الخلايا الجذعية من العلاجات الواعدة للتصلب المتعدد
يوافق يوم 30 مايو من كل عام، اليوم العالمي لمرض التصلب اللويحي المتعدد، وهو حالة مزمنة تشمل الجهاز العصبي المركزي، وفيه يهاجم جهازك المناعي مادة المايلين، وهي الطبقة الواقية حول الألياف العصبية. أسبابه غير معروفة وتتعدد الأعراض ولكن يمكن السيطرة عليها. في الحوار التالي مع الدكتورة فرزانة السيد استشاري أمراض المخ والأعصاب بمركز الخليج الطبي والسكر سنتعرف على طرق التشخيص وكيفية السيطرة على الأعراض وأحدث طرق العلاج.
شددت الدكتورة فرزانة على أهمية التوعية بمرض التصلب المتعدد وأوضحت قائلة:
عنوان يوم التصلب المتعدد لهذا العام هو (التشخيص بمرض التصلب المتعدد) حيث إن التشخيص المبكر والدقيق هو حق كل مريض مصاب بهذا المرض والحث على سرعة التشخيص ودقته.
ويركز هذا اليوم على التوعية بالعراقيل التي تواجه تشخيص مرض التصلب المتعدد وضرورة تدريب الطاقم الطبي لمعرفة جميع التفاصيل الدقيقة لسرعة تشخيص الحالات ومجاراة (مواكبة) واستمداد العلاج.
من أحدث الدراسات الطبية المتعلقة بهذا المرض هي بناء مجتمع واع بالمرض لمساعدة مرضانا بالتصلب المتعدد.
ما هو التصلب المتعدد.. وما أعراضه؟
مرض التصلب اللويحي هو مرض مناعي يصيب الجهاز العصبي المركزي وهو (المخ والحبل الشوكي)، وهو ببساطة التهاب في (غشاء المايلين ) الذي يغطي أعصاب المخ بالحبل الشوكي.
قد تظهر أعراض المرض فجأة كنوبة أو انتكاسة في الجهاز العصبي وقد تُكتشف بعد أن يعاني المريض من عدة أعراض لها علاقة بالجهاز العصبي على فترات متفاوتة.
ومن هذه الأعراض: الخدر أو الوخز، ضعف العضلات، التعب والإرهاق، مشاكل في الرؤية أو الازدواجية في النظر، مشاكل في الاتزان، تغير المشي أو الحركة، مشاكل التحكم في المثانة، مشاكل الذاكرة والاكتئاب.
أسباب الإصابة بالمرض:
وأشارت الدكتورة فرزانة إلى أن الأطباء لا تعرف أسباب مرض التصلب المتعدد ولكن هناك أسبابا من احتمالية الإصابة بهذا المرض، فقد يكون عند الشخص جينات معينة تزيد من احتمالية حدوث المرض. كما أن هناك نظرية توضح علاقة الإصابة بالتعرض لفيروسات معينة مثل فيروس (إبشتاين بار) أو فيروس الهربس البشري السادس، الذي يؤثر في أداء جهاز المناعة. وقد يؤدي التدخين إلى مخاطر الإصابة بالمرض وتشير بعض الدراسات إلى أن فيتامين (د) يقوي جهاز المناعة ويحمي من الإصابة بالتصلب المتعدد.
وقالت ينتشر هذا المرض في الفئة العمرية بين عشرين إلى أربعين سنة ومع ذلك يمكن أن يصاب أشخاص من فئات عمرية أكبر. كما أن النساء هم أكثر عرضة للإصابة من الرجال بنسبة مرتين إلى ثلاث مرات.
إن تطور المرض يعتمد على نوعية الإصابة، فإن مرض التصلب اللويحي يقسم إلى أنواع:
1- متلازمة سريرياً (CIS)
2- الترددي الانتكاسي (RRMS)
3- الابتدائي التدريجي (PPMS)
4- التصلب اللويحي التدريجي الثانوي (SPMS)
طرق التشخيص:
يتم التشخيص بأخذ تاريخ مرضي كامل ودقيق للمريض للتأكد بعدم إصابته في السابق بأعراض لها علاقة بالجهاز العصبي. وأخذ التاريخ العائلي للمرض أو أمراض مناعية أخرى.
هناك اختبارات تشخيصية عدة ومن أهمها:
1- الرنين المغناطيسي على المخ والحبل الشوكي.
2- التصوير المقطعي التوافقي البصري (OCT).
حيث يتم التقاط صورة من طبقات الأعصاب في الجزء الخلفي من العين للتحقق من وجود أي التهابات في عصب العين.
3- الخزعة القطنية أو فحص عينة ماء الظهر:
حيث إن وجود أي ارتفاع في نسبة بروتينات معينة تؤكد تشخيص المرض.
4- تحاليل الدم للتأكد من عدم وجود أمراض مناعية أخرى مشابهة للتصلب المتعدد.
5- اختبارات المسارات البصرية (VEP) والتي تساعد في تأكيد المرض.
إدارة أعراض التصلب اللويحي المتعدد:
إن تغيير نمط الحياة قد يساعد كثيرا في التعايش مع هذا المرض والتخفيف من نسبة الانتكاسات وتفاقم الأعراض:
1- الرياضة والعلاج الطبيعي يساعدان في تقوية العضلات والتخفيف من الإرهاق والتحكم في الاتزان.
2- اتباع نظام غذائي منخفض الدهون وغني بالحبوب الكاملة والفواكه والخضروات.
3- تحسين نسبة فيتامين (د) في الدم في حالة انخفاضه.
4- التركيز على التروية وشرب كميات كافية من الماء.
5- الابتعاد عن التوتر والقلق ويمكن تقليلها بممارسة اليوجا وتمارين التأمل والتنفس العميق.
6- أخذ قسط وافر من الراحة عند اللزوم.
7- الابتعاد عن التدخين، حيث إنه يؤدي إلى تفاقم المرض.
8- حافظ على إيجابيتك وإرادتك القوية وتصميمك.
تطور العلاجات المتوفرة:
كما أوضحت الدكتورة فرزانة أنه لا يوجد حاليا علاج يعمل على الشفاء من المرض ولكن يركز العلاج على التقليل من الانتكاسات وإبطاء تقدم المرض.
وتنقسم العلاجات إلى:
1- العلاجات المعدلة للمرض (DMTS) وهي علاجات تعمل على التقليل من نسبة الإصابة بـ الانتكاسات وتبطئ تقدم المرض.
2- أدوية علاج النوبات والانتكاسات
وتضمن العلاج بدواء الكورتيزون عن طريق الوريد لتقليل نسبة التهاب الأعصاب.
3- إعادة التأهيل البدني: للمحافظة على اللياقة والاتزان للمحافظة على الحركة.
4- قد يؤثر مرض التصلب المتعدد سلبًا في الصحة النفسية فتزيد نسب الاكتئاب أو القلق.
إن التعامل مع أخصائي علم النفس العصبي أو الحصول على الدعم المعنوي أمر ضروري لعلاج المرض.
من أحدث طرق علاج مرض التصلب حاليا، وجود عدة أنواع من (الأدوية) العلاجية للتخفيف من النوبات كما تسهم في التقليل من الضمور الدماغي ومشاكل الذاكرة في المستقبل.
فهناك علاجات على شكل عقاقير طبية يتناولها المريض يوميا وعلاجات عن طريق الوريد شهرية، أو كل 6 أشهر.
ومن أحدث التقنيات العلاجية العلاج بالخلايا الجذعية، عن طريق زرع خلايا الدم الجذعية التي تنتج خلايا مناعية جديدة لتحل محل تلك التي تهاجم الجهاز العصبي وقد اظهرت التجارب السريرية نتائج واعدة ولكن بانتظار المزيد من الأبحاث.
كما هناك تقنيات تهدف إلى تعديل المناعة مثل(CD20)
والعلاج الجيني حيث يتطلب هذا النوع تغيير أو استبدال الجينات المعيبة لعلاج المرض.
عن طريق تغيير الجهاز المناعي لتقليل فرص(نسب) التهابات الأعصاب.
كما يوجد العلاج بالميكروبيوم ويتضمن ذلك التحكم في البكتريا الموجودة في الأمعاء لتنظيم جهاز المناعة.
وتعد السنوات الأخيرة فترة مثيرة (مزدهرة) وواعدة في علاج مرض التصلب المتعدد. وقد أثبتت جميع الدراسات الحديثة أن التشخيص المبكر يمكن أن يحسن حالة المصابين ويساعد في إبطاء تطور المرض ويقلل عدد الانتكاسات وتحسين نوعية الحياة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك