غزة - الوكالات: سلمت حركة حماس ثلاث رهائن إسرائيليين أمس في أحدث مرحلة من اتفاق لوقف إطلاق النار يهدف إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي الذي استمر 15 شهرا في غزة.
والرهائن هم أوهاد بن عامي وإلياهو شرابي، وكان قد احتجزهما مسلحون من داخل تجمع بئيري السكني خلال هجوم «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر 2023، وأور ليفي الذي احتُجز في اليوم ذاته بينما كان يحضر مهرجان نوفا الموسيقي.
وتوجه الرهائن برفقة مسلحين صوب منصة أقامتها الحركة وبدت عليهم ملامح الهزال والضعف والشحوب، وكانت حالتهم أسوأ من حالة 18 رهينة أُفرج عنهم سابقا ضمن اتفاق أُبرم الشهر الماضي.
ووقف الرهائن الثلاث على المنصة حيث أجابوا عن أسئلة طرحها أحد الملثمين بينما أحاط بهم مسلحون من الجانبين.
وفي استعراض جديد للقوة، انتشر عشرات من مقاتلي حماس الملثمين والمسلحين في وسط غزة، حيث جرى تسليم الرهائن إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ونُقل الرهائن في سيارات اللجنة الدولية إلى القوات الإسرائيلية ودخلوا إلى إسرائيل حيث تم جمع شملهم مع أفراد أسرهم وسط مشاعر جارفة، ثم نُقلوا جوا إلى المستشفيات. وقالت جيولا، والدة أور ليفي، وهي تعانق ابنها، «افتقدناك كثيرا».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن مشهد الرهائن الثلاثة وهم في حالة ضعف وهزال صادم ولن يمر مرور الكرام.
ووصف الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج مراسم تسليم الرهائن بأنها مثيرة للاستهجان ووحشية.
وأفرجت إسرائيل في المقابل عن 183 أسيرا فلسطينيا، بعضهم يقضون أحكاما في قضايا تتعلق بالمشاركة في هجمات أدت إلى مقتل عشرات الناس، إضافة إلى 111 أُلقي القبض عليهم في قطاع غزة خلال العدوان.
واستقبلت حشود مبتهجة الحافلات عند وصولها إلى غزة، واحتضنت السجناء المفرج عنهم عند نزولهم، وكان بعضهم يبكون فرحا ويمزقون أساور السجن عن معاصمهم.
وفي رام الله بالضفة الغربية، استقبلت حشود من الناس حافلة تقل 42 سجينا فلسطينيا محررا. ومن بين السجناء الفلسطينيين المفرج عنهم أمس إياد أبو شخيدم، الذي صدر ضده 18 حكما بالسجن مدى الحياة في إسرائيل بتهمة التخطيط لهجمات انتحارية انتقاما لاغتيال إسرائيل لقادة من حماس في 2004.
وقال أبو شخيدم للصحفيين عند وصوله إلى رام الله «اليوم أعلن ميلادي».
وتابع «الأسرى بيعانوا، بيهينوهم بيذلوهم... ذلونا في هاي السنة أو السنة ونص وقطعونا عن كل العالم... من 7 عشرة لليوم ما بنعرف شي عن بره».
وبدا العديد من السجناء المفرج عنهم في حالة صحية سيئة، واشتكى بعضهم من سوء المعاملة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه نقل ستة من السجناء الاثنين والأربعين إلى المستشفيات.
وعملية التبادل هي الأحدث في سلسلة أعادت حتى الآن 16 رهينة إسرائيلية بالإضافة إلى خمسة تايلانديين خُطفوا خلال هجوم حماس و583 سجينا ومحتجزا فلسطينيا.
ورغم العثرات، فإن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن التي تستمر 42 يوما لا تزال صامدة منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ قبل ثلاثة أسابيع تقريبا. وأبرم الاتفاق بدعم من الولايات المتحدة ووساطة مصر وقطر.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر سياسي قوله إن نتنياهو أرسل وفدا لإجراء محادثات في الدوحة أمس. لكن المخاوف من انهيار الاتفاق قبل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، وعددهم 76، تزايدت منذ دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئة لنقل الفلسطينيين من غزة وتسليم القطاع للولايات المتحدة وتطويره ليكون «ريفييرا الشرق الأوسط».
وترفض الدول العربية والفصائل الفلسطينية الاقتراح الذي يقول منتقدون إنه يصل إلى مستوى التطهير العرقي.
وقالت حماس في بيان أمس إن التسليم يحمل اليوم رسالة واضحة من كتائب القسام بأن الشعب والمقاومة هم من يرسمون معالم اليوم التالي للعدوان وليس أي قوة خارجية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك