بينما يحتفي المسرح البحريني بمئوية المسرح يتصدر مسرح أوال المشهد في هذه المئوية بتدشينه العديد من البرامج والفعاليات والأعمال وهو يتكئ على إرثه العريق الذي يمتد خمسة وخمسين عاما.. نعم خمسة وخمسون عاما توارث خلالها الفنانون في هذا المسرح هم الاشتغال ووجع التجربة جيلا بعد جيل ليقدموا التجربة تتلوها التجربة وليكتبوا نصوصهم بين أزقة هذه الخشبة التي تمثل ملاذهم الحقيقي لتتحول إلى فضاءات وعروض مسرحية فيولد العرض المسرحي ليتبعه عرض آخر وليأخذنا هذا الكيان المسكون بالمسرح حد الحياة إلى فضاءات مختلفة ومغايرة.. فكان نتاج كل هذا البحث الذي امتد أكثر من نصف قرن كما هائلا من الأعمال المسرحية والمشاركات المحلية والدولية والندوات والمهرجانات والورش والكتاب والمخرجين والممثلين، وفي مئوية المسرح البحريني زادت وتيرة هذا العطاء لمسرح أوال، فبينما يستعد المسرح لتقديم منتدى مسرحي يتناول خلاله مسيرة العطاء لهذا المسرح منذ التأسيس لغاية الآن في الأشهر القليلة القادمة يتضح جليا اهتمام المسرح بالتجارب الوليدة وإتاحة الفرص وتوفير البيئة الخلاقة للشباب، حيث يستعد المسرح أيضا لتقديم عرض مسرحي فردي يتصدى له أحد مخرجيه الشباب عوضا عن التركيز والتحضير للمشاركة في المهرجان المحلي المزمع إقامته في نوفمبر بعرض مسرحي رصين يليق بعراقة هذا المسرح وبين كل هذه الفعاليات تبرز لنا ورشة الارتجال وأساسيات التمثيل التي تحتل مساحة مهمة في موسم أوال المسرحي لهذا العام التي يقدمها الفنان عبدالله سويد ويشارك فيها مجموعة كبيرة من الشباب المتعطش للمسرح؛ فمنذ الوهلة الأولى لدخولي صالة التدريبات لهذه الورشة كان جليا أن عدوى المسرح تجتاح زوايا القاعة، فجسد الممثل هو الفضاء وأفعاله وحركاته هي نص العرض، فبين فعل كوميدي هنا وفعل تراجيدي هناك وبين البحث والابتكار والتورط بالشخصيات وأبعادها تتداعى المشاهد تباعا ليتسلل منها الخوف والألم والفرح والرغبة الجامحة للبحث، حيث يؤطر سويد ورشته لتأخذ بعدا مغايرا لفهم ماهية الارتجال والتمثيل، فالارتجال ليس فعلا عابرا ومجتزأ بلا بيئة كما يؤكد سويد في وصفه لهذا الفعل... وحول سؤالنا له عن أهمية هذه الورشة يجيب سويد: أن ورشة الارتجال وأساسيات التمثيل تأتي لفتح مواطن الإدراك لدى المتدربين وتعريفهم بشكل عملي بأهمية عملية الارتجال في تأسيس الفعل المسرحي وتوقيت استخدامه وذلك من خلال إطلاع المتدربين على أسس الارتجال وغرسها، بحيث يتمكنون من استيعابها وتطبيقها على عدة مشاهد ومن خلال دمج بعض الدروس في التمثيل مع هذه التدريبات.. كما يضيف سويد أن للورش المسرحية أهمية بالغة في تطوير قدرات المشاركين وتحصينهم بالجانب الأكاديمي والعلمي فتطور أي مؤسسه مسرحية يحدث من خلال تطوير منتسبيها ولهذا يولي مسرح أوال اهتماما بالغا بهذه الورش إيمانا منه بأهميتها لتطوير البنية المسرحية البحرينية بشكل عام ولتوفير بيئة مسرحية خلاقة على مستوى مملكتنا الغالية وهناك خطة واضحة المعالم للتطوير والتأهيل في المسرح لن تقف عند هذا الحد فهناك العديد من الورش والبرامج التي يجري التخطيط لها على قدم وساق.. ويضيف سويد أن ختام هذه الورشة سيكون عرضا مسرحيا، معتبرا هذا الأمر فرصة جميلة بأن تختتم الورشة فضاءاتها بتقديم عرض مسرحي يتزامن ويقدم في مئوية المسرح البحريني، فهنيئاً للمسرح البحريني مائة عام من الإبداع والمسرح وكل التوفيق لهذا الشباب الواعد وهنيئاً لمسرح أوال هذا الفعل المسرحي الممتد والضارب بجذوره في أصالة هذا الوطن الغالي.
الثقافي
أوال في مئوية المسرح البحريني.. نصف قرن والمسرح ملاذ وحقيقة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك