العدد : ١٧١٩٣ - السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٣ - السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٦هـ

الثقافي

د. ضياء الكعبي: رحَّالة الفُضول المَعرِفي في مجاهِل السَّرديَّات الثقافيَّة

{ بقلم: زينب البحراني.

السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

وراء‭ ‬كُلِّ‭ ‬جاذبيَّةٍ‭ ‬لُغويَّةٍ‭ ‬فاتِنة‭ ‬حِكايةٌ‭ ‬بطلتُها‭ ‬مَكتَبة،‭ ‬وخلفَ‭ ‬كُلّ‭ ‬نجاحٍ‭ ‬يتّسِمُ‭ ‬بالشجاعة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحدّيات‭ ‬عالمٌ‭ ‬خفيٌّ‭ ‬نَسَجتهُ‭ ‬كُتُبٌ‭ ‬لم‭ ‬تُقاوم‭ ‬الروح‭ ‬إغراء‭ ‬التهام‭ ‬سُطورها‭ ‬بنَهَم،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الكائنات‭ ‬المشحونة‭ ‬بطاقةٍ‭ ‬سِحريَّة‭ ‬تُغدق‭ ‬على‭ ‬رعايا‭ ‬مملكتها‭ ‬المُخلِصينَ‭ ‬ببركاتٍ‭ ‬لا‭ ‬يُبصرها‭ ‬غيرهم،‭ ‬لذا‭ ‬شاءت‭ ‬اصطفاء‭ ‬تلك‭ ‬الطفلة‭ ‬الغارقة‭ ‬منذ‭ ‬سن‭ ‬العاشِرة‭ ‬في‭ ‬غواية‭ ‬عَالم‭ ‬المعرِفة‭ ‬المسحور‭ ‬بأبوابه‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنتهي،‭ ‬وحوَّلتها‭ ‬بمرور‭ ‬الأيَّام‭ ‬والأعوام‭ ‬إلى‭ ‬كتابٍ‭ ‬فخمٍ‭ ‬فحواهُ‭ ‬من‭ ‬الطّراز‭ ‬الملَكي‭ ‬الرفيع،‭ ‬كتابٌ‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬إنسانة‭ ‬مُثقفة‭ ‬تُدعى‭ ‬الدكتورة‭/ ‬ضِياء‭ ‬الكعبي‭.‬

نقَشَ‭ ‬الوالدُ‭ ‬المثقَّف‭ ‬الحرف‭ ‬الأوَّل‭ ‬من‭ ‬الحِكاية‭ ‬بنقلِه‭ ‬المورّثات‭ ‬الجينيَّة‭ ‬للافتتان‭ ‬بالقراءة‭ ‬إلى‭ ‬الحِمض‭ ‬النووي‭ ‬للأبناء،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬قارئًا‭ ‬نهمًا‭ ‬حتى‭ ‬آخِر‭ ‬حياته،‭ ‬وامتلكَ‭ ‬مكتبةً‭ ‬عِملاقةً‭ ‬آسِرةً‭ ‬جذَبَت‭ ‬الطفلة‭ ‬الصغيرة‭ ‬‮«‬ضياء‭ ‬عبدالله‭ ‬خميس‭ ‬الكعبي‮»‬‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬نفسها‭ ‬أمام‭ ‬عالمٍ‭ ‬مُترفٍ‭ ‬بغموضٍ‭ ‬يقود‭ ‬نحو‭ ‬مساحاتٍ‭ ‬شاسعةٍ‭ ‬من‭ ‬المعرِفة،‭ ‬كان‭ ‬عقلها‭ ‬يسبَح‭ ‬بين‭ ‬صفحات‭ ‬كتبٌ‭ ‬تشي‭ ‬صُفرتها‭ ‬بعتقٍ‭ ‬وعراقة‭ ‬ويفوق‭ ‬مضمونها‭ ‬بكلماته‭ ‬العويصة‭ ‬المُستغلقة‭ ‬الذخيرة‭ ‬اللغويَّة‭ ‬لعمرها‭ ‬الصغير‭ ‬مثل‭ ‬كتاب‭: ‬‮«‬تاريخ‭ ‬التمدّن‭ ‬الإسلامي‮»‬،‭ ‬‮«‬شمسُ‭ ‬العرب‭ ‬تسطعُ‭ ‬على‭ ‬الغرب‮»‬،‭ ‬‮«‬مُذكِّرات‭ ‬أميرة‭ ‬عربيَّة،‭ ‬وروايات‭ ‬‮«‬تاريخ‭ ‬الإسلام‮»‬،‭ ‬انطلقَت‭ ‬تُبحرُ‭ ‬بين‭ ‬صفحات‭ ‬الأطالِس‭ ‬والتاريخ‭ ‬والجُغرافيا‭ ‬وحكايات‭ ‬ألف‭ ‬ليلةٍ‭ ‬وليلة،‭ ‬وانفتح‭ ‬باب‭ ‬المغارة‭ ‬وتجلَّت‭ ‬كنوز‭ ‬السرد‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنضب‭ ‬مهما‭ ‬اغترف‭ ‬العقل‭ ‬منها،‭ ‬وتنامى‭ ‬النهم‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يرتوي‭ ‬أبدا‭ ‬لاكتشاف‭ ‬كنوز‭ ‬مُدهشة‭ ‬أخرى‭ ‬يُمكن‭ ‬لأبوابها‭ ‬أن‭ ‬تُفتح‭ ‬بلُغاتٍ‭ ‬غير‭ ‬العربيَّة‮»‬‭.‬

ذاك‭ ‬الكم‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬الفضول‭ ‬المعرفي‭ ‬قفز‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬بكالوريوس‭ ‬اللغة‭ ‬العربيَّة‭ ‬وآدابها‭ ‬إلى‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬النقد‭ ‬الأدبي‭ ‬الحديث‭ ‬‮«‬السرديَّات‮»‬‭ ‬برسالةٍ‭ ‬عنوانها‭: ‬‮«‬صورة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬السرد‭ ‬العربيّ‭ ‬القديم‭: ‬دراسة‭ ‬في‭ ‬كتب‭ ‬الجاحظ‭ ‬والأغاني‭ ‬والسير‭ ‬الشعبيّة‭ ‬العربيّة‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬دكتوراه‭ ‬الفلسفة‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربيّة‭ ‬وآدابها‭ ‬بأطروحةٍ‭ ‬عنوانها‭: ‬‮«‬تحولات‭ ‬السرد‭ ‬العربيّ‭ ‬القديم‭: ‬دراسة‭ ‬في‭ ‬الأنساق‭ ‬الثقافية‭ ‬وإشكاليات‭ ‬التأويل‮»‬،‭ ‬وظلَّت‭ ‬رئيسة‭ ‬قسم‭ ‬اللغة‭ ‬العربيَّة‭ ‬والدراسات‭ ‬الإسلاميَّة‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬تستمتِع‭ ‬خلال‭ ‬الأوقات‭ ‬التي‭ ‬تعتبرها‭ ‬ملكًا‭ ‬خالصًا‭ ‬لها‭ ‬بمُطالعة‭ ‬كتُب‭ ‬التاريخ،‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬التحليل‭ ‬السياسي،‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع،‭ ‬وعلم‭ ‬الإنسان‭ ‬المعروف‭ ‬بـ‭ ‬الأنثروبيولوجيا،‭ ‬أمَّا‭ ‬مُطالعة‭ ‬السِّير‭ ‬الذاتيَّة‭ ‬فلها‭ ‬مذاقٌ‭ ‬خاص‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها‭ ‬لأنها‭ ‬تعتبرها‭ ‬فُرصة‭ ‬للغوص‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬آخرين‭ ‬والفوز‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬وعِبَر‭ ‬ومواعِظ،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الإنسانُ‭ ‬لا‭ ‬يعيشُ‭ ‬إلا‭ ‬حياةً‭ ‬واحدةً‭ ‬فلمَ‭ ‬لا‭ ‬يستغلُّ‭ ‬تلك‭ ‬المفاتيح‭ ‬لعيشِ‭ ‬حيواتٍ‭ ‬أُخرى‭ ‬بعقلهِ‭ ‬ومشاعِره؟‭ ‬هذا‭ ‬الثراء‭ ‬المتنوع‭ ‬في‭ ‬الخيارات‭ ‬المقروءة‭ ‬ملأ‭ ‬وجدانها‭ ‬شغفًا‭ ‬بالدراسات‭ ‬الثقافيَّة‭ ‬لأنها‭ ‬تُحرر‭ ‬الباحِث‭ ‬من‭ ‬القيود‭ ‬الضيّقة،‭ ‬وجعلها‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬نصٍ‭ ‬سردي‭ ‬باعتباره‭ ‬قابلاً‭ ‬للتلقي‭ ‬والتأويل،‭ ‬ذي‭ ‬أنساق‭ ‬ثقافيَّة‭ ‬ظاهِرة‭ ‬ومُضمرة‭ ‬لا‭ ‬بُد‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬علاقتها‭ ‬بموقع‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬خارِطة‭ ‬العالم،‭ ‬ولا‭ ‬بُد‭ ‬من‭ ‬مُحاولة‭ ‬اكتشاف‭ ‬شبكة‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬تلك‭ ‬النصوص‭ ‬بعلاقتنا‭ ‬بالعالم‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬كبشَر‭ ‬لأن‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬وثيقة‭ ‬بالثقافة‭ ‬والمُجتمع،‭ ‬وبحثًا‭ ‬عن‭ ‬السرديَّات‭ ‬المعرفيَّة‭ ‬والإدراكيَّة‭ ‬وراء‭ ‬تلكَ‭ ‬النصوص‭ ‬الجماليَّة‭ ‬اشتغلَت‭ ‬في‭ ‬أبحاثها‭ ‬على‭ ‬السرديَّات‭ ‬القديمة‭ ‬والجديدة‭ ‬والشعبيَّة‭ ‬مثل‭: ‬خِطاب‭ ‬‮«‬التحامُق‭ ‬والجنون‭ ‬في‭ ‬السرد‭ ‬العربي‭ ‬القديم‮»‬،‭ ‬‮«‬سرديَّات‭ ‬اليمن‭ ‬الكُبرى‮»‬،‭ ‬‮«‬السرديَّات‭ ‬السُّلطانيَّة‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬اشتغالها‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام‭ ‬على‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الحكايات‭ ‬الشعبية‭ ‬البحرينية‭: ‬ألف‭ ‬حكاية‭ ‬وحكاية‮»‬‭ ‬الفائز‭ ‬بجائزة‭ ‬سرد‭ ‬الذهب‭ ‬التي‭ ‬يطلقها‭ ‬مركز‭ ‬أبوظبي‭ ‬للغة‭ ‬العربيَّة‭ ‬عن‭ ‬دورتها‭ ‬لعام‭ ‬2024م،‭ ‬ولا‭ ‬عجَب‭ ‬أن‭ ‬تحظى‭ ‬بهذا‭ ‬الفوز‭ ‬شخصيَّة‭ ‬لا‭ ‬تنفكُّ‭ ‬عن‭ ‬السعي‭ ‬بشراسةٍ‭ ‬علميَّة‭ ‬أكاديميَّة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬السَّامية،‭ ‬تواجه‭ ‬التحدّيات‭ ‬بصبرٍ‭ ‬وإيجابيَّةٍ‭ ‬تميلُ‭ ‬للتفاؤل،‭ ‬ولا‭ ‬تعترفُ‭ ‬بسطوة‭ ‬المُستحيل‭.‬

لذَّة‭ ‬مُغادرة‭ ‬الحدود‭ ‬الضيقة‭ ‬للمكان‭ ‬بأجنحة‭ ‬العقل‭ ‬في‭ ‬فضاءات‭ ‬المُخيِّلة‭ ‬كانت‭ ‬بذرة‭ ‬تنامي‭ ‬الرؤية‭ ‬الكونيَّة‭ ‬الشموليَّة‭ ‬للأشياء‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الانصياع‭ ‬المُستسلِم‭ ‬لزوايا‭ ‬الرؤية‭ ‬الضيِّقة،‭ ‬ما‭ ‬أدَّى‭ ‬إلى‭ ‬اعتناق‭ ‬مبدأ‭ ‬تجنُّب‭ ‬التقولُب‭ ‬‭ ‬إنسانيًّا‭ ‬ونقديًّا‭ ‬‭ ‬في‭ ‬أُطُر‭ ‬ضيّقة‭ ‬محرومة‭ ‬من‭ ‬ضوء‭ ‬الحقيقة‭ ‬وأُكسجين‭ ‬التحرُر‭ ‬الفكري،‭ ‬ليتطوّر‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬قادمة‭ ‬بانعدام‭ ‬التحيُّز‭ ‬لاتجاه‭ ‬نقدي‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬ناقدٍ‭ ‬مُعيَّن،‭ ‬القراءة‭ ‬الغزيرة‭ ‬نهرٌ‭ ‬يُطهّر‭ ‬الفكر‭ ‬من‭ ‬أوهام‭ ‬تقديس‭ ‬إطارٍ‭ ‬منهجي‭ ‬واحد‭ ‬ومُحاربة‭ ‬التيَّارات‭ ‬المُغايرة،‭ ‬وهي‭ ‬تؤمنُ‭ ‬أن‭ ‬القراءة‭ ‬حتى‭ ‬للناقد‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬سيئًا‭ ‬بوسعها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬وسيلة‭ ‬لتعليم‭ ‬قارِئه‭ ‬بطريقةٍ‭ ‬ما،‭ ‬وما‭ ‬دام‭ ‬نهرُ‭ ‬الحياة‭ ‬جاريًا‭ ‬فلا‭ ‬بُد‭ ‬من‭ ‬وِلادة‭ ‬تحوُّلات‭ ‬ونقلات‭ ‬من‭ ‬مرحلةٍ‭ ‬إلى‭ ‬أُخرى‭ ‬تتطلَّب‭ ‬من‭ ‬الناقِد‭ ‬الجيّد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مُتطوّرًا،‭ ‬مُستمر‭ ‬المُطالعة‭ ‬للنظريَّات‭ ‬النقديَّة‭ ‬العالميَّة،‭ ‬مُتخذًا‭ ‬من‭ ‬إتقان‭ ‬لُغةٍ‭ ‬أجنبيَّة‭ ‬حيَّة‭ ‬وسيلةً‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬النتاج‭ ‬النقدي‭ ‬الغربي‭ ‬المطروح‭ ‬بتلك‭ ‬اللغة‭.‬

الإيمان‭ ‬بأهميَّة‭ ‬‮«‬مُشاركة‭ ‬المعرِفة‮»‬‭ ‬بين‭ ‬البشَر‭ ‬جعلها‭ ‬تبدأ‭ ‬مسيرتها‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬طالبة‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬مرحلة‭ ‬البكالوريوس‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬بمقالاتٍ‭ ‬يتطرّق‭ ‬بعضها‭ ‬لشؤون‭ ‬ثقافيَّة،‭ ‬ثم‭ ‬بدأت‭ ‬تنشر‭ ‬شيئًا‭ ‬من‭ ‬الكتابات‭ ‬التخصُّصيَّة‭ ‬خلال‭ ‬مرحلة‭ ‬الماجستير،‭ ‬إلى‭ ‬صار‭ ‬المُتلقّي‭ ‬المُتخصص‭ ‬هو‭ ‬القارئ‭ ‬المُستهدف‭ ‬بمقالاتها‭ ‬النقدية‭ ‬والثقافيَّة‭ ‬بعد‭ ‬نيلها‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراة،‭ ‬لأنها‭ ‬غدَت‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬رزقها‭ ‬الله‭ ‬إيَّاها‭ ‬من‭ ‬معرِفة‭ ‬يستحق‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬القارئ‭ ‬المُتخصص‭ ‬لمُشاركته‭ ‬أفكارًا‭ ‬تقرع‭ ‬أجراس‭ ‬الوعي‭ ‬في‭ ‬وجدانه،‭ ‬وترى‭ ‬أن‭ ‬تنوُّع‭ ‬وتفاوُت‭ ‬مستويات‭ ‬عُمق‭ ‬وبساطة‭ ‬ما‭ ‬يُقدَّم‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬مطلوب‭ ‬لمُخاطبة‭ ‬الجميع‭.‬

لا‭ ‬تتركُ‭ ‬الكتُب‭ ‬أولئكَ‭ ‬الذينَ‭ ‬يُفتنون‭ ‬بها‭ ‬منذ‭ ‬تبرعُمهم‭ ‬وشأنهم،‭ ‬بل‭ ‬تورّطهم‭ ‬باستنشاق‭ ‬ترياق‭ ‬الطموحات‭ ‬البطوليَّة‭ ‬التي‭ ‬تُمسي‭ ‬شغفًا‭ ‬أبديا‭ ‬يُبقيهم‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬لذا‭ ‬تؤمن‭ ‬د‭. ‬ضياء‭ ‬بضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكونَ‭ ‬لكل‭ ‬انسان‭ ‬رسالة‭ ‬وأهداف‭ ‬تستحق‭ ‬التحقيق،‭ ‬وألاّ‭ ‬يعيش‭ ‬حياة‭ ‬هامشيَّة‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬الآمال‭ ‬العظيمة،‭ ‬وينظُر‭ ‬إلى‭ ‬التحديات‭ ‬باعتبارها‭ ‬بوَّابات‭ ‬لمساراتٍ‭ ‬قادمةٍ‭ ‬أجمل‭.‬

خارج‭ ‬مغارة‭ ‬الكنوز‭ ‬الثقافيَّة‭ ‬هُناكَ‭ ‬عالمٌ‭ ‬واقعيٌ‭ ‬مُمتد‭ ‬يستحق‭ ‬قراءة‭ ‬كُل‭ ‬شبرٍ‭ ‬يُتاح‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭ ‬منه‭ ‬لاغتراف‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المعرفة،‭ ‬لذا‭ ‬تعشق‭ ‬د‭. ‬ضياء‭ ‬السفر‭ ‬حول‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض‭ ‬لقراءة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأماكن‭ ‬والبشَر‭ ‬والمتاحِف‭ ‬ومعارض‭ ‬الفنون‭ ‬التشكيليَّة،‭ ‬واستعادة‭ ‬لحظة‭ ‬دفء‭ ‬الماضي‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬الوالِد‭ ‬المثقف‭ ‬يأخذ‭ ‬صغاره‭ ‬عند‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬مكتبات‭ ‬تلك‭ ‬البُلدان‭ ‬لاختيار‭ ‬كتابٍ‭ ‬يُحبّونه‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يشتري‭ ‬لهم‭ ‬المُثلّجات‭ ‬للتحد‭ ‬لحظة‭ ‬البهجة‭ ‬المعنويَّة‭ ‬بالحسيَّة‭ ‬وتتشبَّث‭ ‬بأغلى‭ ‬زوايا‭ ‬الذَّاكِرة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا