الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
معرض يستحق الزيارة
تولي مملكة البحرين اهتماما كبيرا في مجال حماية البيئة.. لدينا مجلس أعلى للبيئة، ووزير معني بشؤون البيئة والمناخ، وتشريعات وقوانين وإجراءات بيئية كثيرة.. ذلك أن رعاية البيئة والمحافظة على الثروات الطبيعية، من المرتكزات الوطنية، والمبادئ الإسلامية، والقيم الحضارية.
حماية البيئة مسؤولية مجتمعية مشتركة.. مسؤولية الدولة.. ومسؤولية المجتمع بأفراده ومؤسساته.. وكذلك مسؤولية العديد من القطاعات والمجالات.
وفي علم الفنون والرسم التشكيلي.. يوجد فن يطلق عليه اسم «الفن البيئي».. حيث بدأ كحركة في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، متأثرًا بتزايد الوعي البيئي والاهتمام بحماية الطبيعة.. وينظر لتقدم الدول وتحضرها من خلال رعايتها للبيئة، ودور مؤسسات المجتمع وتفاعلها معها.. ليس في الأمر من ترف فكري، أو فعالية نخبوية.. ولكنها رسالة حضارية وعالمية وإنسانية نبيلة، تظهر مدى التزام الدولة والمجتمع معا بالقضايا البيئية.
بالأمس القريب تم افتتاح المعرض الفني الدولي «الطبيعة الأم» في مركز الفنون بمملكة البحرين، بحضور معالي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة رئيس المجلس الوطني للفنون رئيس مؤسسة راشد آل خليفة للفنون، والسيدة ليلى علييفا كريمة فخامة رئيس جمهورية أذربيجان نائب رئيس مؤسسة حيدر علييف.
استضافة المعرض في مملكة البحرين بتنظيم من مؤسسة راشد آل خليفة للفنون، ومركز حيدر علييف في باكو، وبالتعاون مع جمعية الحوار الدولي من أجل حماية البيئة، وهيئة البحرين للثقافة والآثار.. تأتي في ظل اهتمام البلاد بالقضايا البيئية واستثمار الفنون وكافة الفعاليات من أجلها.
لذلك جاء استقبال جلالة الملك المعظم وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للقائمين على المعرض الفني، من منطلق دبلوماسي ومن منطلق دعم للفن ورعاية لقضايا البيئة، ودور الفن في التوعية البيئية، كشأن ثقافي يسهم في تعاون الدول والشعوب نحو قضية واحدة من أجل البشرية.
المعرض البحريني الدولي، يضم 106 أعمال فنية لـ55 فنانًا من 29 دولة، وذلك في امتداد لرسالته التي انطلقت في نسخته الأولى في مركز حيدر علييف في العاصمة الأذربيجانية باكو، ضمن فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP29) في نوفمبر الماضي.. وسوف يستمر المعرض الدولي في البحرين حتى 25 مارس الجاري في مركز الفنون.. وهذه دعوة للجمهور لمشاهدة جهود الدولة حول أهمية تحقيق الاستدامة البيئية من خلال الفن.
في عام 2021، أعلنت مملكة البحرين هدف الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060، وتم إعلان العديد من الأهداف لعام 2035، منها على سبيل المثال: السعي لانخفاض بنسبة 30% في انبعاثات الاحتباس الحراري، وخطة العمل الوطنية للطاقة المتجددة، ومضاعفة زراعة عدد الأشجار كما نرى في الحملات الوطنية المستمرة في كافة المحافظات، وكذلك مضاعفة تغطية أشجار القرم في ظل اهتمام سمو الشيخ محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة، بالإضافة إلى جهود تطوير العمل المناخي والاحتباس الحراري، والخطة الوطنية الاستثمارية للتكيف، واستراتيجية المرونة الساحلية.
وكما قال معالي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة رئيس المجلس الوطني للفنون رئيس مؤسسة راشد آل خليفة للفنون خلال افتتاح المعرض الدولي: «إن الفن هو لغة عالمية قادرة على توحيد الشعوب وإلهام التغيير، وهذا المعرض يلقي الضوء على دور الإبداع في دعم هذه القضايا».
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك