يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
ماذا بعد «قمة فلسطين»؟
جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حدد في الكلمة التي ألقاها، لدى ترؤس جلالته القمة العربية الطارئة في القاهرة «قمة فلسطين»، ثوابت الموقف العربي من القضية الفلسطينية ومن التطورات العاصفة في الفترة الأخيرة التي استدعت عقد القمة.
في مقدمة هذه الثوابت التي حددها جلالة الملك ثلاثة:
1 – أن السلام الدائم الشامل هو الذي يضمن الحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته الوطنية المستقلة.
2 – الرفض الكامل لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
3 – أن الخطة التي أعدتها مصر لإعادة إعمار غزة تسهم في حماية الأمن القومي العربي وتعزز من قدرة العرب الجماعية على مواجهة التحديات التي نتعرض لها.
هذه الثوابت هي التي حكمت أعمال قمة القاهرة الطارئة وحددت النتائج التي انتهت إليها.
القمة تعتبر من أهم القمم العربية في السنوات الماضية، بحكم الأخطار الداهمة الخطيرة التي تهدد القضية الفلسطينية وفق مخططات أمريكية وإسرائيلية معلنة ومعروفة لتصفية القضية.
أهم ما في القمة وما انتهت إليه أن كل الدول العربية تحدثت بصوت واحد أمام العالم وبموقف موحد من مخططات تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير الشعب الفلسطيني.
والدول العربية لم تكتف في بيان القمة الختامي بتأكيد وحدة المواقف حول كل القضايا الأساسية، وبالأخص رفض أي تهجير للشعب الفلسطيني، وإنما اتخذت خطوة عملية كبيرة ومهمة.
نعني اعتماد القمة للخطة التي أعدتها مصر لإعادة إعمار غزة لتصبح خطة عربية مطروحة باسم كل العرب.
هذه الخطة أبلغ رد عربي على المخططات المعلنة للتهجير وتصفية القضية.
الخطة تفصيلية جدا فيما يتعلق بمراحل إعادة الإعمار ومن يشرف عليها ويتولاها، وكان ملفتا الحرص على أن تتضمن الخطة كل ما من شأنه الرد على أي اعتراضات أو تحفظات من أي جهة وتفنيدها.
وتبني الدول العربية للخطة بالإجماع على نحو ما حدث سيجعل من الصعب على العالم تجاوزها أو تجاهلها. ومن المهم هنا أن الأمم المتحدة على لسان أمينها العام، والدول الأوروبية أعلنت تأييدها للخطة العربية.
أيضا من المهم ما قررته القمة من دعوة مجلس الأمن الدولي إلى نشر قوات حفظ سلام في الضفة وغزة لتضع العالم أمام مسؤوليته في حماية الشعب الفلسطيني.
لا يعني كل هذا أن الطريق لتنفيذ الخطة أصبح ممهدا. بالعكس بقرار القمة تبني الخطة ستبدأ المرحلة الأصعب على الإطلاق.
كما كان متوقعا بادرت إسرائيل بإعلان رفضها للخطة، فهي لا تريد أن تتخلى عن مشروعها الصهيوني بطرد الفلسطينيين وقطع الطريق على أي احتمال لقيام دولة فلسطين بأي شكل.
وأمريكا أيضا على لسان أحد مسؤوليها رفضت الخطة وأعلنت تمسك ترامب بخطته للتهجير واحتلال غزة.
بالطبع لا أمريكا ولا إسرائيل التي تحتل غزة لهما أي حق بأن يقررا مصيرها، وكل ما يقولانه خرق فاضح للقانون الدولي، لكن هذا لا ينفي المعضلة الحقيقية التي تواجهها الدول العربية بعد هذا الرفض.
إذن، كيف ستتعامل الدول العربية مع هذا الرفض؟
الجواب ببساطة أن الدول العربية يجب أن تحشد كل قدراتها وإمكانياتها وعلاقاتها من أجل تحقيق هدفين في المرحلة القادمة:
الأول: الضغط لإكمال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، فلا يمكن بداهة الشروع في تنفيذ الخطة مع أي وجود إسرائيلي.
والثاني: حشد الدعم الدولي على أكبر نطاق ممكن للخطة العربية، ودفع دول العالم ومنظماته الدولية إلى إعلان تأييد الخطة، الأمر الذي يمكن أن يشكل بدوره ضغطا على أمريكا لدفعها إلى التراجع.
وبالطبع سوف تمثل العلاقات مع أمريكا واستخدام الإمكانيات العربية والمصالح الأمريكية المهولة مع العرب لدفع إدارة ترامب إلى التراجع عن موقفها.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك