يعد العلاج الجراحي لسرطان الثدي هو العلاج الأساسي لمعظم الحالات، وأحيانًا نكتفي بالجراحة، أو تحتاج المريضة بعدها إلى علاجات أخرى. في الحوار التالي نتعرف من الدكتور رامي ياغان استشاري جراحة الأورام وجراحة الثدي رئيس قسم الجراحة جامعة الخليج العربي استشاري الجراحة العامة وجراحة الثدي في المركز الطبي الجامعي – مدينة الملك عبدالله الطبية عن أحدث الإجراءات الجراحية لعلاج سرطان الثدي.
سرطان الثدي هو أكثر السرطانات شيوعاً بين النساء، ويشكل إحدى التحديات التي تؤثر سلباً في الصحة الجسدية والنفسية للمرأة وبالتالي على الأسرة والمجتمع.
وتعتبر نسبة الحدوث في البحرين وبقية العالم العربي نسبة متوسطة مقارنة بالنسب السائدة حالياً في أوروبا وأمريكا.
وبفضل تطور وسائل الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتطور العلاجات كماً ونوعاً، وتطور العلاج الجراحي أصبحت نسبة الشفاء من هذا المرض أكثر من السابق، لتصل إلى أكثر من 90% في حالة الكشف المبكر وتوفير العلاج المناسب.
ويرتكز علاج سرطان الثدي على الطرق التالية:
العلاج الجراحي
العلاج الكيماوي
العلاج الهرموني
العلاج الإشعاعي
العلاج المناعي بواسطة الأجسام المضادة في بعض الحالات.
والجدير بالذكر أنه قد يتم استعمال أكثر من وسيلة علاجية للمريضة الواحدة وذلك حسب مرحلة المرض وخصائصه البيولوجية والهرمونية.
في هذه المقالة أحببت أن أعطي فكرة موجزة عن العلاج الجراحي، نظراً إلى الدور المهمة الذي يلعبه التدخل الجراحي في علاج مرض سرطان الثدي.
وتشمل العلاجات الجراحية الطرق التالية:
استئصال الثدي:
لقد ارتبط علاج سرطان الثدي تاريخياً بالاستئصال الكامل للثدي، وهذا ما يشكل خوفاً وقلقاً تقليدياً للمرأة المصابة بسرطان الثدي.
ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أنه أصبح من الممكن وفي كثير من الحالات تجنب الاستئصال الكامل وخاصة في ضوء تطور أساليب الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وانتشار الوعي بين النساء.
جراحة الثدي التحفظية
حيث يتم في هذه الحالة استئصال المنطقة الحاضنة للورم فقط، دون الحاجة إلى الاستئصال الكامل للثدي، وعادة ما يتم إعطاء العلاج الإشعاعي في هذه الحالة كإجراء إضافي للسيطرة الموضعية التامة على المرض.
ويرتبط هذا النمط الجراحي بنتائج تجميلية جيدة، ويعطي سيطرة موضعية للمرض مساوية لفعالية الاستئصال الكامل.
الاستئصال المحافظ على الجلد والحلمة ووضع زراعات السيلكون.
وفي هذا النوع يتم استئصال الثدي بشكل كامل، ولكن مع المحافظة على الجلد والحلمة، ويتم استعمال الزرعات السيليكونية المتطورة لإعادة بناء الشكل الطبيعي للثدي.
لقد شهد العقدان الأخيران تطوراً ملحوظاً في هذا المجال، وتضاعف عدد السيدات اللواتي خضعن لهذا النوع من العلاجات عدة مرات، ويمتاز هذا التداخل الجراحي بأنه يعطي نتائج تجميلية مرضية جيداً كما أن نسبة رضا المرضى عن طبيعة حياتهن بعد العملية عالية مقارنة بالطرق الجراحية الأخرى.
وبشكل عام تجدر الإشارة إلى وجود عدة عوامل تؤثر في اختيار التداخل الجراحي المناسب لكل مريضة، ومن هذه العوامل على سبيل المثال:
مكان وجود الورم في الثدي
حجم الورم
رغبة المريضة
وجود أكثر من ورم واحد في الثدي نفسه
مدى احتمالية المضاعفات في كل مريضة
ومن الضروري جداً التأكيد أنه حتى بعد الاستئصال الكامل للثدي يمكن (وبعد انتهاء العلاج الكيماوي) إجراء عمليات إعادة التركيب للثدي (وهي عدة أنواع) وبنتائج تجميلية مرضية.
ومن الضروري التأكيد أنه عند إجراء أي من التداخلات الجراحية المذكورة أعلاه، يقوم الجراح بعمل إجراء إضافي في معظم الحالات يشمل العقد الليمفاوية الموجودة في الإبط، وهذا الإجراء ضروري من أجل التنبؤ بنسبة الشفاء المتوقعة، وتحديد الحاجة إلى استعمال العلاجات الأخرى (كالعلاج الكيماوي مثلاً)، والسيطرة الموضوعية التامة على الورم في منطقة الإبط أيضاً.
وفي الخلاصة أود أن أذكر ما يلي:
الاستئصال الكامل للثدي ليس إجراءً حتميا ويمكن تجنبه في كثير من الحالات.
الحاجة إلى الاستئصال الكامل للثدي أحياناً، لا تعني على الإطلاق بأن المرض متقدم، أو أنه غير قابل للشفاء.
هناك طرق جراحية متعددة تجمع ما بين السيطرة التامة على المرض، والحصول على نتائج تجميلية ووظيفية مرضية.
قرار المريضة جزء أساسي في عملية اختيار التداخل الجراحي المناسب.
لا يوجد تداخل جراحي معين مناسب لكل المريضات، وعادة ما يتم الاختيار النهائي من قبل فريق متكامل يشمل مختلف التخصصات اللازمة.
كما أحب أن أنوه إلى أن العلاج الكيماوي عادة ما يعطى بعد العملية في الحالات التي تستلزم ذلك، ولكن هناك حالات يعطى فيها العلاج الكيماوي قبل العملية من أجل زيادة احتمالية تلافي الاستئصال الكامل للثدي عند بعض المريضات.
وفي النهاية أرجو الشفاء التام لكل السيدات المصابات بسرطان الثدي، وحث جميع السيدات على التجاوب مع برامج الكشف المبكر لسرطان الثدي بحسب إرشادات الهيئات الصحية في المملكة.
أ.د. رامي ياغان
استشاري جراحة الأورام وجراحة الثدي
رئيس قسم الجراحة جامعة الخليج العربي
استشاري الجراحة العامة وجراحة الثدي في المركز الطبي الجامعي – مدينة الملك عبدالله الطبية
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك