الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
الحمل الوديع أصبح ذئبا
هل يتغير الإنسان الطيب الهادئ الحنون (الحمل الوديع) إلى إنسان شرير، غاضب ومنتقم (وحش كاسر)؟
جوابي الشخصي هو نعم بعد أن يتعرض لضغوطات وظلم من أقرب الناس إليه، يتحول إلى كتلة مشاعر غاضبة مكبوتة لو تفجرت تؤثر على كل الناس، مع الأسف الشديد.
التقيتها بعد عشر سنوات اختارت هي أن تنطوي على نفسها وتقفل بابها على أسرتها الصغيرة فقط، هي ابنة صديقة مقربة جدا كانت فتاة رقيقة، ناعمة، حنونة جدا ذات شخصية ضعيفة وتحب الحياة ولكن الحياة لم تنصفها مع الأسف الشديد، حيث تبدلت حياتها في لمح البصر عندما انفجرت أمها في وجه ظلم أبيها ورفضت أن تستمر معه في حياة البؤس والضرب والإهانة لأتفه سبب وخلعته لتنال حريتها أخيرا، وبما أنها خلعته اضطرت إلى أن تتنازل عن حضانة ابنتها وابنها للظالم الذي أصبح يتفنن في تعذيبها بحرمانها من فلذات كبدها والضغط عليهم، هي كونها ابنة وحيدة مراهقة وشخصية ضعيفة كانت تتحمل الكثير من الضغوطات النفسية من الطرفين، حيث كل طرف يحاول أن يجذبها نحوه سواء بالقوة أو اللين وما زاد من تدمير لنفسيتها وشخصيتها عندما قرر أبوها الظالم أن يتزوج من امرأة آسيوية لتحل محل أمها في البيت الجديد الذي دفعت أمها نصف ثمنها ولكنها تنازلت عنه ثمنا لحريتها، لتكون زوجة الأب الآسيوية الطماعة القشة الأخيرة التي دمرت شخصية ونفسية البنت التي قررت أن ترمي نفسها لأول إنسان يطرق بابها ويرغب الزواج منها من دون أن تعطي نفسها وقتا لتتعرف على شخصيته وتحبه.
فوجئت الفتاة بأنها تزوجت إنسانا أنانيا لا يحب إلا نفسه، يحبها بطريقته الخاصة الغيورة الذي يحتاج أن تكون له فقط من دون أي صديقات، كما أنه تفنن في تدمير البقية الباقية من شخصيتها واستقلاليتها، ولأنها المسكينة ذاقت المر في بيت والدها قررت أن نار الزوج أهون من نار زوجة الأب، أما أمها فكانت أصلا تعاني من الأمراض والوساوس التي أصابتها من الأب الظالم.
ما علمته أنها قررت في السنوات الأخيرة أن تبتعد حتى عن أبوها وأمها ولا تزورهم أبدا خصوصا أنها انشغلت مع فلذة كبدها الوحيد الذي ولد بمرض التوحد والذي يحتاج إلى العناية الكاملة بعد أن أصبح مراهقا..
توفي الأب، جلست الفتاة في عزائه وقد تغيرت شخصيتها بالكامل، حيث كانت تبدو أقوى من السابق، نفس الملامح الجميلة ولكن هناك نظرة قوية غير مألوفة وكأنها إنسان آخر.
التقيتها بالصدفة في المجمع فدعتني لنشرب كوفي بعد أن قلت لها ما هذا الجمال والتغيير.. حيث كانت تحتاج أن تفضفض وأن تبشرني بأنها أخيرا سمعت نصيحتي وسوف تأخذ حقها.
قالت: الآن وبعد كل هذه السنوات عرفت معنى السعادة وفهمت أن القوة تعني السعادة أما الضعف فيعني التعاسة. أضافت: قررت أخيرا ألا أتنازل عن حقي هذا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك