في فصل الشتاء ومع برودة الطقس بعض الأمراض تزداد حدة وخاصة الأمراض الروماتيزمية، التي تزداد آلامها بشكل كبير. في المقال التالي نسلط الضوء على علاقة برودة الجو بالأمراض الروماتيزمية وزيادة الأعراض مع الدكتورة منار الطواش استشاري الأمراض الروماتيزمية والمفاصل بعيادات رويال الجنبية التي تستعرض بعض النصائح الوقائية لتخيف حدة الأعراض.
وأكدت الدكتورة منار أن الامراض الروماتيزمية تعد من التحديات الصحية الشائعة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، اذ تزداد تأثيرات هذه الأمراض تعقيدًا مع تغير الفصول، حيث يُظهر فصل الشتاء تأثيرًا واضحًا على الأعراض وشدة النوبات الروماتيزمية. وبينت أن من أبرز هذه الأمراض مرض رينود (Raynaud's Phenomenon)، الذي يُظهر ارتباطًا قويًا مع انخفاض درجات الحرارة.
علاقة فصل الشتاء بالأمراض الروماتيزمية:
الأمراض الروماتيزمية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمراء، هي اضطرابات مناعية تصيب المفاصل والأنسجة الضامة. يُلاحظ أن برودة الشتاء تؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى العديد من المرضى. يعود ذلك إلى الأسباب التالية: تقلص الأوعية الدموية: تسبب البرودة انقباض الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الأطراف، زيادة الألم والتصلب: درجات الحرارة المنخفضة تزيد من تيبّس المفاصل وآلامها، تغيرات الضغط الجوي: انخفاض الضغط الجوي يزيد من شعور الألم والالتهاب في المفاصل.
مرض رينويد هو التحدي الاكبر بفصل الشتاء فهو اضطراب يصيب الأوعية الدموية، حيث يؤدي التعرّض للبرودة أو الإجهاد إلى تقلص الأوعية الدموية في الأصابع واليدين والقدمين. يتميز المرض بنوبات من التغير في لون الجلد إلى الأبيض أو الأزرق، يليها احمرار وألم شديد عند عودة تدفق الدم.
في فصل الشتاء، يزداد عدد وشدة نوبات رينويد، مما يجعل الحياة اليومية للمرضى أكثر صعوبة. السبب الرئيسي هو الانخفاض الحاد في درجات الحرارة الذي يؤدي إلى زيادة تقلص الأوعية الدموية: يجعل التعرض للبرد النوبات أكثر تواترًا، بطء تعافي الأوعية: في الشتاء، قد يستغرق الجسم وقتًا أطول لإعادة تدفّق الدم إلى الأطراف، زيادة الإجهاد النفسي: البرد والتغيرات المزاجية في الشتاء قد تزيد من القلق، وهو أحد العوامل المحفزة للنوبات.
نصائح وقائية لتخفيف حدة الأعراض:
لمرضى رينويد والأمراض الروماتيزمية بشكل عام، هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض خلال فصل الشتاء: الحفاظ على الدفء وارتداء القفازات والجوارب الحرارية واستخدام مدفأة محمولة أو أكياس تدفئة للأطراف. تجنب المحفزات: كالابتعاد عن الماء البارد أو الثلج، تقليل التوتر والإجهاد النفسي باستخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق. العلاج الطبي: كاستخدام الأدوية الموسعة للأوعية الدموية مثل حاصرات الكالسيوم. ومتابعة الطبيب للحصول على علاجات متخصصة مثل حقن البوتوكس في الحالات الشديدة. النظام الغذائي الصحي: تناول الأطعمة الغنية بالأوميغا-3 وفيتامين D، حيث تساعد على تقليل الالتهابات، شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم. العلاج الطبيعي: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين الدورة الدموية، استخدام حمامات الماء الدافئ لتخفيف التصلب وآلام المفاصل.
تعتبر التوعية حول الأمراض الروماتيزمية، وخاصة مرض رينويد، أمرًا حيويًا خلال فصل الشتاء. يمكن للممارسين الصحيين، من خلال حملات التثقيف، مساعدة المرضى على فهم طبيعة مرضهم وتقديم نصائح عملية لتخفيف المعاناة.
يمثل فصل الشتاء تحديًا خاصًا لمرضى الأمراض الروماتيزمية، حيث يؤدي البرد إلى تفاقم الأعراض وزيادة الألم. لكن من خلال الوقاية واتباع العلاجات المناسبة، يمكن للمرضى تحسين جودة حياتهم خلال هذه الفترة. مرض رينويد على وجه الخصوص يتطلب اهتمامًا خاصًا، إذ يمكن أن تتحول النوبات البسيطة إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تُعالج بشكل صحيح. لذا، فإن التوجيه الطبي المستمر هو مفتاح التعامل الفعّال مع هذه الأمراض في جميع المواسم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك