الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
ماذا يريد الشباب البحريني..؟؟
غدا الثلاثاء 25 مارس.. نحتفل بيوم الشباب البحريني.. الذي تم إطلاقه أول مرة في عام 2022.. وأحسب أن معظم الآباء والأمهات وأولياء الأمور يعيشون هاجسا كبيرا وسؤالا عظيما، يعبر عما في قلوبهم وعقولهم من سؤال محوري: كيف سيعيش أبناؤنا في زمانهم؟ كيف سيتعاملون مع الظروف الصعبة التي تنتظرهم في المستقبل، بناء على الحاضر المعقد الذي نعيشه اليوم..؟؟
هذا السؤال الذي يأتي من المسؤولية الأبوية والرعاية الأسرية والخوف على الأبناء من المستقبل، لم يأت من فراغ.. وإنما هو نتاج حاضر قائم يعانون منه، وماضٍ سابق لم يحسنوا الاستثمار فيه، فكانت النتيجة هي الخوف من المستقبل القادم.
هذا الانطباع السائد لدى الكثير من الناس، وهذه العبارة المتكررة عند الجميع.. ثمة أسباب فرضتها.. وثمة ظروف أوجدتها.. وثمة معطيات جعلتها قائمة ومستمرة.. ربما الوضع المحلي حول ارتفاع الحياة المعيشية، وعدم زيادة الرواتب، وصعوبة الحصول على الوظيفة المناسبة، وطول الانتظار للحصول على الخدمة الإسكانية، والازدحامات المرورية بسبب الكثافة السكانية ذات الأسباب المعروفة، مع الوضع الاقتصادي ومتعلقاته.. وغيرها كثير.. هي من أبرز أسباب الخوف على مستقبل الأبناء والأجيال القادمة.
ربما الوضع الإقليمي والدولي كذلك، من مبررات ذلك الشعور والهاجس.. في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة.. فقد ولدنا وعشنا ونحن نسمع كل يوم عن معاناة الشعب الفلسطيني، وعن تصاعد الأوضاع في العديد من الدول العربية.. صحيح أننا من الجيل الذي لم يشهد الحروب العالمية، ولكننا شهدنا ما هو أخطر منها وأسوأ، وعايشنا ولا نزال تداعيات التحولات والنزاعات، والغزو الفكري والثقافي والإعلامي.
نعود ونسأل: ماذا يريد الشباب البحريني في يوم 25 مارس؟ هل يريد زيادة المسابقات الرياضية والفوز والانتصارات؟ هل يريد المزيد من المشاركة في العمل السياسي والتطوعي والخيري؟ هل يريد المزيد من التعليم الجامعي والتدريب المهني؟ هل يريد الزواج وتكوين الأسرة؟ هل يريد وظيفة مناسبة وسكن ملائم؟ هل يريد أماكن ترفيهية ومراكز ترويحية؟ هل يريد راتبا وسيارة، ورحلات وجولات؟ أم ماذا تحديدا..؟؟
يبدو أننا مازلنا نفكر نيابة عن الشباب.. نيابة عن طموحاتهم وتطلعاتهم.. نيابة عن مخاوفهم وهواجسهم.. وحتى نيابة عن مستقبلهم.. من منطلق أننا أكبر سنا، وأكثر خبرة، وأعلم بمصلحتهم.. الأمر الذي تسبب في وجود فجوة بين الأجيال وعدم فهم طبائع الأمور ومستجدات العصر.. وخلق التمرد والعقوق، كما خلق التفكك والضياع.. وأصبح زملاء الأبناء أهم لديهم من الأسرة ومن الأب والأم.. وحصل التصادم والنزاع بين رغبة الآباء وبين طموح الأبناء.. بين ثقافة تقول: «أكبر منك بيوم أفهم منك بسنة».. وثقافة تقول «ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم».
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك