العدد : ١٧١١٦ - السبت ٠١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١١٦ - السبت ٠١ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ شعبان ١٤٤٦هـ

الثقافي

في مجموعة (السبعة) فسيفساء اجتماعية للقاص:
جعفر الديري قراءة في أبعادها الفنية والرمزية والاجتماعية

السبت ٠١ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

بقلم‭: ‬علي‭ ‬خميس‭ ‬الفردان

نثر‭ ‬الفسيفساء‭:‬

 

بأسلوبه‭ ‬السهل‭ ‬الماتع‭ ‬أخذنا‭ ‬السيد‭ ‬جعفر‭ ‬في‭ ‬جولة‭ ‬في‭ ‬البوم‭ ‬من‭ ‬البؤر‭ ‬السينمائية،‭ ‬سلط‭ ‬فيها‭ ‬عدسته‭ ‬الذكية‭ ‬على‭ ‬مشاهد‭ ‬اجتماعية‭ ‬متنوعة‭. ‬وضعنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محطة‭ ‬من‭ ‬محطاتها‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬مشهد‭ ‬ثري‭ ‬من‭ ‬المشاهد‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المكثفة‭ ‬والمؤثرة،‭ ‬وقد‭ ‬صنفت‭ ‬القصص‭ ‬الثلاث‭ ‬والعشرون،‭ ‬في‭ ‬أربع‭ ‬مجموعات‭:‬

المجموعة‭ ‬الأولى‭: ‬العلاقات‭ ‬الزوجية‭ ‬العاثرة،‭ ‬وقد‭ ‬نثر‭ ‬فيها‭ ‬7‭ ‬من‭ ‬قصصه،‭ ‬تناولت‭: ‬

المشاكل‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬ثانية،‭ ‬وما‭ ‬يترتب‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬عواقب‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬الزوجة‭ ‬الأولى‭ ‬والأولاد،‭ ‬فتصل‭ ‬إلى‭ ‬التفكك‭ ‬الأسري‭ ‬أحيانا،‭ ‬كقصة‭ (‬قلب‭ ‬شقي‭).‬

والمشاكل‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬امرأة‭ ‬أجنبية،‭ ‬التي‭ ‬تتخلى‭ ‬أحيانا‭ ‬عن‭ ‬زوجها‭ ‬عندما‭ ‬تحق‭ ‬الحقائق‭ ‬وينهار‭ ‬عرشه‭. ‬فيظهر‭ ‬معدن‭ ‬الأولى‭ ‬المظلومة‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬ظلام‭ ‬الليل‭).‬

ومشاكل‭ ‬الطلاق،‭ ‬حين‭ ‬يحلو‭ ‬لبعض‭ ‬النساء‭ ‬التنقل‭ ‬من‭ ‬زوج‭ ‬إلى‭ ‬زوج،‭ ‬وما‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬إضرار‭ ‬برباط‭ ‬الأسرة‭ ‬وتعثر‭ ‬حياة‭ ‬الزوج،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬ثورة‭ ‬القطرس‭).‬

‭ ‬ومشاكل‭ ‬الافتتان‭ ‬بصغيرات‭ ‬السن،‭ ‬وما‭ ‬ينطوي‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬إهمال‭ ‬الزوجة‭ ‬الأولى‭ ‬وأبنائها،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬لدغة‭ ‬الدبور‭).‬

والزواج‭ ‬على‭ ‬طمع،‭ ‬وعواقب‭ ‬شلل‭ ‬العلاقات‭ ‬الزوجية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والأمراض‭ ‬النفسية،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬عين‭ ‬النسر‭).‬

وتسويف‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الفتيات‭ ‬ورفض‭ ‬العرسان‭ ‬غرورا‭ ‬وتباهيا‭ ‬أمام‭ ‬الأقران،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬نجمة‭ ‬شاردة‭).‬

ومشكلات‭ ‬الهوس‭ ‬بالهواية‭ ‬واهمال‭ ‬العائلة،‭ ‬كهوس‭ ‬الأديب‭ ‬بكتبه،‭ ‬وأثره‭ ‬في‭ ‬التفكك‭ ‬الأسري،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬زهرة‭ ‬الخلد‭).‬

المجموعة‭ ‬الثانية‭: ‬علاقة‭ ‬الأبناء‭ ‬بالأبوين،‭ ‬نثر‭ ‬فيها‭ ‬5‭ ‬قصص‭:‬

الابن‭ ‬العاق‭ ‬لأمه،‭ ‬كما‭ ‬في‭ (‬المومجة‭ ‬الغادرة‭)‬

وعقوق‭ ‬الأبناء‭ ‬لأبيهم،‭ ‬كما‭ ‬في‭ (‬في‭ ‬صحب‭ ‬المقهى‭) ‬و‭(‬قاطع‭ ‬كالسيف‭).‬

وظلم‭ ‬الآباء‭ ‬للأبناء،‭ ‬كما‭ ‬في‭ (‬دخان‭ ‬الحقد‭) ‬و‭(‬قلب‭ ‬شقي‭).‬

المجموعة‭ ‬الثالثة‭: ‬علاقة‭ ‬الإنسان‭ ‬بذاته‭ ‬وأصحابه،‭ ‬نثر‭ ‬فيها‭ ‬7‭ ‬قصص‭:‬

تحول‭ ‬الفشل‭ ‬إلى‭ ‬نقمة‭ ‬على‭ ‬الناس‭ (‬الشباك‭).‬

البحث‭ ‬عن‭ ‬الذات‭ ‬الضائعة،‭ ‬رغم‭ ‬الثراء‭ (‬أزرق‭ ‬هائل‭ ‬كالبحر‭).‬

التمحور‭ ‬حول‭ ‬الذات‭ ‬ورفض‭ ‬الآخر‭ (‬نجمة‭ ‬شاردة‭).‬

العزوف‭ ‬والوحدة‭ ‬والتهيؤات‭ (‬وحدي‭ ‬وشاهديَ‭ ‬التراب‭).‬

العجز‭ ‬واليأس‭ ‬والاستسلام‭ ‬للشيطان‭ (‬تجربة‭ ‬رهيبة‭).‬

ضحايا‭ ‬الوساوس‭ ‬والتهيؤات‭ (‬السر‭).‬

الغباء‭ ‬والجري‭ ‬وراء‭ ‬السراب‭ ‬كالاستثمار‭ ‬الوهمي‭ (‬خلف‭ ‬الحاجز‭ ‬الخشبي‭)‬

الصبر‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يطاق‭ ‬ولو‭ ‬خسر‭ ‬كل‭ ‬حلاله‭ ‬كما‭ ‬في‭ (‬حديث‭ ‬مع‭ ‬النجوم‭).‬

المجموعة‭ ‬الرابعة‭: ‬علاقة‭ ‬الإنسان‭ ‬بالسطلة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وفيها‭ ‬3‭ ‬قصص،‭ ‬تناولت‭:‬

التمرد‭ ‬على‭ ‬سلطة‭ ‬المعبد‭ ‬والكهنوت،‭ ‬كما‭ ‬في‭ (‬السبعة‭) ‬و‭ (‬العقدة‭ ‬الغريبة‭)‬

والتمرد‭ ‬على‭ ‬سلطة‭ ‬رب‭ ‬العمل‭ ‬الظالم،‭ ‬كما‭ ‬في‭ (‬وجه‭ ‬الذئب‭).‬

أساليب‭ ‬وتقنيات‭ ‬القص‭:‬

الرؤية‭: ‬تربع‭ ‬الراوي‭ ‬العليم‭ ‬على‭ ‬ثمانية‭ ‬عشر‭ ‬قصة‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬المجموعة،‭ ‬وقصتان‭ ‬تولى‭ ‬القص‭ ‬فيهما‭ ‬لراوي‭ ‬الذاتي‭ ‬بضمير‭ ‬‮«‬أنا‮»‬‭ ‬المتكلم،‭ ‬هما‭ (‬السر‭)‬،‭ ‬ص87‭ ‬‮«‬رددت‭ ‬النظر‭ ‬بينهم‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬العجب‮»‬‭ ‬و‭(‬وحدي‭ ‬وشاهدي‭ ‬التراب‭) ‬ص62‭ ‬افتتحها‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬زملائي‭ ‬الأربعة‭ ‬يحملون‭ ‬نعشي‮»‬‭ ‬وثالثة،‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬شخصيات‭ ‬القصة‭ ‬هي‭ (‬في‭ ‬حصانة‭ ‬سيدي‭) ‬ص41‭. ‬افتتحها‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬ألقت‭ ‬بي‭ ‬سيدتي‭ ‬بعنف‭ ‬داخل‭ ‬الفرن‭ ‬القديم‮»‬‭.‬

الجنس‭ ‬القصصي‭: ‬ساد‭ ‬جنس‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬الواقعية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬في‭ ‬عشرين‭ ‬قصة‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬المجموعة،‭ ‬وتفردت‭ ‬ثلاث‭ ‬قصص‭ ‬بالأسلوب‭ ‬الفنتازي‭ ‬العجائبي‭ ‬وهي‭: (‬وحدي‭ ‬وشاهدي‭ ‬التراب‭) ‬ص62،‭ ‬قصة‭ ‬رجل‭ ‬قتلته‭ ‬الوحدة‭ ‬والغربة‭ ‬فتماهى‭ ‬مع‭ ‬الموت‭ ‬وعاش‭ ‬عرصاته،‭ ‬وقصة‭ (‬السر‭) ‬ص87،‭ ‬حيث‭ ‬الخيال‭ ‬الجامح‭ ‬وحوار‭ ‬البطل‭ ‬مع‭ ‬هياكل‭ ‬عظمية،‭ ‬وقصة‭ (‬تجربة‭ ‬رهيبة‭) ‬78،‭ ‬لمدين‭ ‬مفلس‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬مخرجا‭ ‬إلا‭ ‬بالاستسلام‭ ‬للوقوع‭ ‬في‭ ‬حفرة‭ ‬من‭ ‬حفر‭ ‬الجحيم،‭ ‬مستعبداً‭ ‬مرتهناً‭.‬

بين‭ ‬المباشرة‭ ‬والرمزية‭: ‬معظم‭ ‬القصص‭ ‬جاءت‭ ‬بأسلوب‭ ‬قصصي‭ ‬شيق‭ ‬مباشر،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬لم‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬الغموض‭ ‬والرمزية‭ ‬معاً‭. ‬نجد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬السبعة‭) ‬ص5،‭ ‬ورمزية‭ ‬المنقذ‭ ‬التي‭ ‬تتناص‭ ‬مع‭ ‬العقيدة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الديانات،‭ ‬ورمزية‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬قيد‭ ‬الخوف،‭ ‬ورمزية‭ ‬العدد‭ ‬سبعة‭ ‬الذي‭ ‬تكرر‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭. ‬كما‭ ‬تتلاقى‭ ‬في‭ ‬رمزية‭ ‬عقدة‭ ‬الخوف‭ ‬الذي‭ ‬يقيد‭ ‬الإنسان‭ ‬والشعوب‭ ‬عن‭ ‬نيل‭ ‬حريتها‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬العقدة‭ ‬غريبة‭ ‬الشكل‭) ‬ص13،‭ ‬كما‭ ‬نجد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬رمزية‭ ‬سقوط‭ ‬الحضارة‭ ‬المادية‭ ‬وتفوق‭ ‬الروح‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬أزرق‭ ‬هائل‭ ‬كالبحر‭).‬

استحضار‭ ‬الميثالوجيا‭ ‬والأسطورة‭: ‬فقد‭ ‬حضرت‭ ‬الميثالوجيا‭ ‬والأسطورة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قصة‭. ‬كعقيدة‭ ‬التضحية‭ ‬والقرابين‭ ‬لبقاء‭ ‬الكهنوت‭ ‬المسيطر‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬السبعة‭)‬،‭ ‬وخرافة‭ ‬العقدة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تفك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ديمومة‭ ‬هيمنة‭ ‬المعبد‭ ‬ورجاله‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬العقدة‭ ‬غريبة‭ ‬الشكل‭)‬،‭ ‬وحضرت‭ ‬عقيدة‭ ‬الخلاص‭ ‬من‭ ‬المعاناة،‭ ‬كتناص‭ ‬مع‭ ‬العقيدة‭ ‬البودية،‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬أزرق‭ ‬هائل‭ ‬كالبحر‭)‬،‭ ‬وحضرت‭ ‬عقيدة‭ ‬البعث‭ ‬والنشور‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬وحدي‭ ‬وشاهديَّ‭ ‬التراب‭).‬

اللعب‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬الزمن‭: ‬كقاص‭ ‬محترف،‭ ‬لم‭ ‬يلتزم‭ ‬بالزمن‭ ‬الخطي‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬قصصه،‭ ‬بل‭ ‬نجده‭ ‬يلعب‭ ‬على‭ ‬ثيمة‭ ‬الزمن‭ ‬الارتجاعي‭ ‬والزمن‭ ‬الاستباقي‭ ‬في‭ ‬مواضع‭ ‬كثيرة‭. ‬وكمثال‭ ‬على‭ ‬الزمن‭ ‬الارتجاعي،‭ ‬قصة‭ (‬الموجة‭ ‬الغادرة‭) ‬حيث‭ ‬وظف‭ ‬التذكر‭ ‬والتقديم‭ ‬والتأخير‭ ‬لخلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التشويق‭ ‬تارة،‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬المفصَّل‭ ‬على‭ ‬العام،‭ ‬لقدح‭ ‬فكر‭ ‬وخيال‭ ‬المتلقي‭. ‬وكمثال‭ ‬على‭ ‬الزمن‭ ‬الاستباقي‭ ‬قصة‭ (‬السِّر‭) ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬جميع‭ ‬أحداثها‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬عندما‭ ‬تخيل‭ ‬الموت‭ ‬وعاش‭ ‬ما‭ ‬بعده‭ ‬لا‭ ‬كرواية‭ ‬وإنما‭ ‬كواقع‭ ‬تعيشه‭ ‬الشخصية‭ ‬والقارئ‭ ‬معاً‭. ‬

اللعب‭ ‬في‭ ‬فضاءات‭ ‬روائية‭ ‬بالاستطراد‭: ‬استخدام‭ ‬الاستطراد‭ ‬في‭ ‬القصص‭ ‬القصيرة،‭ ‬يخرج‭ ‬بخيال‭ ‬المتلقي‭ ‬من‭ ‬كثافة‭ ‬الحدث،‭ ‬إلى‭ ‬عوالم‭ ‬اشبه‭ ‬بعوالم‭ ‬الرواية،‭ ‬حيث‭ ‬الاستغراق‭ ‬في‭ ‬التفاصيل‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬بؤرة‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة،‭ ‬وستجد‭ ‬ذلك‭ ‬جلياً‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬الموجة‭ ‬الغادرة‭)‬،‭ ‬حين‭ ‬خرج‭ ‬عن‭ ‬حدود‭ ‬بيت‭ ‬جارته‭ ‬العجوز‭ ‬ليتمشى‭ ‬في‭ ‬الحي‭ ‬القديم‭ ‬يصف‭ ‬بيوت‭ ‬الجيران‭ ‬ذاكراً‭ ‬أسماءهم‭ ‬واحداً‭ ‬واحد‭.‬

تقنية‭ ‬المعادل‭ ‬الموضوعي‭: ‬يضفي‭ ‬المعادل‭ ‬الموضوعي‭ ‬منطقية‭ ‬للحدث‭ ‬بإيراد‭ ‬المشكل‭ ‬وضده،‭ ‬الخير‭ ‬والشر‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يسميها‭ ‬غريماس‭ ‬في‭ ‬نظرية‭ ‬العوامل،‭ ‬بالمساعد‭ ‬والمعيق،‭ ‬ليسمح‭ ‬للحبكة‭ ‬بالحركة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المفارقات‭ ‬التي‭ ‬يخلقها‭ ‬التعاضد‭ ‬والتضاد،‭ ‬كم‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬جلاء‭ ‬الغموض‭ ‬لدى‭ ‬القارئ،‭ ‬بسهولة‭ ‬ومنطقية‭. ‬نجد‭ ‬ذلك‭ ‬جلياً‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬الموجة‭ ‬الغادرة‭) ‬ص30،‭ ‬فقد‭ ‬مثل‭ ‬وفاء‭ ‬الزائر‭ ‬ابن‭ ‬الجيران‭ ‬لجارته‭ ‬وبرّه‭ ‬بها،‭ ‬دور‭ ‬المعادل‭ ‬الموضوعي،‭ ‬لغياب‭ ‬ابنها‭ ‬عادل‭ ‬الذي‭ ‬هجرها‭ ‬وقطع‭ ‬وصالها‭. ‬ونجد‭ ‬المعادل‭ ‬الموضوعي‭ ‬في‭ (‬السبعة‭) ‬ص5،‭ ‬في‭ ‬الرجل‭ ‬المنقذ‭ ‬المُخَلِّص‭ ‬الذي‭ ‬هدى‭ ‬الفتيان‭ ‬السبعة‭ ‬لطريق‭ ‬خلاصهم،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬شيوخ‭ ‬الضلال‭ ‬السبعة‭ ‬والأسياد‭ ‬السبعة،‭ ‬والسباع‭ ‬السبعة‭. ‬ونجد‭ ‬المعادل‭ ‬الموضوعي‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬في‭ ‬صخب‭ ‬المقهى‭) ‬ص35‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬زوج‭ ‬ابنته‭ ‬المحب،‭ ‬مقابل‭ ‬عقوق‭ ‬الأبناء‭ ‬جميعهم‭. ‬والمعادل‭ ‬الموضوعي‭ ‬لجفاف‭ ‬الزوجة‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬في‭ ‬ظلام‭ ‬الليل‭) ‬ص55،‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬وفاء‭ ‬الزوجة‭ ‬المطلقة‭ ‬الأولى‭ ‬وبناتها‭.‬

اللغة‭ ‬الأدبية‭ ‬الباذخة‭: ‬حفلت‭ (‬قصة‭ ‬نجمة‭ ‬شاردة‭) ‬ص59‭ ‬بأسلوب‭ ‬أدبي‭ ‬رومانسي،‭ ‬حين‭ ‬استغرق‭ ‬في‭ ‬جمل‭ ‬وصفية‭ ‬كهذه‭: ‬الطيبة‭ ‬والسماحة‭ ‬تنبتان‭ ‬قمحاً‭ ‬في‭ ‬عينية‭. ‬الابتسامة‭ ‬تنبت‭ ‬ودياناً‭ ‬خضراء،‭ ‬بنى‭ ‬بيتاً‭ ‬ملأه‭ ‬بأشجار‭ ‬السعادة،‭ ‬عروس‭ ‬نثر‭ ‬تحت‭ ‬قدميها‭ ‬نبضات‭ ‬قلبه،‭ ‬كانت‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬شرنقتها‭.‬

الشخصيات‭ ‬المأزومة‭: ‬تضمنت‭ ‬أغلب‭ ‬قصص‭ ‬المجموعة‭ ‬شخصيات‭ ‬اجتماعية‭ ‬مأزومة‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬عدم‭ ‬السواء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬غالباً‭ ‬نتجية‭ ‬الكبت‭ ‬والظلم‭ ‬الاجتماعي‭. ‬مثل‭ ‬ذلك‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬يظنه‭ ‬الناس‭ ‬معتوها‭ ‬يتلذذ‭ ‬بالتهكم‭ ‬وشتم‭ ‬النساء‭ ‬وأطفالهن،‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬ينجب‭. ‬نجدها‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬الشباك‭) ‬15،‭ ‬وشخصية‭ ‬البحار‭ ‬الذي‭ ‬يتلذذ‭ ‬بتعذيب‭ ‬عماله‭ ‬الأجانب،‭ ‬لأنه‭ ‬ضحية‭ ‬أب‭ ‬قاسي‭ ‬القلب‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬قلب‭ ‬شقي‭) ‬26،‭ ‬وشخصية‭ ‬الزوجة‭ ‬التي‭ ‬طلبت‭ ‬الطلاق‭ ‬لأنها‭ ‬ملت‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬الأسرة،‭ ‬رغم‭ ‬العيشة‭ ‬المرفهة،‭ ‬في‭ ‬قصة‭ (‬ثورة‭ ‬القطرس‭) ‬45،‭ ‬وشخصية‭ ‬الابن‭ ‬الناقم‭ ‬على‭ ‬العمال‭ ‬الأجانب،‭ ‬لتفضيل‭ ‬والده‭ ‬الأجانب‭ ‬عليه‭ ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬العلم‭ ‬والشهادة،‭ ‬في‭ (‬دخان‭ ‬الحقد‭)‬51‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا