من منطلق الرؤية التي تتبناها دول مجلس التعاون الخليجي في شأن التحول إلى مركز إقليمي بارز في مجال التقنيات الناشئة والابتكار التكنولوجي؛ عكفت على استقطاب قادة ورواد المجال من خلال استضافتها أضخم وأهم الفعاليات التكنولوجية في المنطقة، كمعرض «جيتكس» السنوي في دولة الإمارات المتحدة العربية بمدينة دبي، ومؤتمر «ليب» السنوي في المملكة العربية السعودية بالعاصمة الرياض، وعلى خطاهما قمة «الويب» في دولة قطر بالعاصمة الدوحة.
حيث استضافت مجددًا دولة قطر خلال الأسبوع المنصرم وعلى مدى أربعة أيام قمة «الويب 2025» بنسختها الثانية، في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، وذلك بتنظيم من مكتب الاتصال الحكومي بالشراكة مع قمة الويب، إذ من المتوقع أن تستمر هذه الشراكة خمس سنوات قادمة، وذلك بهدف خلق شبكة علاقات ذات بعد أكثر عمقًا وتأثيرًا لدولة قطر في مجال التكنولوجيا.
إذ تعتبر «قمة الويب» حدثا تكنولوجيا رائدا ومن أكبر الفعاليات التكنولوجية عالميًا، وتقام في العديد من المناطق كالولايات المتحدة الأمريكية الشمالية والجنوبية ولشبونة وصولًا إلى آسيا، ومن المعروف انها تجمع أبرز قادة المجال ورواد الأعمال والمبتكرين والمستثمرين من مختلف أقطار العالم بما يضمن الشمولية والتنوع، وذلك بهدف تعزيز التواصل والتعاون والشراكة المعرفية وتبادل الأفكار والخبرات؛ بما يخدم المجال على المدى الطويل ويضعه في دائرة الضوء لضمان بيئة تكنولوجية ذات روح متجددة ومستدامة.
وقد حضر «قمة ويب قطر» ما يزيد على الـ25 ألف مشارك من 124 دولة، وبمشاركة ما يزيد على الـ 1520 شركة ناشئة، وأكثر من الـ 600 مستثمر، وأكثر من الـ 380 متحدثا، وما يفوق الـ180 شريكا في القمة، حيث قدر معدل نسبة مشاركة الشركات الناشئة التي تقودها نساء بـ 47% من مجمل المشاركات.
الجدير ذكره أن كان لمملكة البحرين مشاركة بارزة في هذا الحدث التقني المهم، حيث دعم صندوق العمل (تمكين) بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية وصادرات البحرين ما يقارب الـ 16 مؤسسة بحرينية ناشئة، وذلك بهدف تحفيز القطاع الخاص بما يرفد الاقتصاد الوطني، وبما يحقق أولويات (تمكين) الاستراتيجية للعام 2025م، والتي ترنو لأولوية نمو الرقمنة واستدامة المؤسسات المحلية الناشئة؛ بما يعزز إمكانيات البحرينيين عبر تزويدهم بالمهارات اللازمة للتطور الوظيفي.
ولا شك أن هذه المشاركة كانت فرصة ثمينة للمؤسسات المشاركة بما فيهم البحرينية منهم، حيث أتيح لهم المجال للاحتكاك مع مختلف الخبراء العالميين والاستفادة من تجاربهم المختلفة، كما شكلت هذه المشاركة تجربة قيمة محملة بالفرص الواعدة في مجال تطوير الأعمال والاستثمار وذلك من خلال لقاء المستثمرين العالميين، إلى جانب أنها أفسحت لهم إمكانية تبادل الخبرات ومواكبة أحدث المستجدات في المجال، والتواصل مع خبراء القطاع من خلال المشاركة في الحلقات النقاشية التي أقيمت آنذاك، إلى جانب إن مشاركتهم حققت لهم الاستفادة من مسابقات عرض المشاريع التي أقيمت خلال تلك الفترة، الأمر الذي من المتوقع أن يحقق نقلة نوعية وإضافة فكرية وفنية للمشاركين بما يعزز التنافسية أو بما يخلق شراكة استراتيجية داعمة للتوسع الإقليمي والعالمي مستقبلا.
إن مثل هذه الفعاليات الإقليمية مؤشر جيد لنمو وتطور المجال التكنولوجي بالمنطقة بما ينعكس ايجابيا على دول الجوار ليحقق تكامل اقتصادي وشراكات عالمية وتبادل فكري ومعرفي كمعزز للقدرات التقنية، كما يسهم في تنمية القطاع إقليميا ويضمن ترسيخ دول المنطقة كمركز تقني؛ الأمر الذي من شأنه أن يعزز موقعهم على خارطة الدول العالمية المتقدمة في القطاع التكنولوجي، ويشكلهم كمنظومة متميزة وذات اعتبار عالمي، تمتلك القدرة على مواكبة التغير والتطور العالمي المستمر، ومتمكنة من ترك بصمتها في المجال من خلال المساهمة في الابتكار التقني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك