تعد آلام الركبة من بين المشكلات التي نواجهها بشكل متكرر اثناء الجلوس او المشي، وقد تقل من تلقاء نفسها في بعض الأحيان وترجع في الظهور مرة أخرى وتقيد الحياة اليومية. وأكد الدكتور إبراهيم خميس استشاري جراحة العظام والكسور بمستشفى السلام التخصصي أنه يمكن إدراج اسباب الم الركبة الناتجة عن الإصابات بمعرفة التكوين التشريحي للمفصل، موضحا ان مفصل الركبة يتكون من تلاحم ثلاثة عظام متصلة بأربع اربطة رئيسية وبعض الأوتار اضافة الى مجموعة من العضلات العاملة على تحريك المفصل. موضحا ان تعرض أي من هذه الأجزاء لقوة غير معهودة أثناء الاصابة سيحدث تأثيرا قد ينتج عنه كسور في العظام او قطع في الأوتار والاربطة او تمزق في العضلات.
وأضاف: الحالات الطبية غير الإصابة هي الأكثر شيوعا وتنوعا، وهي حالات تنتج عن خلل في وظائف أحد الأجزاء المكونة لمفصل الركبة مع ملاحظة أن بعض هذه الحالات قد تكون ناتجة عن إصابات سابقة.
وتعتبر خشونة مفصل الركبة (مرض الفصال العظمي) من أكثر هذه الحالات انتشارا، وهي عبارة عن حالة مرضية ناتجة عن التحلل والتفتت في الغضاريف المبطنة لنهاية العظام في المفصل والتي توفر الدعامة المرنة بين العظام ما يؤدي الى ازدياد فرص تلامس عظام المفصل في منطقة الركبة مع كل حركة.
وأشار الدكتور ابراهيم الى ان تقدم العمر من أهم أسباب الخشونة، موضحا أن هناك عدة عوامل تسهم في زيادة نسبة الإصابة بهذا المرض، ومنها العامل الوراثي والتكوين الجيني، زيادة الوزن، جنس المريض، حيث تكون النساء أكثر إصابة بعد سن الخمسين، العادات الخاطئة، مثل الجلوس فترات طويلة في وضعية التربيعة والعزوف عن مزاولة الرياضة بشكل منتظم، العيوب الخلقية للركب، إصابات الركبة المتمثلة في الكسور وتأثر الاربطة والغضاريف، أمراض الروماتيزم، كالتهاب المفاصل الروماتيزمي وداء الذئبة الحمراء.
وتطرق إلى أعراض الخشونة قائلا: «يتسبب الاحتكاك الحاصل بأعراض تتفاوت شدتها بدرجة الاحتكاك والوضع الصحي للمريض ويمكن أن تشمل بعض أو كل الأعراض التالية:
- ألم حول المفصل وقد تكون حدته في البداية بسيطة إلى متوسطة، يزداد مع المجهود الحركي كالمشي أو صعود الدرج، ويزول مع الراحة والأدوية المسكنة للآلام. لكن مع تقدم المرض وتدهور حالة المفصل تصبح الآلام شديدة ودائمة.
- تحديد أو تصلب في حركة المفصل قد يكون مصحوبا بتيبس في المفصل بعد الاستيقاظ لكنه يزول بعد فترة.
- سماع أصوات في مفصل الركبة أثناء تحريكه ناتج عن التآكل الذي أصابه.
- تشنجات وتقلصات عضلية حول مفصل الركبة المصاب.
- صعوبة في المشي وتناقص الرغبة في الحركة كي يتجنب الألم.
- تقوس الساقين.
أما بالنسبة الى طرق العلاج، فأشار إلى أنها تتراوح بين تغيير في نمط حياة المريض والعلاج التحفظي أو التدخل الجراحي وربما يكون العلاج خليطا من هذه الخيارات.
- تقليل الوزن الزائد: يعتبر من أهم وسائل علاج خشونة الركبة، حيث ان السمنة تعيق علاج الخشونة بزيادة التحميل على مفصل الركبة.
- الكمادات عدة مرات يوميًا مدة 15 إلى 20 دقيقة لتخفيف آلام خشونة الركبة.
- العلاج الطبيعي: وهو مفيد لتقليل ألم الركبة وتقوية عضلات الركبة وتحسين مدى حركة المفصل. والعلاج الطبيعي لخشونة الركبة قد يشمل الموجات القصيرة أو فوق الصوتية، بالإضافة الى التمارين الرياضية لتقوية عضلات الفخذ.
- استخدام أجهزة خاصة لدعم حركة العظام: قد يحتاج المريض إلى استعمال عصا خفيفة في اليد (عكاز) أو (مشاية)، يتوكأ عليها عند السير مسافات طويلة نسبيا. ويتم استخدام العكاز في حالات خشونة الركبة لتقليل الحمل من على الركبتين، فمن الثابت علميا أن الوزن الساقط على الركبة يقل بدرجة ملحوظة عند استعمال عصا للتوكؤ.
- ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشي والسباحة أو الأثقال الخفيفة والابتعاد عن الجلوس في وضعية التربيعة والقرفصاء.
ثانيا: العلاج التحفظي
يلجأ إليه في المراحل الأولى من الخشونة كخط العلاج الأول وذلك للتحكم في الأعراض والإبطاء من سرعة تقدم المرض، وبالإمكان استخدامه كإجراء مؤقت في انتظار التدخل الجراحي للمراحل المتقدمة، ويتمثل العلاج في واحد أو مجموعة من الأمور التالية:
- الأدوية: وهي تساعد على تقليل أعراض مرض خشونة الركبة بحسب حالة المريض وقد تشمل:
- الأدوية المسكنة والأدوية المضادة للالتهابات، مثل لتقليل الألم والتورم خاصة خلال نوبات الالم الحادة للسيطرة عليها. ولا بأس أن يستمر المريض على جرعات مخفضة منها ما بين تلك النوبات ولفترات محدودة. الإفراط في استخدام الأدوية المسكنة لآلام خشونة الركبة قد يؤدي إلى أعراض جانبية ولا سيما على المعدة.
- مواد الجلوكوزامين والكوندرويتين سلفات وهي مواد قد تفيد في الحالات المبكرة في تقليل الألم وتورم الركبة وتعمل على تغذية الغضاريف المبطنة للمفصل. وعادة ما يحتاج العلاج بهذه المواد الى عدة شهور ليعطي نتائج جيدة.
- الدهانات الموضعية: تستخدم الدهانات الموضعية لعلاج الألم المصاحب للخشونة وكذلك تقليل التورم وعادة ما تكون ذات فائدة في حالات الخشونة المبكرة. تتوافر الدهانات الموضعية في عدة مستحضرات، منها المراهم او البخاخات او اللصقات الموضعية.
- الحقن الموضعية في المفصل:
- حقن الكورتيزون: تعمل مادة الكورتيزون على تخفيف التهاب الغشاء المحيط بالمفصل وهو ما يصاحب عادة حالات الخشونة. التهاب هذا الغشاء هي أحد مسببات الالم وتورم الركبة لذلك فإن علاج التهاب سيكون له الأثر في تخفيف حدة الألم والتورم.
- الحقن الزيتية: تكون الابر الزيتية مادة هلامية في المفصل تكون طبقة عازلة بين أجزاء المفصل وبالتالي تقلل من حدوث الاحتكاك ويكون اثر الابر الزيتية أكبر في الحالات المبكرة من الخشونة.
- العلاجات الخلوية الطبيعية: تهدف إلى تحفيز قدرات الجسم الطبيعية على الالتئام. ومن هذه العلاجات هو حقن الركبة بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية والتي تستخلص من دم المريض نفسه.
ثالثا: التدخل الجراحي
يتم اللجوء الى التدخل الجراحي لعلاج خشونة الركبة إذا فشل العلاج التحفظي في التغلب على أعراض المرض ولا سيما في الحالات المتأخرة.
وقد يشمل العلاج الجراحي أحد الطرق التالية والتي تتحدد بناء على حالة المريض:
- جراحات تنظيف المفصل باستخدام المناظير، وتهدف الى معالجة تمزق الغضاريف الهلالية وترقيع الغضاريف التالفة. ما يجدر ذكره ان جراحات مناظير الركبة في حالات الخشونة المتقدمة بمفصل الركبة يكون تأثيرها مؤقتا فقط قد يمتد عدة أشهر او سنوات في أحسن الأحوال ويكون تأثيرها أفضل في حالات الخشونة المصحوبة بقطع بالغضروف الهلالي.
- جراحات تقويم تقوس الساقين لحالات الخشونة المبكرة الناتجة بشكل أساسي عن تقوس الساقين.
- جراحات استبدال المفصل باستخدام المفاصل الصناعية وهي أنجح طريقة لعلاج حالات الخشونة المتقدمة ويعتبر حلا جذريا لمشكلة الخشونة، ويتم باستبدال الغضاريف التالفة بمادة معدنية تمنع احتكاك أجزاء المفصل بواسطة عزلها عن بعضها البعض ويمكن إجراء تغيير كلي للغضاريف أو تغيير جزئي فقط للغضاريف التالفة إذا كانت محصورة في مكان محدد من المفصل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك