يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
ميثاق البحرين الأبهى والأجمل
في تاريخ كل بلد وشعب أيام فارقة.. أيام تمثل نقطة تحول كبرى في التاريخ.. فارقة بين حقبة وحقبة، او تطلق عهدا جديدا من التحولات النوعية في العمل الوطني، أو ترسي اسسا ومنطلقات جديدة للمستقبل.
في تاريخ البحرين، هناك أيام كثيرة فارقة بهذه المعاني. الأمر المؤكد ان يوم 14 فبراير عام 2001 واحد من أكبر واعظم هذه الأيام.. في ذلك اليوم تم إقرار ميثاق العمل الوطني بكل ما يعنيه ذلك من معانٍ وابعاد وطنية جليلة.
يوم الميثاق يوم تاريخي فارق لأسباب كثيرة لكن في مقدمتها امران:
الأول: ان هذا اليوم جسد اللقاء بين رؤية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الحكيمة والاستراتيجية بعيدة المدى للبحرين حاضرا ومستقبلا كما جسدها ميثاق العمل الوطني، وبين إرادة شعب البحرين.
حين صوت شعب البحرين بأغلبيته الكاسحة بنعم للميثاق وسط حماس شعبي جارف غير مسبوق، فقد أعرب عن وقوفه الكامل خلف رؤية جلالة الملك، وعن ثقته المطلقة في قيادة جلالته للبحرين نحو
المستقبل الأفضل.
هذا اللقاء بين رؤية جلالة الملك وإرادة شعب البحرين جسد التلاحم الوطني في أروع معانيه، وجسد التوافق بين القيادة والشعب على العمل معا لصنع المستقبل الأجمل وتحقيق التطلعات الوطنية.
والثاني: ان يوم إقرار ميثاق العمل الوطني كان نقطة الانطلاق الكبرى نحو مرحلة جديدة من العمل الوطني.. مرحلة الاصلاح الشامل على كل المستويات والانجاز والتقدم والتنمية يحكمها المشروع الإصلاحي الكبير الذي أطلقه جلالة الملك بأبعاده وغاياته المختلفة.
نعلم جميعا ان جلالة الملك حين أطلق المشروع الإصلاحي فقد حدد جلالته الهدف الأكبر للمشروع في اقامة الدولة المدنية العصرية الحديثة.
وميثاق العمل الوطني جاء ليحدد ابعاد ومقومات الدولة المدنية الحديثة. جاء ليضمن سيادة القانون، وإقامة المؤسسات المستقلة. وجاء الميثاق ليضع مقومات دولة المواطنة، حيث لا فرق بين مواطن وآخر بسبب الجنس او الدين او الطائفة او أي اعتبار آخر. كما ضمن الميثاق المشاركة الشعبية في تقرير شؤون الوطن وفي صناعة السياسات العامة.
هذا هو جوهر الميثاق، بالإضافة الى تحديد الثوابت الوطنية والهوية الوطنية البحرينية الجامعة.
يجب الا ننسى ان الميثاق هو وثيقة وطنية ملزمة.
وكما نعلم على هدي من مبادئ الميثاق مضت البحرين قدما طوال الأعوام الأربعة والعشرين الماضية نحو تطبيق هذه المبادئ، ونحو الإصلاح والتطور، ونحو العمل على تحقيق التنمية الشاملة وتلبية تطلعات المواطنين.
جلالة الملك حدد منذ البداية طبيعة الميثاق واهدافه الوطنية الكبرى في تعبيرات جميلة معبرة حين قال جلالته: «نريده ميثاقا للوطن، ووثيقة للعهد، وركيزة لعقد اجتماعي جديد في مسيرتنا الوطنية يرسخ ويوثق أصالة البحرين وتميزها وتراثها الحضاري، ويؤكد وحدة الوطن ارضا وشعبا، كما يمثل في الوقت ذاته دليل عمل لمستقبله يحدد معالم الطريق ويستكمل مؤسسات الدولة ونظمها، ويرسم آفاق الغد الأفضل للبحرين الجديدة التي نريدها أبهى وأجمل، لنا وللأجيال المقبلة».
هذا هو ادق توصيف لميثاق العمل الوطني.. هو ميثاق الغد الأفضل والبحرين الأبهى والأجمل.
الميثاق هو الذي يحدد معالم المستقبل في البحرين التي يريدها الكل اقوى وأجمل.
والبحرين تحتفل اليوم بهذه الذكرى الجليلة.. ذكرى الميثاق الوطني من المهم ان تبقى روح الميثاق حية وحاضرة وخصوصا لدى الأجيال الجديدة في البحرين.. روح الوطنية الجامعة، والتلاحم بين القيادة والشعب، والتكاتف في العمل من اجل تقدم البحرين ونهضتها وازدهارها.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك