بهدف التوعية والتشجيع على العلاج شهدت دراما رمضان هذا العام اتجاه عدد من الأعمال الدرامية إلى تسليط الضوء على قضايا صحية مهمة تخص المرأة والأسرة، وهو أمر إيجابي يحدث لأول مرة؛ لتلعب الدراما العربية دورا توعويا من خلال طرح قضايا صحية بشكل مبسط يفهمه المشاهد ويصل به إلى الحل المطلوب.
ورغم اختلاف توجهات ورسائل العديد منها، برز مسلسل «لام شمسية»، ومسلسل «منتهى الصلاحية» من خلال تسليطهما الضوء على قضايا صحية بعضها كان غير معروف مثل مسلسل منتهي الصلاحية الذي أظهر أعراض مرض الفيبروميالجيا.
وفيه تم طرح أعراض المرض غير المعروف بالنسبة لبطلة العمل واسرتها واندهاشهم منها وخصوصا انه مرض يصعب تشخيصه في بعض الأحيان لتشابه أعراضه مع أمراض أخرى، مما يزيد من فترة وطول مدة تشخيصه. ويعدّ المسلسل من أوائل الأعمال التي تطرقت لهذا المرض.
كما تناول مسلسل (لام شمسية) أكثر من قضية مهمة، فقد تعرض في إحدى حلقاته لمشكلة التشنج المهبلي، حيث ظهرت بطلة العمل تعاني من هذه المشكلة، مما دفعها إلى زيارة الطبيب. ورغم انتشار هذه الحالة، فإنها لا تزال غير معروفة لكثيرين، وغالبًا ما تتجنب النساء الحديث عنها بسبب الحرج أو قلة الوعي بها. كما ناقش المسلسل بموضوعه الأساسي اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) وأهمية الاستعانة بطبيب متخصص لتخطي الأزمة. وعرض المسلسل قضية البيدوفيليا أو الانجذاب الجنسي للأطفال ليدق ناقوس الخطر بشأن التأثير النفسي على الضحية. كل ذلك بتوظيف متقن من دون الوقوع في فخ الفجاجة والخجل من طرح الفكرة.
ومرض الشيزوفرينيا أشار إليه مسلسل (الشرنقة)، وأظهر معاناة بطل العمل في عدم القدرة على التفرقة بين الواقع والخيال.
الأمراض والاضطرابات النفسية تحيط بنا في المجتمع، بعضها لم يكن معروفا ولكن الآن الوضع أصبح مختلفا مع التوعية المستمرة في وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، وظهورها في الدراما يساعد في فهم معاناة أصحاب تلك الأمراض والمشكلة وحلها.
نعم، كان لبعض أعمال العام قيمة، تم توظيف الفن لأداء رسالته لنشر الوعي في وجبة فنية دسمة امتزج فيها الترفيه مع التوعية لتفتح المجال أمام هذا النوع المطلوب من الدراما التوعوية. شكرا لصناع الأعمال الهادفة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك