العدد : ١٧١٩٦ - الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٦ - الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٦هـ

الخليج الطبي

رؤية شاملة حول بدائل النيكوتين الأقل ضررا

الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

أجرى‭ ‬اللقاء‭: ‬عبدالمجيد‭ ‬حاجي‭ ‬

 

قدّم‭ ‬الدكتور‭ ‬يوسف‭ ‬الأشقر،‭ ‬طبيب‭ ‬القلب‭ ‬السويدي،‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬بدائل‭ ‬النيكوتين‭ - ‬وخصوصًا‭ ‬‮«‬السنوس‮»‬‭ ‬وأكياس‭ ‬النيكوتين‭- ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭. ‬واستند‭ ‬إلى‭ ‬خبرته‭ ‬الطبية‭ ‬والبيانات‭ ‬العامة‭ ‬المتاحة‭ ‬في‭ ‬السويد‭ ‬ليؤكد‭ ‬أن‭ ‬انخفاض‭ ‬معدلات‭ ‬الأمراض‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتدخين‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬لا‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬قلة‭ ‬استهلاك‭ ‬النيكوتين،‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬عدد‭ ‬المدخنين‭.‬

وأوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬الأشقر‭ ‬أن‭ ‬الفرق‭ ‬الأساسي‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬تناول‭ ‬النيكوتين؛‭ ‬فالتدخين‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الاستنشاق‭ ‬والاحتراق،‭ ‬وهما‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬وراء‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬مثل‭ ‬السرطان‭ ‬وأمراض‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية،‭ ‬وليس‭ ‬النيكوتين‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭. ‬وبفضل‭ ‬الانتشار‭ ‬الواسع‭ ‬للبدائل‭ ‬الخالية‭ ‬من‭ ‬الدخان‭ ‬في‭ ‬السويد‭ ‬انخفضت‭ ‬حالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بأمراض‭ ‬مثل‭ ‬الانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭ ‬وسرطان‭ ‬الرئة‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أكياس‭ ‬النيكوتين‭ ‬ليست‭ ‬خالية‭ ‬تمامًا‭ ‬من‭ ‬المخاطر،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬على‭ ‬فئات‭ ‬مثل‭ ‬الشباب،‭ ‬ومرضى‭ ‬السكري،‭ ‬والنساء‭ ‬الحوامل‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فهي‭ ‬أقل‭ ‬ضررًا‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬السجائر،‭ ‬ويمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬استراتيجية‭ ‬تقليل‭ ‬الضرر‭ ‬للمدخنين‭ ‬غير‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬الاقلاع‭ ‬التام‭. ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البدائل‭ ‬ليست‭ ‬توصية‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها،‭ ‬بل‭ ‬خيار‭ ‬واقعي‭ ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬محاولات‭ ‬الإقلاع‭ ‬غير‭ ‬ناجحة‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬البيانات‭ ‬العلمية‭ ‬حول‭ ‬تأثير‭ ‬النيكوتين‭ ‬على‭ ‬الدماغ‭ ‬لدى‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬الـ21‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬محدودة،‭ ‬لكن‭ ‬الفرضيات‭ ‬القائمة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬مخاطر‭ ‬محتملة‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬الدماغ؛‭ ‬ما‭ ‬يبرر‭ ‬القيود‭ ‬القانونية‭ ‬والتحفظات‭ ‬الطبية‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬كارل‭ ‬فاجيرستروم‭ ‬‭ ‬خبير‭ ‬عالمي‭ ‬في‭ ‬إدمان‭ ‬النيكوتين‭ ‬ومؤسس‭ ‬اختبار‭ ‬‮«‬فاجيرستروم‮»‬‭ ‬لقياس‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النيكوتين‭ ‬‭ ‬أن‭ ‬الإدمان‭ ‬له‭ ‬جانبان‭: ‬دوائي‭ ‬وسلوكي‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬سرعة‭ ‬وصول‭ ‬النيكوتين‭ ‬إلى‭ ‬الدماغ‭ ‬هي‭ ‬العامل‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬الإدمان،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬السجائر‭ ‬الأكثر‭ ‬تسببًا‭ ‬في‭ ‬الاعتمادية،‭ ‬بينما‭ ‬تعد‭ ‬البدائل‭ ‬مثل‭ ‬اللصقات‭ ‬والسنوس‭ ‬أقل‭ ‬خطورة‭ ‬لأنها‭ ‬تُطلق‭ ‬النيكوتين‭ ‬ببطء‭ ‬وبتأثيرات‭ ‬حسية‭ ‬أقل‭.‬

كما‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬تطور‭ ‬منتجات‭ ‬الإقلاع‭ ‬عن‭ ‬التدخين،‭ ‬من‭ ‬مقاومة‭ ‬العلكة‭ ‬النيكوتينية‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬إلى‭ ‬تبنٍ‭ ‬أوسع‭ ‬للبدائل‭ ‬الخالية‭ ‬من‭ ‬الدخان‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المقاومة‭ ‬التشريعية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬فإن‭ ‬النموذج‭ ‬السويدي‭ ‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السياسات‭ ‬الضريبية‭ ‬والتوعية‭ ‬‭ ‬يبرز‭ ‬كقصة‭ ‬نجاح‭ ‬يمكن‭ ‬تكرارها‭ ‬عالميًّا‭.‬

وانتقد‭ ‬الطبيبان‭ ‬الفكرة‭ ‬الشائعة‭ ‬بأن‭ ‬النيكوتين‭ ‬هو‭ ‬المسبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬للسرطان‭ ‬وأمراض‭ ‬القلب،‭ ‬موضحين‭ ‬أن‭ ‬المواد‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬احتراق‭ ‬التدخين‭ ‬هي‭ ‬السبب‭ ‬الحقيقي،‭ ‬وأكدا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الخلط‭ ‬المفاهيمي‭ ‬المنتشر‭ ‬بين‭ ‬الأطباء‭ ‬والجمهور‭ ‬يعوق‭ ‬جهود‭ ‬تقليل‭ ‬الضرر‭.‬

وشدد‭ ‬الدكتور‭ ‬الأشقر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التوعية‭ ‬هي‭ ‬العامل‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيرًا؛‭ ‬فكثير‭ ‬من‭ ‬المدخنين‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بدائل‭ ‬أقل‭ ‬ضررًا،‭ ‬ويستمرون‭ ‬في‭ ‬التدخين‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬الفهم‭. ‬وأوضح‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬خبرته‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يشهد‭ ‬أي‭ ‬حالة‭ ‬طبية‭ ‬طارئة‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬السنوس،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬عالج‭ ‬مئات‭ ‬الحالات‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬التدخين‭. ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬الانسداد‭ ‬الرئوي‭ ‬المزمن‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬تصيب‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويؤثر‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي‭ ‬ومؤلم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬السرطان‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬الحمل‭ ‬اتفق‭ ‬الخبيران‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الامتناع‭ ‬الكامل‭ ‬عن‭ ‬النيكوتين؛‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬النيكوتين‭ ‬يضيق‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬ويؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬تدفق‭ ‬الدم‭ ‬إلى‭ ‬الجنين،‭ ‬وقد‭ ‬يسبب‭ ‬تغيرات‭ ‬في‭ ‬كيمياء‭ ‬الدماغ‭ ‬تستمر‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭.‬

وبشأن‭ ‬استخدام‭ ‬النيكوتين‭ ‬كوسيلة‭ ‬لتحسين‭ ‬التركيز‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الهاكينغ‭ ‬الحيوي‮»‬‭ ‬أشارا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الآثار‭ ‬الإيجابية‭ ‬طفيفة،‭ ‬ولا‭ ‬تُبرر‭ ‬المخاطر‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالإدمان،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬مع‭ ‬ضعف‭ ‬الأدلة‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭. ‬واختتم‭ ‬الطبيبان‭ ‬حديثهما‭ ‬بتأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬التحول‭ ‬نحو‭ ‬البدائل‭ ‬الخالية‭ ‬من‭ ‬الدخان‭ ‬في‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬وأوضحا‭ ‬أن‭ ‬اتباع‭ ‬نموذج‭ ‬السويد‭ ‬في‭ ‬باقي‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬قد‭ ‬يمنع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬350000‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬سنويًّا‭. ‬وبينما‭ ‬يظل‭ ‬الإقلاع‭ ‬التام‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭ ‬المثالي‭ ‬فإن‭ ‬تقليل‭ ‬الضرر‭ ‬يمثل‭ ‬أداة‭ ‬قوية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الأرواح‭ ‬وتحسين‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬تدريجيًّا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا