة ذويهم بكل الطرق الممكنة.
أحرص دائمًا على بناء علاقة قائمة على الثقة والاطمئنان مع الأطفال وذويهم. أخصص وقتًا للشرح والتوعية، ليس فقط عن كيفية استخدام الإنسولين أو حساب الكربوهيدرات، بل عن كيفية التعايش الإيجابي مع المرض، وكيف يمكن للطفل أن يحيا حياة طبيعية مليئة بالنشاط والفرح.
ومن الأنشطة المميزة التي قمنا بها مؤخرًا، فعالية «الدب»، التي نظمتها بالتعاون مع طلاب كلية الطب. كانت هذه الفعالية تجربة مفعمة بالحب والطاقة الإيجابية، حيث تم استخدام دمى الدببة لشرح مفاهيم طبية بطريقة مبسطة ومحببة للأطفال. تخللت الفعالية ألعاب وأنشطة تفاعلية، ما أسهم في ترسيخ المعلومات لدى الأطفال من دون إشعارهم بالخوف أو التوتر. كما لعب طلاب الطب دورًا رائعًا في التفاعل مع الأطفال وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم، ما عزز شعور الطفل بأنه محاط بمجتمع يهتم به ويفهمه.
من خلال هذه الأنشطة، ألاحظ تطورًا ملحوظًا في نظرة الطفل لنفسه، حيث يتحول من «مريض» إلى «بطل صغير» يواجه تحدياته بشجاعة. كما أن الأهالي يشعرون أنهم ليسوا وحدهم، وأن هناك من يساندهم ويهتم بمشاعرهم واحتياجاتهم النفسية.
رسالتي كطبيب سكري للأطفال ليست فقط في تحسين قراءات السكر، بل في تحسين جودة حياة الطفل وعائلته، وزرع الأمل والتفاؤل في قلوبهم. وأؤمن أن كل لحظة ابتسامة ترسمها على وجه طفل، وكل كلمة طمأنينة نهمس بها لوالدَيه، هي خطوة حقيقية نحو الشفاء.
ولم نغفل دور الأسرة، فقد ركزنا في هذه الفعالية أيضًا على توعية الأهل وتثقيفهم، من خلال محطات خاصة قدمنا فيها معلومات مبسطة عن الأمراض الجلدية المرتبطة بالسكري وكيفية الوقاية منها، بالإضافة إلى ورش لحساب الكربوهيدرات والنشويات بطريقة عملية تساعدهم في إدارة غذاء أطفالهم بشكل يومي. هذا الاهتمام بالأهل كان له أثر كبير في تعزيز شعورهم بالثقة والتمكن، وتخفيف العبء النفسي الناتج عن التحديات اليومية للمرض.
وتحدثت إلينا والدة الطفلة الجوري يوسف مصابة سكري من 4 سنوات، قالت اكتشاف مرض ابنتي كان عن طريق المصادفة، كانت تشعر بأعراض مرضية مثل الحرارة وغثيان وتم تشخيصها بدور برد فيروسي وذلك أيام فنرة كرونا وعندما اشتد التعب رجعت مرة اخرى للمستشفى العسكري وتم اكتشاف إصابة الجوري بالسكري.
في البداية كان الأمر مزعجا جدا، كنت قلقة على ابنتي، لم تكن البداية سهلة الى ان تماسكنا حتى نستطيع كاسرة أن نضع ابنتنا على طريق العلاج الصحيح. الحمد لله جميع العلاجات متوافرة في البحرين مع تلقي الدعم الكامل من الأطباء وبشكل شخصي استمررت على التثقيف الصحي في الجروبات الصحية والفعاليات ومنذ البداية علمت أن الاسرة عليها دور كبير في علاج طفلها السكري ومساعدته على التعايش مع مرض السكري».
وأخذت أطراف الحديث أم سيد نوح طفل ثلاث سنوات، التي تحدثت عن مرض ابنها بكل شجاعة وكيف استقبلت خبر اصابته خصوصا انه الطفل الوحيد المصاب في العائلة والحالة ليست وراثية.
وتقبلت على الفور مرض ابنها على الرغم من صعوبة الموقف وشدته عليها، ولكن استجمعت قوتها سريعا. ثقفت نفسها عن التغذية الصحية حتى لا تحرم ابنها من اي نوع من الطعام ويأخذ يوميا وجبة متكاملة متوازنة.
ونوهت ام نوح الى ان من اهم الاشياء التواصل مع الطفل نفسه ومعرفة حقيقة السكري وأنه مرض مصاحب للإنسان وسهل التعايش معه، مع ضرورة استخدام الكلام الإيجابي المحفز، ولا داعي لإخفاء ابرة السكري عن أعين المحيطين به.
وأضافت: «الالتزام بالخطة العلاجية وتنظيم السكر والمتابعة مع الطبيب المعالج كان له بالغ الأثر في العلاج والتعامل مع طفلي بشكل طبيعي».
فاجأتني أم نوح انها قد تقدمت بالفعل للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة من خلال برنامج التبرع بالأعضاء في وزارة الصحة لتعم الاستفادة خصوصا للأطفال المحتاجين لزراعة البنكرياس.
بعد انتهاء جولتنا في الفعالية وما شاهدناه من نشاطات أتت ثمارها، حيث كانت الفعالية تهدف الى نشر الوعي وتحفيز المجتمع على اتخاذ الإجراءات الوقائية وتبني سلوك صحي وتيسير سبل العلاج شكرا للقائمين على الفعالية والمشاركين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك