العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الكواليس

وفاء جناحي

waffajanahi@gmail.com

 الاحتضان نعمة من الله

اصبحت‭ ‬أرى‭ ‬معاناتها‭ ‬الشديدة‭ ‬كلما‭ ‬رأتني‭ ‬مع‭ ‬ابنتي‭ ‬الغالية‭ ‬واحمد‭ ‬ربي‭ ‬واشكره‭ ‬بأنني‭ ‬لست‭ ‬في‭ ‬مكانها،‭ ‬ليس‭ ‬شماتة‭ ‬ابدا،‭ ‬أعوذ‭ ‬بالله‭ ‬بل‭ ‬حمدا‭ ‬وشكرا‭ ‬لله‭ ‬لأني‭ ‬تشجعت‭ ‬وتوكلت‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬اتخذت‭ ‬القرار‭ ‬الصحيح‭.‬

نعم‭ ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬انني‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬أوقف‭ ‬عذابي‭ ‬ومعاناتي‭ ‬ولهفتي‭ ‬لسماع‭ ‬كلمة‭ ‬ماما‭ ‬واحتضن‭ ‬طفلة‭ ‬مجهولة‭ ‬الأبوين‭ ‬محرومة‭ ‬مثلي‭ ‬من‭ ‬الحب‭ ‬والحنان‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬قال‭ ‬الطب‭ ‬كلامه‭ ‬الاخير‭ ‬بأنني‭ ‬لن‭ ‬أنجب،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬عشت‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الألم‭ ‬والحزن،‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬حضني‭ ‬وحناني‭ ‬كما‭ ‬انا‭ ‬احتاج‭ ‬الى‭ ‬كلمة‭ ‬ماما‭ ‬والى‭ ‬شعور‭ ‬الامومة‭.‬

توكلت‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬وقدمت‭ ‬الطلب‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬استطعت‭ ‬ان‭ ‬اقنع‭ ‬زوجي‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬محاولة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬زواجي‭ ‬والحب‭ ‬الذي‭ ‬يجمعني‭ ‬مع‭ ‬زوجي‭ ‬والذي‭ ‬شعرنا‭ ‬بأنه‭ ‬تأثر‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬شوقنا‭ ‬لطفل‭ ‬يملأ‭ ‬علينا‭ ‬مملكتنا‭ ‬الصغيرة،‭ ‬ولكنني‭ ‬لم‭ ‬أستطع‭ ‬أن‭ ‬اقنع‭ ‬صديقتي‭ ‬المقربة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬مشكلتي‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الإنجاب‭.‬

مازلت‭ ‬اتذكر‭ ‬اول‭ ‬مرة‭ ‬رأينا‭ ‬فيها‭ ‬ابنتي‭ ‬في‭ ‬الدار،‭ ‬حيث‭ ‬اختارت‭ ‬لنا‭ ‬المديرة‭ ‬طفلة‭ ‬جميلة‭ ‬عمرها‭ ‬6‭ ‬شهور‭ ‬وكان‭ ‬زوجي‭ ‬حينها‭ ‬مازال‭ ‬غير‭ ‬مقتنع‭ ‬كليا‭ ‬بفكرة‭ ‬الاحتضان‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬يجاريني‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يخسرني‭ .‬ولكن‭ ‬سبحان‭ ‬الله‭ ‬ما‭ ‬ان‭ ‬حملت‭ ‬الطفلة‭ ‬حتى‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬غرام‭ ‬براءتها‭ ‬وما‭ ‬ان‭ ‬نظر‭ ‬إليها‭ ‬زوجي‭ ‬حتى‭ ‬مسكت‭ ‬اصبعه‭ ‬بيديها‭ ‬الصغيرتين‭ ‬وكأنها‭ ‬تكلمه‭ ‬وتشكره‭ ‬فاغرورقت‭ ‬عيناه‭ ‬بالدموع‭ ‬وأحمد‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬أعظم‭ ‬شعور‭ ‬شعرنا‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬لحظتها‭... ‬
لن‭ ‬أستطيع‭ ‬ان‭ ‬أصف‭ ‬لكم‭ ‬مشاعرنا‭ ‬المحرومة‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬كلمتنا‭ ‬فيها‭ ‬مديرة‭ ‬الدار‭ ‬لتخبرنا‭ ‬بالموافقة‭ ‬الكلية‭ ‬وبأنه‭ ‬بإمكاننا‭ ‬استلام‭ ‬طفلتنا‭ ‬الان،‭ ‬حيث‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬تجاري‭ ‬متوترين‭ ‬ونحن‭ ‬نحاول‭ ‬أن‭ ‬نشتري‭ ‬ثيابا‭ ‬واغراضا‭ ‬لابنتنا،‭ ‬بعد‭ ‬15‭ ‬سنة‭ ‬زواج‭ ‬ومحاولات‭ ‬انجاب‭ ‬فاشلة،‭ ‬الجميل‭ ‬انه‭ ‬ما‭ ‬ان‭ ‬سمع‭ ‬زوجي‭ ‬المديرة‭ ‬تطلب‭ ‬منا‭ ‬الحضور‭ ‬واستلام‭ ‬الطفلة‭ ‬حتى‭ ‬صرخ‭ ‬من‭ ‬الفرح‭ ‬بقمة‭ ‬رأسه‭ ‬ونط‭ ‬داخل‭ ‬عربة‭ ‬التسوق‭ ‬اما‭ ‬انا‭ ‬فكنت‭ ‬ابكي‭ ‬واضحك‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الفرحة‭.‬

صديقتي‭ ‬الغالية‭ ‬تراني‭ ‬اسعد‭ ‬ام‭ ‬وزوجة‭ ‬منذ‭ ‬9‭ ‬سنوات،‭ ‬تزورني،‭ ‬اشعر‭ ‬بألمها‭ ‬ومعاناتها‭ ‬واتألم‭ ‬كثيرا‭ ‬لحزنها،‭ ‬ولانها‭ ‬مازالت‭ ‬خائفة‭ ‬من‭ ‬كلام‭ ‬الناس‭ ‬ونظراتهم،‭ ‬اختارت‭ ‬ان‭ ‬تعيش‭ ‬تعيسة‭ ‬في‭ ‬زواج‭ ‬بارد‭ ‬وزوج‭ ‬بعيد‭ ‬عنها‭ ‬كما‭ ‬اختارت‭ ‬ان‭ ‬تربي‭ ‬أبناء‭ ‬أخواتها‭ ‬وتعيش‭ ‬معظم‭ ‬أيامها‭ ‬في‭ ‬حسرة‭ ‬والم‭ ‬وشوق‭ ‬لكلمة‭ ‬ماما‭.‬

العطاء‭ ‬هو‭ ‬قمة‭ ‬السعادة،‭ ‬كلما‭ ‬احتضنت‭ ‬طفلتي‭ ‬اشعر‭ ‬بقمة‭ ‬السعادة،‭ ‬هي‭ ‬نعمة‭ ‬من‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭ ‬أعطاني‭ ‬اياها‭ ‬لينقذني‭ ‬من‭ ‬الحزن‭ ‬والحرمان‭ ‬واعطاني‭ ‬لها‭ ‬لكي‭ ‬اعوضها‭ ‬حرمانها‭ ‬من‭ ‬اسرة‭ ‬ووالدين‭.‬
الحمد‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬الاحتضان‭ ‬واتمنى‭ ‬كل‭ ‬اسرة‭ ‬محرومة‭ ‬تفكر‭ ‬ألف‭ ‬مرة‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬ترفض‭ ‬الفكرة‭... ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يحتاجك‭ ‬اليكم‭ ‬ويحتاج‭ ‬الى‭ ‬حنانكم‭ ‬بنفس‭ ‬القدر‭ ‬الذي‭ ‬تحتاجون‭ ‬أنتم‭ ‬فيه‭ ‬الى‭ ‬الحب‭.‬

إقرأ أيضا لـ"وفاء جناحي"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا