العدد : ١٧٣٣٠ - الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٠ - الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

الثقافي

لمُناقشة كتابِه «في مديح الأشياء وذمّها»
جمعيَّة «كُلُّنا نقرأ» تستضيف الكاتب والمُفكّر د. حسن مدن وتُحاوره

{ تغطية وكتابة: زينب علي البحراني.

السبت ١٤ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

يقول‭ ‬الكاتِب‭ ‬والمُفكِّر‭ ‬البحريني‭ ‬د‭. ‬حسن‭ ‬مدَن‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬كِتابه‭ ‬‮«‬في‭ ‬مديحِ‭ ‬الأشياء‭ ‬وذمِّها‮»‬‭: ‬‮«‬لكُل‭ ‬قولٍ‭ ‬نقيضه‭. ‬الحياةُ‭ ‬من‭ ‬حولِنا‭ ‬تعجُّ‭ ‬بالمُتناقِضات،‭ ‬وهذه‭ ‬المُتناقِضات‭ ‬هي‭ ‬سُنَّة‭ ‬الحياة‭ ‬وطبيعتها،‭ ‬فهي‭ ‬مُفيدةٌ‭ ‬في‭ ‬كثيرٍ‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬وضروريَّة،‭ ‬وإلا‭ ‬لكانت‭ ‬الحياةُ‭ ‬بلونٍ‭ ‬واحدٍ‭ ‬فقط،‭ ‬ولكانت‭ ‬الخياراتُ‭ ‬أمام‭ ‬الناسِ‭ ‬عصيَّة‭. ‬لكن‭ ‬هُناكَ‭ ‬مُتناقضاتٌ‭ ‬سلبيَّة،‭ ‬حينَ‭ ‬تشي‭ ‬بازدواجيَّة‭ ‬الشخصيَّة‭ ‬مَثلاً،‭ ‬وكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬تنطوي‭ ‬هذه‭ ‬الازدواجيَّة‭ ‬على‭ ‬قدرٍ‭ ‬من‭ ‬الرِّياء‭ ‬والنِّفاق،‭ ‬كأن‭ ‬يُظهرُ‭ ‬المرءُ‭ ‬شيئًا‭ ‬غير‭ ‬الذي‭ ‬يُخفيه‮»‬‭.. ‬هذا‭ ‬الكِتابُ‭ ‬الذي‭ ‬لفَتَ‭ ‬مضمونه‭ ‬الفِكري‭ ‬اهتمام‭ ‬جمعيَّة‭ ‬‮«‬كُلنا‭ ‬نقرأ»؛‭ ‬احتلَّ‭ ‬عنوانه‭ ‬مكانًا‭ ‬مُستَحَقًا‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬فعالياتها‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬مُناقشة‭ ‬كِتاب‭ ‬في‭ ‬مديح‭ ‬الأشياء‭ ‬وذمِّها‮»‬،‭ ‬فاستضافَت‭ ‬المؤلِّف‭ ‬ليكون‭ ‬تحت‭ ‬دائرة‭ ‬ضوء‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬قُرَّائه‭ ‬بشأنِ‭ ‬كتابه‭ ‬الذي‭ ‬نظرَ‭ ‬بعين‭ ‬الفِكر‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬التي‭ ‬تلتقي‭ ‬عندها‭ ‬الثُنائيَّات‭ ‬لقاء‭ ‬تلاحُمٍ‭ ‬وتكامُل‭ ‬لا‭ ‬تنافُرٍ‭ ‬وتضاد‭.‬

صفحات‭ ‬‮«‬في‭ ‬مديح‭ ‬الأشياء‭ ‬وذمها‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬مسرحًا‭ ‬للتلاقي‭ ‬بين‭ ‬‮«‬الشيء‭ ‬وما‭ ‬يُنافيه‮»‬‭ ‬ليُقيمَ‭ ‬ما‭ ‬يُشبه‭ ‬المُقابلة‭ ‬بينَ‭ ‬المُتضادَّات‭ ‬أو‭ ‬الثُّنائيَّات‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬مُحتوى‭ ‬يجمعُ‭ ‬بين‭ ‬المديح‭ ‬والذم‭. ‬فيخلص‭ ‬القارئ‭ ‬إلى‭ ‬أنَّ‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يبدو‭ ‬لوُجهة‭ ‬نظرِه‭ ‬مُتضادَّات؛‭ ‬ليست‭ ‬هي‭ ‬كذلك‭ ‬بالضرورة‭ ‬في‭ ‬كُل‭ ‬الأحوال،‭ ‬وأنَّ‭ ‬للحقيقة‭ ‬وجوهًا‭ ‬مُختلفة،‭ ‬لن‭ ‬يتيسَّر‭ ‬معرفتها‭ ‬دون‭ ‬التبصُّر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الثنائيَّات‭ ‬أو‭ ‬المُتضادَّات،‭ ‬وفي‭ ‬كيفيَّة‭ ‬تجلِّي‭ ‬المنطق‭ ‬الجدلي‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬بينها‭.. ‬هذا‭ ‬المضمون‭ ‬الشهيُّ‭ ‬أثار‭ ‬فُضول‭ ‬القُرَّاء‭ ‬الذين‭ ‬أحاطوا‭ ‬بالمفكر‭ ‬‮«‬د‭. ‬حسن‭ ‬مدن‮»‬‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬مقهى‭ ‬محفوف‭ ‬بأجواءٍ‭ ‬وِديَّةٍ‭ ‬تغمرها‭ ‬مشاعِر‭ ‬الغوص‭ ‬في‭ ‬فِتنة‭ ‬الكلمةِ‭ ‬المقروءة،‭ ‬لتُقدمهُ‭ ‬القارئة‭ ‬المُتألِّقة‭ ‬‮«‬لطيفة‭ ‬زباري‮»‬‭ ‬مُعلنة‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬من‭ ‬الأسماء‭ ‬اللامعة‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬والأدب‭ ‬والصحافة‭ ‬إضافة‭ ‬لنيله‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراة‭ ‬في‭ ‬الفلسفة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تسترسلُ‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬دفَّة‭ ‬الحوار‭ ‬بينَ‭ ‬سؤالٍ‭ ‬وجواب،‭ ‬بينما‭ ‬اتسمَت‭ ‬ردود‭ ‬المؤلِّف‭ ‬بالعُمق‭ ‬والموضوعيَّة‭ ‬والاتزان‭ ‬شارحًا‭ ‬آراءه‭ ‬تجاه‭ ‬إمكانيَّة‭ ‬انسجام‭ ‬الثنائيَّات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬في‭ ‬ظاهرها‭ ‬مُتضادَّات،‭ ‬فعن‭ ‬ثُنائيَّة‭ ‬‮«‬البسيط‭ ‬المُعقَّد‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬السهل‭ ‬المُمتنِع‮»‬‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬كُلما‭ ‬تعمَّقت‭ ‬ثقافة‭ ‬الإنسان‭ ‬صارت‭ ‬قُدرته‭ ‬على‭ ‬الفهم‭ ‬والاستيعاب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيره،‭ ‬ويمكن‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الأفكار‭ ‬العميقة‭ ‬أو‭ ‬مُتعددة‭ ‬الجوانب‭ ‬بلغة‭ ‬رشيقة‭ ‬أكثر‭ ‬قابليَّةً‭ ‬للفهم‭ ‬والاستيعاب،‭ ‬عندها‭ ‬تبدو‭ ‬اللغة‭ ‬سهلة‭ ‬بحيث‭ ‬يتصور‭ ‬المُتلقي‭ ‬قُدرته‭ ‬على‭ ‬كتابة‭ ‬مثلها؛‭ ‬لكنها‭ ‬تستعصي‭ ‬على‭ ‬قُدرته‭ ‬لأنها‭ ‬كتابة‭ ‬مُمتنعة‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬تلك‭ ‬الموهبة،‭ ‬وعندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬البسيط‭ ‬والمُعقد‭ ‬فمهما‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬بسيطًا‭ ‬فهو‭ ‬مُعقَّد،‭ ‬فإن‭ ‬افترضنا‭ -‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭- ‬كائنًا‭ ‬صغيرًا،‭ ‬حشرة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬ولنقُل‭ ‬‮«‬نملة‮»‬،‭ ‬فرغم‭ ‬كونها‭ ‬تبدو‭ ‬على‭ ‬صورةٍ‭ ‬بسيطة‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬حقيقتها‭ ‬كائنٌ‭ ‬مُعقَّد‭ ‬مُفعمٌ‭ ‬بالحياة‭ ‬والحركة‭ ‬والإحساس‭ ‬والتغيّرات‭ ‬والتفاصيل‭ ‬الدقيقة‭ ‬التي‭ ‬تُذكرنا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬نخاله‭ ‬بسيطًا‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬تكوينه‭ ‬مُعقَّد‮»‬‭.‬

وعن‭ ‬إمكانيَّة‭ ‬إطلاق‭ ‬مُصطلح‭ ‬‮«‬قارئ‮»‬‭ ‬على‭ ‬المُنصت‭ ‬للكتب‭ ‬المسموعة‭ ‬كظاهرةٍ‭ ‬تبدو‭ ‬مُتصاعدة‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الراهن‭ ‬أجاب‭ ‬بعد‭ ‬لحظة‭ ‬تأمُّل‭: ‬‮«‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬معارض‭ ‬الكتُب‭ ‬المطبوعة‭ ‬أجد‭ ‬أن‭ ‬تعداد‭ ‬زوَّار‭ ‬هذه‭ ‬المعارض‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬بل‭ ‬يتصاعد‭ ‬كُل‭ ‬عام،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬الكتاب‭ ‬الورقي‭ ‬مازالَ‭ ‬قائمًا‭ ‬بصورةٍ‭ ‬ملحوظة،‭ ‬ومازال‭ ‬ثمَّة‭ ‬كُتُب‭ ‬يُعاد‭ ‬طباعتها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرَّة‭ ‬لأنها‭ ‬توفَّق‭ ‬إلى‭ ‬نجاحٍ‭ ‬وانتشارٍ‭ ‬كبير،‭ ‬أما‭ ‬الكتاب‭ ‬المسموع‭ ‬فهو‭ ‬مُناسبٌ‭ ‬لإيقاع‭ ‬الزمن‭ ‬الراهِن‭ ‬ومُتطلّباته‭ ‬كخيارٍ‭ ‬إضافي‭ ‬لا‭ ‬يُلغي‭ ‬المقروء‮»‬‭.‬

أمَّا‭ ‬استشهاده‭ ‬بمقولة‭ ‬القائد‭ ‬نِلسون‭ ‬ماندِيلا‭: ‬‮«‬نغفر‭ ‬لكننا‭ ‬لا‭ ‬ننسى‮»‬‭ ‬وإمكانيَّة‭ ‬اتساق‭ ‬تلك‭ ‬الحالة‭ ‬المُتضادة‭ ‬بين‭ ‬الغفران‭ ‬مع‭ ‬انعدام‭ ‬النسيان،‭ ‬وتقييمه‭ ‬لـ‭ ‬قيم‭ ‬الصفح‭ ‬في‭ ‬المُجتمعات‭ ‬العربيَّة‭ ‬على‭ ‬مُستوياتٍ‭ ‬فرديَّة‭ ‬ومُجتمعيَّة؛‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إن‭ ‬توظيف‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬على‭ ‬المُستوى‭ ‬المجتمعي‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬أهميَّة‭ ‬من‭ ‬المستوى‭ ‬الفردي،‭ ‬فحتى‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الفردي‭ ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬يتورط‭ ‬البشر‭ ‬بخلافاتٍ‭ ‬وإشكالاتٍ‭ ‬حتى‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة،‭ ‬وإذا‭ ‬ظل‭ ‬الأفراد‭ ‬محصورين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المشاعر‭ ‬السلبيَّة‭ ‬لن‭ ‬ينشأ‭ ‬مُجتمع‭ ‬مُعافى،‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العام‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬أعلى‭ ‬شأنًا،‭ ‬دعونا‭ ‬نأخذ‭ ‬تجربة‭ ‬‮«‬مانديلا‮»‬‭ ‬مِثالاً؛‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬محكومًا‭ ‬بالسجن‭ ‬المؤبد‭ ‬فترة‭ ‬الحكم‭ ‬العنصري‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ورزح‭ ‬زمنًا‭ ‬طويلاً‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬التعذيب‭ ‬واضطهاد‭ ‬شعبه،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬صار‭ ‬قائدًا‭ ‬في‭ ‬موضع‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬إثرَ‭ ‬سقوط‭ ‬ذاك‭ ‬النظام‭ ‬العنصري‭ ‬لم‭ ‬يتخذ‭ ‬موقف‭ ‬المُنتقم‭ ‬أو‭ ‬المُتشفي،‭ ‬لكنه‭ ‬أطلق‭ ‬مقولته‭ ‬الشهيرة‭: ‬‮«‬نغفر‭ ‬ولكننا‭ ‬لا‭ ‬ننسى‮»‬،‭ ‬والغرض‭ ‬هُنا‭ ‬ليس‭ ‬مُجرد‭ ‬التذكر،‭ ‬وإنما‭ ‬الموعظة‭ ‬والعبرة‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تُطوى‭ ‬تلك‭ ‬الصفحة‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬فتُنسى‭ ‬المُعطيات‭ ‬والعوامل‭ ‬والأسباب‭ ‬التي‭ ‬أدَّت‭ ‬إليها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬بمنطق‭ ‬الانتقام،‭ ‬لأن‭ ‬عيش‭ ‬المُجتمعات‭ ‬أسرى‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬لن‭ ‬يسمح‭ ‬لها‭ ‬بالتطوُّر،‭ ‬وستظل‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬أفرادها‭ ‬ومكوناتها‭ ‬محل‭ ‬ريبة‭.. ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الغفران‭ ‬مهمَّة‭ ‬صعبة‭ ‬ومُعقدة‭ ‬وكلامنا‭ ‬يجنح‭ ‬نحو‭ ‬المثالية‭ ‬إلى‭ ‬حدٍ‭ ‬ما‭ ‬حين‭ ‬نأخذها‭ ‬بشكلها‭ ‬المُجرَّد؛‭ ‬لكن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬لا‭ ‬بُد‭ ‬منه‭ ‬للعيش‭ ‬بصورةٍ‭ ‬أفضل‭ ‬بعد‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬النقمة‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يتطلبه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬جُهد‭ ‬ومُعاناة‭ ‬وزمن‮»‬‭.‬

‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬تشاؤم‭ ‬العقل‭ ‬وتفاؤل‭ ‬الإرادة‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬كتاباته‭ ‬وُضِع‭ ‬تحت‭ ‬مجهر‭ ‬التساؤل‭ ‬أيضًا،‭ ‬فبيَّنَ‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬من‭ ‬إبداع‭ ‬المُفكر‭ ‬الإيطالي‭ ‬‮«‬أنطونيو‭ ‬غرامشي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يُكنُّ‭ ‬لفكره‭ ‬إعجابًا‭ ‬هائلاً،‭ ‬ثم‭ ‬أضاف‭: ‬‮«‬تشاؤم‭ ‬العقل‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬الواقع‭ ‬كما‭ ‬هو،‭ ‬إنه‭ ‬نوعٌ‭ ‬من‭ ‬التشاؤم‭ ‬الخلاّق‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يهدف‭ ‬للإحباط‭ ‬أو‭ ‬اليأس؛‭ ‬بل‭ ‬لرؤية‭ ‬التعقيدات‭ ‬والمصاعِب‭ ‬وتفاصيل‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬بالضرورة‭ ‬سهلة،‭ ‬لذا‭ ‬لا‭ ‬بُد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتبصَّر‭ ‬العقل‭ ‬الناقد‭ ‬بجوانبها‭.. ‬كيف‭ ‬نتغلب‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التشاؤم‭ ‬لئلا‭ ‬نفقد‭ ‬الأمل‭ ‬بالتغيير؟‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تفاؤل‭ ‬الإرادة‭.. ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬سيرة‭ ‬المفكر‭ ‬الإيطالي‭ ‬‮«‬غرامشي‮»‬‭ ‬نرى‭ ‬أنه‭ ‬عاش‭ ‬حياةً‭ ‬مُثقلةً‭ ‬بالألم‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬حين‭ ‬حُكم‭ ‬بالسجن‭ ‬المؤبَّد‭ ‬أيَّام‭ ‬حكم‭ ‬‮«‬موسوليني‮»‬‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬عاجزًا‭ ‬عن‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬قدميه‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬المرض،‭ ‬وهُناك‭ ‬ألَّف‭ ‬كتابه‭ ‬الشهير‭ ‬‮«‬دفاتر‭ ‬السجن‮»‬،‭ ‬فكيف‭ ‬لإنسانٍ‭ ‬يعيش‭ ‬تلك‭ ‬الظروف‭ ‬تجاوز‭ ‬تشاؤم‭ ‬العقل‭ ‬لولا‭ ‬تفاؤل‭ ‬الإرادة؟‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا