العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

الثقافي

رواد حركة الشعر العامي الحديث في البحرين:
الشاعر علي عبدالله خليفة وقصيدته الواقعة بين الفصحى واللهجة الدارجة «1»

الأحد ٠٥ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

رغم‭ ‬خفوت‭ ‬حركة‭ ‬الشعر‭ ‬العامي‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فإنها‭ ‬تركت‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬أوج‭ ‬عطائها‭ ‬روادا‭ ‬وأصواتا‭ ‬وتجارب‭ ‬ستظل‭ ‬صواري‭ ‬شامخة‭ ‬في‭ ‬بحور‭ ‬الشعر‭ ‬والجمال‭. ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشاعر‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة‭ ‬والشاعر‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رفيع‭ ‬والشاعر‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ورغم‭ ‬توافقهم‭ ‬العميق‭ ‬في‭ ‬الافتتان‭ ‬بالطبيعة،‭ ‬فإن‭ ‬لكل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬لونه‭ ‬الخاص‭ ‬ونكهته‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬بها‭.‬

أصدر‭ ‬الشاعر‭ ‬والأديب‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة‭ ‬ثلاثة‭ ‬دواوين‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬العامي‭ ‬خلال‭ ‬مسيرته‭ ‬هي‭: (‬عطش‭ ‬النخيل‭) (‬عصافير‭ ‬المسا‭) (‬المعّنى‭) ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الدواوين‭ ‬باللغة‭ ‬الفصحى‭ ‬وكان‭ ‬لبرنامجه‭ ‬الشهير‭ ‬عبر‭ ‬أثير‭ ‬إذاعة‭ ‬البحرين‭ (‬ظما‭ ‬الأوتار‭) ‬الذي‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬برز‭ ‬صوت‭ ‬الشعر‭ ‬العامي‭ ‬البحريني‭ ‬بشكل‭ ‬ملفت‭ ‬وجذاب‭ ‬واحتضن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬الواعدة‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الشعرية‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬فقد‭ ‬تميزت‭ ‬أشعار‭ ‬الشاعر‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة‭ ‬بعذوبة‭ ‬كلماته‭ ‬المنتقاة‭ ‬والمكتنزة‭ ‬بالرموز‭ ‬والرؤى‭ ‬والخيال،‭ ‬ومد‭ ‬جسور‭ ‬اللغة‭ ‬الفصحى‭ ‬في‭ ‬نسق‭ ‬اللهجة‭ ‬العامية‭ ‬لتضفي‭ ‬عليها‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭ ‬واستمرارها‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬غوصها‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬المحلية‭ ‬فالشاعر‭ ‬لا‭ ‬تمر‭ ‬عليه‭ ‬الأشياء‭ ‬والأحداث‭ ‬عبثا‭ ‬بل‭ ‬تحفر‭ ‬في‭ ‬داخله‭ ‬نهرا‭ ‬عميقا‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭ ‬فحين‭ ‬يتدفق‭ ‬ذلك‭ ‬النهر‭ ‬يوقظ‭ ‬الأشجار‭ ‬والبراعم‭ ‬والزهور،‭ ‬يحرض‭ ‬الطيور‭ ‬يعيد‭ ‬للروح‭ ‬الصفاء‭ ‬والسكينة‭ ‬والاتزان‭.‬

تتميز‭ ‬القصيدة‭ ‬لدى‭ ‬الشاعر‭ ‬بوحدة‭ ‬الموضوع‭ ‬وهيكلها‭ ‬المسبوك‭ ‬بحيث‭ ‬تحتل‭ ‬القصيدة‭ ‬عنده،‭ ‬فلو‭ ‬حذف‭ ‬أي‭ ‬فقرة‭ ‬أو‭ ‬كلمة‭ ‬منها‭ ‬تترك‭ ‬فراغا‭ ‬ملحوظا‭ ‬في‭ ‬الهيكل‭ ‬العام‭ ‬للقصيد‭.‬

تتميز‭ ‬القصيدة‭ ‬بلهجة‭ ‬وسطى‭ ‬بين‭ ‬الفصحى‭ ‬واللهجة‭ ‬الدارجة‭ ‬لتكون‭ ‬سهلة‭ ‬الوصول‭ ‬للمتلقي‭.‬

الافتتان‭ ‬بالطبيعة‭-‬الشاعر‭ ‬ابن‭ ‬بيئته‭ ‬كما‭ ‬يقال‭- ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬أي‭ ‬مفردة‭ ‬فيها‭ ‬إلا‭ ‬انسابت‭ ‬في‭ ‬ثنايا‭ ‬قصائده‭ ‬لتضفي‭ ‬عليها‭ ‬روحا‭ ‬من‭ ‬الشفافية‭ ‬الجميلة‭ ‬الخلابة‭ ‬التي‭ ‬تأسر‭ ‬النفس‭ ‬وتتغلغل‭ ‬في‭ ‬حنايا‭ ‬الوجدان‭.‬

تطوير‭ ‬بنية‭ ‬الموال‭ ‬الشعبي‭ ‬القديمة‭ ‬ودفعها‭ ‬الى‭ ‬فضاءات‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬يتطرق‭ ‬لها‭ ‬الموال‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬وتحريرها‭ ‬من‭ ‬الصيغة‭ ‬المعهودة‭ ‬للموال‭.‬

استخدام‭ ‬الرمز‭ ‬ليضيف‭ ‬بعدا‭ ‬جديدا‭ ‬معاصرا‭ ‬لم‭ ‬تعهده‭ ‬القصيدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لتزداد‭ ‬تكثيفا‭ ‬وايحاء‭ ‬لنسق‭ ‬القصيدة‭ ‬الحديثة

وعى‭ ‬الشاعر‭ ‬المبكر‭ ‬بقيمة‭ ‬الكلمة‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬وجدان‭ ‬المجتمع‭ ‬وتوظيفها‭ ‬ودورها‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬رفد‭ ‬الحياة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬أهم‭ ‬السمات‭ ‬الفنية‭ ‬الواضحة‭ ‬الجلية‭ ‬وليست‭ ‬كلها‭ ‬التي‭ ‬تميزت‭ ‬بها‭ ‬تجربة‭ ‬الشاعر‭ ‬المبدع‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة‭ ‬لتكون‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المنابع‭ ‬الدافئة‭ ‬المتدفقة‭ ‬للشعر‭ ‬عموما‭ ‬والشعر‭ ‬العامي‭ ‬خاصة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا