العدد : ١٧١٩٣ - السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٣ - السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

الإرسال.. قنبلة موقوتة

‭ ‬يؤكد‭ ‬محللو‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬أن‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬وسط‭ ‬الملعب‭ ‬تمثل‭ ‬مفتاح‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬مجريات‭ ‬اللعب،‭ ‬وبات‭ ‬محللو‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬ومتكلموها‭ ‬يركزون‭ ‬على‭ ‬عنصر‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬وهو‭: ‬الإرسال‭.‬

 

}‭  ‬ففي‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الحديثة،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬الإرسال‭ ‬مجرد‭ ‬وسيلة‭ ‬لبدء‭ ‬اللعب،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬أداة‭ ‬تكتيكية‭ ‬فعّالة‭ ‬تستخدم‭ ‬للتأثير‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الفريق‭ ‬المنافس،‭ ‬فالإرسال‭ ‬القوي‭ ‬والموجّه‭ ‬بدقة‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يربك‭ ‬خط‭ ‬الاستقبال،‭ ‬ويحرم‭ ‬صانع‭ ‬الألعاب‭ ‬من‭ ‬التمريرات‭ ‬المثالية،‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬تنوع‭ ‬الخيارات‭ ‬الهجومية،‭ ‬ويكشف‭ ‬نوايا‭ ‬الفريق‭ ‬المنافس‭.‬

 

}‭ ‬وتلجأ‭ ‬الفرق‭ ‬الحديثة‭ ‬إلى‭ ‬استراتيجيات‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬الإرسال،‭ ‬مثل‭ ‬استهداف‭ ‬أضعف‭ ‬مستقبل‭ ‬في‭ ‬الفريق‭ ‬الآخر،‭ ‬أو‭ ‬الإرسال‭ ‬المتواصل‭ ‬على‭ ‬لاعب‭ ‬معين‭ ‬لاستنزاف‭ ‬تركيزه،‭ ‬أو‭ ‬توجيه‭ ‬الإرسال‭ ‬بين‭ ‬لاعبين‭ ‬لإحداث‭ ‬تردد‭ ‬أو‭ ‬ارتباك،‭ ‬ومن‭ ‬يمتلك‭ ‬الإرسال‭ ‬المؤثر،‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬إيقاع‭ ‬اللعب،‭ ‬ويرفع‭ ‬من‭ ‬فرصه‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬حوائط‭ ‬صد‭ ‬منظمة،‭ ‬واستثمار‭ ‬الكرات‭ ‬المرتدة‭.‬

 

}‭  ‬لذلك،‭ ‬كما‭ ‬يبنى‭ ‬التفوق‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬على‭ ‬صانع‭ ‬الألعاب‭ ‬الذي‭ ‬يضبط‭ ‬الإيقاع،‭ ‬فإن‭ ‬التفوق‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬الخط‭ ‬الخلفي،‭ ‬حيث‭ ‬يقف‭ ‬المرسل‭ ‬ليضع‭ ‬أول‭ ‬حجر‭ ‬أساس‭ ‬للهيمنة‭ ‬على‭ ‬مجريات‭ ‬المباراة‭.‬

 

}‭ ‬الإرسال‭ ‬الذكي‭ ‬لا‭ ‬يسجل‭ ‬النقاط‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يضعف‭ ‬الاستقبال،‭ ‬ويعطل‭ ‬بناء‭ ‬الهجمة‭ ‬المقابلة،‭ ‬ليمنح‭ ‬الفريق‭ ‬المرسل‭ ‬أفضلية‭ ‬مستمرة،‭ ‬ولا‭ ‬تكمن‭ ‬خطورته‭ ‬في‭ ‬تأثيره‭ ‬اللحظي‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬أثره‭ ‬التراكمي‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يحسم‭ ‬به‭ ‬شوطا‭ ‬كاملا،‭ ‬أو‭ ‬مباراة‭ ‬مصيرية،‭ ‬وكأن‭ ‬كل‭ ‬إرسال‭ ‬ناجح‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬داخله‭ ‬مؤقتا‭ ‬للانفجار،‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أحد‭ ‬متى‭ ‬سينفجر،‭ ‬لكنه‭ ‬عندما‭ ‬يفعل،‭ ‬يغير‭ ‬مجرى‭ ‬اللعب‭ ‬بالكامل‭.‬

 

}‭  ‬وفي‭ ‬النهائي‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬دوري‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬يدين‭ ‬المحرق‭ ‬بالفضل‭ ‬في‭ ‬تفوقه‭ ‬على‭ ‬الأهلي‭ ‬إلى‭ ‬الإرسال‭ ‬الذي‭ ‬أربك‭ ‬الأهلاوية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الشوطين‭ ‬الأولين‭ ‬رغم‭ ‬العودة‭ ‬المتأخرة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكتمل‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الثالث‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا