العدد : ١٧٢٢١ - السبت ١٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٢١ - السبت ١٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

معرض يستحق الزيارة

تولي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭.. ‬لدينا‭ ‬مجلس‭ ‬أعلى‭ ‬للبيئة،‭ ‬ووزير‭ ‬معني‭ ‬بشؤون‭ ‬البيئة‭ ‬والمناخ،‭ ‬وتشريعات‭ ‬وقوانين‭ ‬وإجراءات‭ ‬بيئية‭ ‬كثيرة‭.. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬رعاية‭ ‬البيئة‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬الثروات‭ ‬الطبيعية،‭ ‬من‭ ‬المرتكزات‭ ‬الوطنية،‭ ‬والمبادئ‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والقيم‭ ‬الحضارية‭.‬

حماية‭ ‬البيئة‭ ‬مسؤولية‭ ‬مجتمعية‭ ‬مشتركة‭.. ‬مسؤولية‭ ‬الدولة‭.. ‬ومسؤولية‭ ‬المجتمع‭ ‬بأفراده‭ ‬ومؤسساته‭.. ‬وكذلك‭ ‬مسؤولية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬والمجالات‭. ‬

وفي‭ ‬علم‭ ‬الفنون‭ ‬والرسم‭ ‬التشكيلي‭.. ‬يوجد‭ ‬فن‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬الفن‭ ‬البيئي‮»‬‭.. ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬كحركة‭ ‬في‭ ‬الستينيات‭ ‬والسبعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬متأثرًا‭ ‬بتزايد‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬والاهتمام‭ ‬بحماية‭ ‬الطبيعة‭.. ‬وينظر‭ ‬لتقدم‭ ‬الدول‭ ‬وتحضرها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رعايتها‭ ‬للبيئة،‭ ‬ودور‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬وتفاعلها‭ ‬معها‭.. ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬ترف‭ ‬فكري،‭ ‬أو‭ ‬فعالية‭ ‬نخبوية‭.. ‬ولكنها‭ ‬رسالة‭ ‬حضارية‭ ‬وعالمية‭ ‬وإنسانية‭ ‬نبيلة،‭ ‬تظهر‭ ‬مدى‭ ‬التزام‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬معا‭ ‬بالقضايا‭ ‬البيئية‭.‬

بالأمس‭ ‬القريب‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬المعرض‭ ‬الفني‭ ‬الدولي‭ ‬‮«‬الطبيعة‭ ‬الأم‮»‬‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الفنون‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بحضور‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للفنون‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للفنون،‭ ‬والسيدة‭ ‬ليلى‭ ‬علييفا‭ ‬كريمة‭ ‬فخامة‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬أذربيجان‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬حيدر‭ ‬علييف‭.‬

استضافة‭ ‬المعرض‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بتنظيم‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للفنون،‭ ‬ومركز‭ ‬حيدر‭ ‬علييف‭ ‬في‭ ‬باكو،‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬جمعية‭ ‬الحوار‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬البيئة،‭ ‬وهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭.. ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اهتمام‭ ‬البلاد‭ ‬بالقضايا‭ ‬البيئية‭ ‬واستثمار‭ ‬الفنون‭ ‬وكافة‭ ‬الفعاليات‭ ‬من‭ ‬أجلها‭.‬

لذلك‭ ‬جاء‭ ‬استقبال‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬للقائمين‭ ‬على‭ ‬المعرض‭ ‬الفني،‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬دبلوماسي‭ ‬ومن‭ ‬منطلق‭ ‬دعم‭ ‬للفن‭ ‬ورعاية‭ ‬لقضايا‭ ‬البيئة،‭ ‬ودور‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬التوعية‭ ‬البيئية،‭ ‬كشأن‭ ‬ثقافي‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعاون‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬نحو‭ ‬قضية‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البشرية‭.‬

المعرض‭ ‬البحريني‭ ‬الدولي،‭ ‬يضم‭ ‬106‭ ‬أعمال‭ ‬فنية‭ ‬لـ55‭ ‬فنانًا‭ ‬من‭ ‬29‭ ‬دولة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬امتداد‭ ‬لرسالته‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬نسخته‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬حيدر‭ ‬علييف‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الأذربيجانية‭ ‬باكو،‭ ‬ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ‭ (‬COP29‭) ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭.. ‬وسوف‭ ‬يستمر‭ ‬المعرض‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬حتى‭ ‬25‭ ‬مارس‭ ‬الجاري‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الفنون‭.. ‬وهذه‭ ‬دعوة‭ ‬للجمهور‭ ‬لمشاهدة‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستدامة‭ ‬البيئية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفن‭.‬

في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬أعلنت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬هدف‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحياد‭ ‬الصفري‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2060،‭ ‬وتم‭ ‬إعلان‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬لعام‭ ‬2035،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭: ‬السعي‭ ‬لانخفاض‭ ‬بنسبة‭ ‬30‭% ‬في‭ ‬انبعاثات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري،‭ ‬وخطة‭ ‬العمل‭ ‬الوطنية‭ ‬للطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬ومضاعفة‭ ‬زراعة‭ ‬عدد‭ ‬الأشجار‭ ‬كما‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬الحملات‭ ‬الوطنية‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المحافظات،‭ ‬وكذلك‭ ‬مضاعفة‭ ‬تغطية‭ ‬أشجار‭ ‬القرم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اهتمام‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬المناخي‭ ‬والاحتباس‭ ‬الحراري،‭ ‬والخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬الاستثمارية‭ ‬للتكيف،‭ ‬واستراتيجية‭ ‬المرونة‭ ‬الساحلية‭.‬

وكما‭ ‬قال‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للفنون‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للفنون‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬المعرض‭ ‬الدولي‭:‬‭ ‬‮«‬إن‭ ‬الفن‭ ‬هو‭ ‬لغة‭ ‬عالمية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬الشعوب‭ ‬وإلهام‭ ‬التغيير،‭ ‬وهذا‭ ‬المعرض‭ ‬يلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬الإبداع‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‮»‬‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا