أكدت الدكتورة هدى عمران أخصائي أمراض الوراثة الجزيئية أن سرطان البروستاتا يعد من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال، حيث تشكل نسبته بين 10% و20% من جميع حالات السرطان، ما يبرز أهمية الاهتمام بالصحة وإجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن المرض، مبينة انه مع تقدم الرجال في السن تزداد احتمالية الإصابة بهذا المرض، وخاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البروستاتا، كما تزداد احتمالية الإصابة به مع وجود عوامل أخرى مثل السمنة واتباع نظام غذائي غير صحي وقلة النشاط البدني.
وعن أعراض المرض أوضحت انها تختلف من مريض إلى آخر، ففي مراحله المبكرة غالباً ما يسبب اضطرابات في المسالك البولية، ما يسبب صعوبة التبول وكثرة التبول. في حين تشمل الأعراض المتأخرة آلاماً شديدة في العظام وفقدان الوزن وأعراضاً أخرى مرتبطة بانتشار المرض. لذلك كان من الضروري تأكيد إجراء الفحوصات الدورية لصحة الرجل، وخاصة بعد بلوغ سن الخمسين. إن الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا يسهم في تحقيق نتائج أفضل ويزيد من فرص الشفاء، ويشمل عدة فحوصات أساسية مثل الفحص السريري، وفحص الدم لمؤشر صحة البروستاتا (PHI) الذي يتضمن (مستضد البروستاتا النوعي والحر PSA free PSA) وكذلك (proPSA)، ومن الفحوصات الأخرى التي قد يلجأ إليها المختصون هو الرنين المغناطيسي فضلا عن الفحوصات الجينية.
وأضافت: تلعب الفحوصات الجينية دورًا مهمًا في تقييم خطر الإصابة بسرطان البروستاتا وحتى تقييم احتمالية الاستجابة للعلاج؛ حيث تشير الدراسات إلى أن وجود طفرات في جينات مثل (ATM, DNA MMR، BRCA2, BRCA1) يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض. في حين أثبت علم الأدوية الجيني أن التغيرات في جينات ((TPMT، (UGT)، DPD)) تؤثر على استجابة المرضى للعلاج بشكل كبير. وقد أسهم الذكاء الاصطناعي في تطوير الخطط العلاجية لهذا المرض من خلال رفع نسبة ودقة الكشف المبكر مثل Digital Pathology وRadiomics.
ولتقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا وغيره من الأمراض المرتبطة بتقدم العمر ينصح المختصون بالرعاية الصحية باتباع نمط حياة صحي؛ إذ يساعد النظام الغذائي المتوازن والغني بالخضراوات والفواكه والبروتينات الصحية في تحسين صحة البروستاتا، وبالإضافة إلى ذلك فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساعد في الحفاظ على وزن صحي وتعزز المناعة. ومن المفيد تجنب التدخين والكحول، حيث إن هذه العادات تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة عديدة كأمراض القلب والسرطان.
وبالإضافة إلى السرطان وأمراض القلب فإن الصحة النفسية تعتبر جزءًا أساسيًا من صحة الرجل؛ إذ يتردد العديد من الرجال في التعبير عن مشاعرهم وطلب الدعم النفسي، ما قد يؤدي إلى تراكم الضغط النفسي وظهور مشاكل مثل الاكتئاب والقلق. لهذا فمن المهم أن نؤكد أهمية التوعية بمشاكل الصحة النفسية عند الرجال وألا يترددوا في اللجوء إلى المتخصصين في حال الشعور بالضغوط النفسية.
وختامًا، فإن شهر نوفمبر هو فرصة مهمة لرفع الوعي بقضايا صحة الرجال، وخاصة سرطان البروستاتا وأهمية الكشف المبكر عنه. وعلى الرجال أن يستغلوا هذا الوقت للعناية بصحتهم من خلال تبني نمط حياة صحي يشمل الفحوصات الدورية والعناية الذاتية. فالصحة ليست مجرد غياب المرض، بل هي نمط حياة يسهم في مستقبل مشرق وحياة مليئة بالنشاط والسعادة. فلنستغل هذه الفرصة لتشجيعهم على اتخاذ خطوات إيجابية نحو صحة أفضل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك