وقت مستقطع

علي ميرزا
النهائيات = الذهن أولا
لقد أكدت وقائع النهائيات الثلاثة من دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة أن الوصول إلى أعلى مستويات الأداء في مثل هذه المناسبات التنافسية لا يعتمد ويتوقف فقط على الإعداد البدني، الفني، أو التكتيكي، بل يتجاوز ذلك ليشمل جانبا بالغ الأهمية، وربما يكون مسكوتا عنه عند الكثيرين، ويتمثل في الإعداد الذهني.
ففي خضم المنافسات الحاسمة، برزت بوضوح أهمية الاستعداد النفسي كعامل حاسم في تحديد هوية الفريق البطل، إذ لم يكن التفوق البدني أو المهاري يكفيان لوحدهما لحسم النتائج.
ورأينا خلال النهائيات المحلية سوى على مستويي دوريي عيسى بن راشد او الاتحاد لاعبين يمتلكون إمكانات كبيرة، وخبرات عالية، ويعتمد عليهم كورقات رابحة في فرقهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من الصمود أمام الضغط النفسي العالي والتفوق عليه، مما أثر بشكل مباشر على مردودهم داخل الملعب، وهذا يسلط الضوء على دور الإعداد الذهني، الذي لا يقل أهمية عن غيره من الجوانب، بل قد يكون هو الفارق الحقيقي بين النجاح والإخفاق في مثل هذه المحطات المصيرية والحاسمة.
الإعداد الذهني يتضمن جملة من العناصر، من أبرزها: تنمية القدرة على التركيز وسط كوكتيل من الضغوطات، والتحكم في القلق والتوتر، وتعزيز الثقة بالنفس، وتحفيز الدافعية الذاتية، ويشمل تدريب الرياضيين على تقنيات التنفس، والتخيل الذهني الإيجابي، والاستعداد إلى التعامل مع السيناريوهات الطارئة التي قد تطرأ أثناء المباريات.
وفي المنافسات النهائية، غالبا ما تكون الضغوط الجماهيرية والتوقعات في ذروتها، يبرز الفارق بين من أعد نفسيا للتعامل مع تلك الضغوط، ومن لم يحظ بذات التدريب والدعم الذهني لذا، فإن المنظومات الرياضية التي تولي هذا الجانب اهتماما خاصا، وتشرك فيه ذوي الاختصاص في علم النفس الرياضي، غالبا ما تكون أكثر استعدادا لحصد البطولات، لأن لاعبيها لا يملكون فقط أجسادا قوية ومهارات متميزة، بل عقولا قادرة على الثبات، واتخاذ القرارات الصائبة في اللحظات الحاسمة.
ويبقى، أن المنافسات الكبرى لا تكسب بالقوة البدنية وحدها، بل بالعقلية التي تعرف كيف تصمد، وتدير بوصلة الانفعالات، وتترجم الجهد إلى إنجاز، وهذا ما يجب أن يكون حاضرا في خطط الإعداد المستقبلية لكل فريق يطمح إلى البطولات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك