وقت مستقطع

علي ميرزا
المدرب.. كاريزما لا تتكرر
في عالم التدريب الرياضي، كثيرا ما نربط نجاح المدرب بماضيه كلاعب، إلا أن الحقيقة الأعمق تؤكد أن العوامل السيكولوجية والفنية والعقلية هي التي تحدد فعلا قيمة المدرب ومكانته وفرادته.
المدرب المميز ليس مجرد ناقل للخطط أو مكرر للتجارب، بل هو قائد يمتلك شخصية قوية، وكاريزما فريدة، ورؤية مستقلة لا تهتز أو تذوب أمام الضغوط والمجاملات.
المدرب صاحب الشخصية الخاصة يفرض احترامه قبل أن يطلبه، بفضل وضوحه وصدقه مع لاعبيه، لا يجامل ولا يساوم على حساب مبادئه أو مصلحة الفريق. في قاموسه، لا مكان للعلاقات الشخصية عندما يتعلق الأمر بالاختيارات أو القرارات المصيرية. الجميع تحت مظلته يقيم على أساس الجدارة والالتزام والنتائج، لا وفق اعتبارات أخرى.
يتمتع هذا النوع من المدربين بذكاء سيكولوجي نادر، يعرف كيف يتعامل مع مختلف التركيبات داخل الفريق، يحفز، يصحح، ويوجه دون أن يفقد احترامه أو هيبته، هو قدوة يحتذى بها داخل الملعب وخارجه، يلهم اللاعبين ليقدموا أفضل ما لديهم، لا خوفا منه، بل إيمانا به وبمشروعه.
أما من الناحية الفنية، فالمدرب المميز ليس مجرد حافظ لخطط اللعب، بل هو مفكر ومبتكر، يقرأ المباريات ويغوص فيها بعمق، يتكيف مع المعطيات، ويبحث دائما عن التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفروقات، يطور لاعبيه على المستويين الفردي والجماعي، ويزرع فيهم ثقافة العمل الجاد والتطور المستمر.
ونرى في المدرب المميز ذلك الذي يترك بصمته أينما حل، لا بإنجازاته فقط، بل بشخصيته، وأسلوبه، ومبادئه التي لا يساوم عليها، إنه باختصار، قائد حقيقي، يلهم ولا يقلد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك