العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

مملكة البحرين.. والرهان الرابح

إنجاز‭ ‬دولي‭ ‬جديد،‭ ‬يعكس‭ ‬ما‭ ‬يحظى‭ ‬به‭ ‬العاهل‭ ‬البحريني‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬عالمية‭ ‬رفيعة،‭ ‬وتقدير‭ ‬فائق‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬الدولية،‭ ‬وميادين‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭.‬

فقد‭ ‬أقرت‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬خلال‭ ‬دورتها‭ ‬الحالية،‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة،‭ ‬بشأن‭ ‬اعتماد‭ ‬28‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًّا‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬وذلك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬مبادرة‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭.‬

وقد‭ ‬طلبت‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬ديباجة‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬والمؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بمنظومة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬الاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم،‭ ‬بطريقة‭ ‬مناسبة‭ ‬ولائقة،‭ ‬كما‭ ‬كلفت‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬باطلاع‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬على‭ ‬القرار،‭ ‬لاتخاذ‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭.‬

هكذا‭ ‬نقلت‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬الدولية‭ ‬خبر‭ ‬إقرار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للمقترح‭ ‬البحريني‭ ‬بشأن‭ ‬الاحتفال‭ ‬السنوي‭ ‬بيوم‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭.. ‬والذي‭ ‬يؤكد‭ ‬المكانة‭ ‬الدولية‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬ونتاج‭ ‬الجهود‭ ‬المثمرة‭ ‬والمساعي‭ ‬الحثيثة‭ ‬والمبادرات‭ ‬الحضارية‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والتسامح‭ ‬والأخوة‭ ‬والتضامن‭ ‬الإنساني،‭ ‬تنفيذا‭ ‬للرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية،‭ ‬ودعم‭ ‬ومتابعة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭.‬

الموافقة‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬المقترح‭ ‬البحريني،‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬وليلة،‭ ‬لكنها‭ ‬نتاج‭ ‬جهود‭ ‬مضنية،‭ ‬ومشاريع‭ ‬ومبادرات‭ ‬عديدة،‭ ‬ورؤية‭ ‬سديدة‭ ‬واستراتيجية‭ ‬رائدة،‭ ‬مستمدة‭ ‬من‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬يعتز‭ ‬بقيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح،‭ ‬وهي‭ ‬ثقافة‭ ‬مجتمعية‭ ‬أصيلة،‭ ‬وممارسة‭ ‬يومية‭ ‬يعيشها‭ ‬ويشعر‭ ‬بها‭ ‬كافة‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع،‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬ومقيمين‭.‬

في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬والنابعة‭ ‬من‭ ‬الإرث‭ ‬التاريخي‭ ‬والحضاري‭ ‬العريق‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الانفتاح‭ ‬والتعددية،‭ ‬وأهدافها‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وحوار‭ ‬الحضارات‭ ‬والثقافات،‭ ‬ونبذ‭ ‬التطرف‭ ‬والعنف‭ ‬والكراهية،‭ ‬بالتوافق‭ ‬مع‭ ‬الدستور‭ ‬ومبادئ‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬و«إعلان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬للتسامح‭ ‬وحرية‭ ‬الفكر‭ ‬والمعتقد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العيش‭ ‬المشترك‭.‬

وسبق‭ ‬ذلك‭ ‬أيضا،‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬وتدشين‭ ‬كرسي‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بجامعة‭ ‬‮«‬سابينزا‮»‬‭ ‬الإيطالية،‭ ‬واستضافة‭ ‬ملتقى‭ ‬البحرين‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني،‭ ‬ودعوة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬إلى‭ ‬إقرار‭ ‬اتفاقية‭ ‬دولية‭ ‬لتجريم‭ ‬خطابات‭ ‬الكراهية‭ ‬الدينية‭ ‬والطائفية‭ ‬والعنصرية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭.‬

حينما‭ ‬وقف‭ ‬الدكتور‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬المواصلات‭ ‬والاتصالات‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬أمام‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لاستعراض‭ ‬المشروع‭ ‬البحريني‭ ‬لإعلان‭ ‬28‭ ‬يناير،‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًا‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬يُحتفل‭ ‬به‭ ‬سنويًا‭.. ‬أكد‭ ‬‮«‬أن‭ ‬التعايش‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬والمجتمعات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬يمثل‭ ‬رهانًا‭ ‬رابحًا‭ ‬للسلام‭ ‬الدائم،‭ ‬باعتباره‭ ‬ضرورة‭ ‬أساسية،‭ ‬لضمان‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬وحاضنة‭ ‬للجميع،‭ ‬وقبول‭ ‬الاختلافات‭ ‬الثقافية‭ ‬والدينية‭ ‬العرقية‮»‬‭.‬

لذلك‭ ‬فقد‭ ‬تمسكت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بخيارها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬‮«‬التنمية‭ ‬والسلام‮»‬،‭ ‬وراهنت‭ ‬على‭ ‬التعايش‭ ‬باعتباره‭ ‬الرهان‭ ‬الرابح‭ ‬للعيش‭ ‬الآمن‭ ‬والمزدهر‭ ‬للجميع‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا