العدد : ١٧١٣٦ - الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٣٦ - الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ شعبان ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

ميثاق البحرين الأبهى والأجمل

في‭ ‬تاريخ‭ ‬كل‭ ‬بلد‭ ‬وشعب‭ ‬أيام‭ ‬فارقة‭.. ‬أيام‭ ‬تمثل‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭.. ‬فارقة‭ ‬بين‭ ‬حقبة‭ ‬وحقبة،‭ ‬او‭ ‬تطلق‭ ‬عهدا‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬التحولات‭ ‬النوعية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬أو‭ ‬ترسي‭ ‬اسسا‭ ‬ومنطلقات‭ ‬جديدة‭ ‬للمستقبل‭.‬

في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين،‭ ‬هناك‭ ‬أيام‭ ‬كثيرة‭ ‬فارقة‭ ‬بهذه‭ ‬المعاني‭. ‬الأمر‭ ‬المؤكد‭ ‬ان‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬فبراير‭ ‬عام‭ ‬2001‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬واعظم‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭.. ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬تم‭ ‬إقرار‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬معانٍ‭ ‬وابعاد‭ ‬وطنية‭ ‬جليلة‭.‬

يوم‭ ‬الميثاق‭ ‬يوم‭ ‬تاريخي‭ ‬فارق‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬امران‭:‬

الأول‭: ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬جسد‭ ‬اللقاء‭ ‬بين‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الحكيمة‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬للبحرين‭ ‬حاضرا‭ ‬ومستقبلا‭ ‬كما‭ ‬جسدها‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬وبين‭ ‬إرادة‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭. ‬

حين‭ ‬صوت‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬بأغلبيته‭ ‬الكاسحة‭ ‬بنعم‭ ‬للميثاق‭ ‬وسط‭ ‬حماس‭ ‬شعبي‭ ‬جارف‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬فقد‭ ‬أعرب‭ ‬عن‭ ‬وقوفه‭ ‬الكامل‭ ‬خلف‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬وعن‭ ‬ثقته‭ ‬المطلقة‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬جلالته‭ ‬للبحرين‭ ‬نحو‭ ‬

المستقبل‭ ‬الأفضل‭.‬

هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬بين‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وإرادة‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬جسد‭ ‬التلاحم‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬أروع‭ ‬معانيه،‭ ‬وجسد‭ ‬التوافق‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬والشعب‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬معا‭ ‬لصنع‭ ‬المستقبل‭ ‬الأجمل‭ ‬وتحقيق‭ ‬التطلعات‭ ‬الوطنية‭.‬

والثاني‭: ‬ان‭ ‬يوم‭ ‬إقرار‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬كان‭ ‬نقطة‭ ‬الانطلاق‭ ‬الكبرى‭ ‬نحو‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭.. ‬مرحلة‭ ‬الاصلاح‭ ‬الشامل‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬والانجاز‭ ‬والتقدم‭ ‬والتنمية‭ ‬يحكمها‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بأبعاده‭ ‬وغاياته‭ ‬المختلفة‭.‬

نعلم‭ ‬جميعا‭ ‬ان‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حين‭ ‬أطلق‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬فقد‭ ‬حدد‭ ‬جلالته‭ ‬الهدف‭ ‬الأكبر‭ ‬للمشروع‭ ‬في‭ ‬اقامة‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬العصرية‭ ‬الحديثة‭.‬

وميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬جاء‭ ‬ليحدد‭ ‬ابعاد‭ ‬ومقومات‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬الحديثة‭. ‬جاء‭ ‬ليضمن‭ ‬سيادة‭ ‬القانون،‭ ‬وإقامة‭ ‬المؤسسات‭ ‬المستقلة‭. ‬وجاء‭ ‬الميثاق‭ ‬ليضع‭ ‬مقومات‭ ‬دولة‭ ‬المواطنة،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬مواطن‭ ‬وآخر‭ ‬بسبب‭ ‬الجنس‭ ‬او‭ ‬الدين‭ ‬او‭ ‬الطائفة‭ ‬او‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬آخر‭. ‬كما‭ ‬ضمن‭ ‬الميثاق‭ ‬المشاركة‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬شؤون‭ ‬الوطن‭ ‬وفي‭ ‬صناعة‭ ‬السياسات‭ ‬العامة‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬جوهر‭ ‬الميثاق،‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬تحديد‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬والهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬البحرينية‭ ‬الجامعة‭.‬

يجب‭ ‬الا‭ ‬ننسى‭ ‬ان‭ ‬الميثاق‭ ‬هو‭ ‬وثيقة‭ ‬وطنية‭ ‬ملزمة‭.‬

وكما‭ ‬نعلم‭ ‬على‭ ‬هدي‭ ‬من‭ ‬مبادئ‭ ‬الميثاق‭ ‬مضت‭ ‬البحرين‭ ‬قدما‭ ‬طوال‭ ‬الأعوام‭ ‬الأربعة‭ ‬والعشرين‭ ‬الماضية‭ ‬نحو‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ،‭ ‬ونحو‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتطور،‭ ‬ونحو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬وتلبية‭ ‬تطلعات‭ ‬المواطنين‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حدد‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬طبيعة‭ ‬الميثاق‭ ‬واهدافه‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬تعبيرات‭ ‬جميلة‭ ‬معبرة‭ ‬حين‭ ‬قال‭ ‬جلالته‭: ‬‮«‬نريده‭ ‬ميثاقا‭ ‬للوطن،‭ ‬ووثيقة‭ ‬للعهد،‭ ‬وركيزة‭ ‬لعقد‭ ‬اجتماعي‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬مسيرتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬يرسخ‭ ‬ويوثق‭ ‬أصالة‭ ‬البحرين‭ ‬وتميزها‭ ‬وتراثها‭ ‬الحضاري،‭ ‬ويؤكد‭ ‬وحدة‭ ‬الوطن‭ ‬ارضا‭ ‬وشعبا،‭ ‬كما‭ ‬يمثل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬دليل‭ ‬عمل‭ ‬لمستقبله‭ ‬يحدد‭ ‬معالم‭ ‬الطريق‭ ‬ويستكمل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬ونظمها،‭ ‬ويرسم‭ ‬آفاق‭ ‬الغد‭ ‬الأفضل‭ ‬للبحرين‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬نريدها‭ ‬أبهى‭ ‬وأجمل،‭ ‬لنا‭ ‬وللأجيال‭ ‬المقبلة‮»‬‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬ادق‭ ‬توصيف‭ ‬لميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭.. ‬هو‭ ‬ميثاق‭ ‬الغد‭ ‬الأفضل‭ ‬والبحرين‭ ‬الأبهى‭ ‬والأجمل‭.‬

الميثاق‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يحدد‭ ‬معالم‭ ‬المستقبل‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬يريدها‭ ‬الكل‭ ‬اقوى‭ ‬وأجمل‭.‬

والبحرين‭ ‬تحتفل‭ ‬اليوم‭ ‬بهذه‭ ‬الذكرى‭ ‬الجليلة‭..  ‬ذكرى‭ ‬الميثاق‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬ان‭ ‬تبقى‭ ‬روح‭ ‬الميثاق‭ ‬حية‭ ‬وحاضرة‭ ‬وخصوصا‭ ‬لدى‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.. ‬روح‭ ‬الوطنية‭ ‬الجامعة،‭ ‬والتلاحم‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬والشعب،‭ ‬والتكاتف‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تقدم‭ ‬البحرين‭ ‬ونهضتها‭ ‬وازدهارها‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا