وقت مستقطع

علي ميرزا
الإرسال.. قنبلة موقوتة
يؤكد محللو كرة القدم أن السيطرة على منطقة وسط الملعب تمثل مفتاح التحكم في مجريات اللعب، وبات محللو الكرة الطائرة ومتكلموها يركزون على عنصر لا يقل أهمية وهو: الإرسال.
} ففي الكرة الطائرة الحديثة، لم يعد الإرسال مجرد وسيلة لبدء اللعب، بل أصبح أداة تكتيكية فعّالة تستخدم للتأثير المباشر على أداء الفريق المنافس، فالإرسال القوي والموجّه بدقة يمكنه أن يربك خط الاستقبال، ويحرم صانع الألعاب من التمريرات المثالية، مما يقلل من تنوع الخيارات الهجومية، ويكشف نوايا الفريق المنافس.
} وتلجأ الفرق الحديثة إلى استراتيجيات متقدمة في الإرسال، مثل استهداف أضعف مستقبل في الفريق الآخر، أو الإرسال المتواصل على لاعب معين لاستنزاف تركيزه، أو توجيه الإرسال بين لاعبين لإحداث تردد أو ارتباك، ومن يمتلك الإرسال المؤثر، يتحكم في إيقاع اللعب، ويرفع من فرصه في بناء حوائط صد منظمة، واستثمار الكرات المرتدة.
} لذلك، كما يبنى التفوق في كرة القدم على صانع الألعاب الذي يضبط الإيقاع، فإن التفوق في الكرة الطائرة يبدأ من الخط الخلفي، حيث يقف المرسل ليضع أول حجر أساس للهيمنة على مجريات المباراة.
} الإرسال الذكي لا يسجل النقاط فحسب، بل يضعف الاستقبال، ويعطل بناء الهجمة المقابلة، ليمنح الفريق المرسل أفضلية مستمرة، ولا تكمن خطورته في تأثيره اللحظي فقط، بل في أثره التراكمي الذي قد يحسم به شوطا كاملا، أو مباراة مصيرية، وكأن كل إرسال ناجح يحمل في داخله مؤقتا للانفجار، لا يعرف أحد متى سينفجر، لكنه عندما يفعل، يغير مجرى اللعب بالكامل.
} وفي النهائي الأول من دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة يدين المحرق بالفضل في تفوقه على الأهلي إلى الإرسال الذي أربك الأهلاوية على مدار الشوطين الأولين رغم العودة المتأخرة التي لم تكتمل في الشوط الثالث.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك