العدد : ١٦٩٨٣ - السبت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٣ - السبت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الصفحة الأخيرة

في ذكرى رحيله.. هل وقع «لورانس العرب» في غرام سيدة لبنانية؟

الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

تعد‭ ‬حياة‭ ‬الضابط‭ ‬بالجيش‭ ‬البريطاني‭ ‬توماس‭ ‬إدوارد‭ ‬لورانس،‭ ‬الذي‭ ‬عُرف‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬لورانس‭ ‬العرب‮»‬‭ ‬أحد‭ ‬الألغاز‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الغامض‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬في‭ ‬تأليب‭ ‬القبائل‭ ‬العربية‭ ‬ضد‭ ‬الحكم‭ ‬التركي‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬مهد‭ ‬الطريق‭ ‬لاحقا‭ ‬أمام‭ ‬إنجلترا‭ ‬وفرنسا‭ ‬لتعزيز‭ ‬نفوذهما‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

ورغم‭ ‬رحيله‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بعيدة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬19‭ ‬مايو‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1935‭ ‬وصدور‭ ‬عشرات‭ ‬الكتب‭ ‬والدراسات‭ ‬والبحوث‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬مسيرته،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الفيلم‭ ‬الشهير‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬لقبه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الألغاز‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تحيط‭ ‬بحياته‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأسرار‭ ‬وعلامات‭ ‬الاستفهام‭.‬

لا‭ ‬أحد‭ ‬يعرف‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الدقة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الشاب‭ ‬النحيل‭ ‬القصير‭ ‬الأشقر‭ ‬عدوا‭ ‬للعرب‭ ‬أم‭ ‬صديقا‭ ‬تعاطف‭ ‬مع‭ ‬قضيتهم،‭ ‬وهل‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬فعلا‭ ‬الاستقلال‭ ‬لشعوبهم‭ ‬أم‭ ‬كان‭ ‬كل‭ ‬دوره‭ ‬أن‭ ‬يمهد‭ ‬لاستبدال‭ ‬الحكم‭ ‬التركي‭ ‬بآخر‭ ‬غربي،‭ ‬وهل‭ ‬خدع‭ ‬العرب‭ ‬ببراعة‭ ‬كعميل‭ ‬مزدوج‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬تعرض‭ ‬للخداع‭ ‬من‭ ‬سلطات‭ ‬بلاده‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬إنها‭ ‬سوف‭ ‬تمنح‭ ‬العرب‭ ‬استقلالهم‭ ‬بمجرد‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب،‭ ‬شريطة‭ ‬أن‭ ‬يساندوا‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تغب‭ ‬عنها‭ ‬الشمس؟

يضاف‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الألغاز‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الفتى‭ ‬ذو‭ ‬القناع‭: ‬العالم‭ ‬الخفي‭ ‬للورانس‭ ‬العرب‮»‬‭ ‬للكاتب‭ ‬الصحفي‭ ‬البريطاني‭ ‬ديك‭ ‬بنسون‭ ‬جيليز‭. ‬ويذهب‭ ‬المؤلف‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬الصادر‭ ‬قبل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الشخصية‭ ‬المحيرة‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬غرام‭ ‬سيدة‭ ‬لبنانية‭ ‬تدعى‭ ‬‮«‬فريدة‭ ‬عقل‮»‬‭ ‬تعرّف‭ ‬عليها‭ ‬حين‭ ‬زار‭ ‬لبنان‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬1909‭ ‬و1910‭ ‬وأقام‭ ‬ببيروت‭ ‬وصيدا‭ ‬والنبطية‭ ‬بهدف‭ ‬تعلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬بحسب‭ ‬نصيحة‭ ‬أحد‭ ‬علماء‭ ‬الآثار‭ ‬حين‭ ‬أخبره‭ ‬‮«‬لورانس‮»‬‭ ‬بأنه‭ ‬مولع‭ ‬بالتنقيب‭ ‬عن‭ ‬الآثار‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬العربية‭.‬

ويروي‭ ‬المؤلف‭ ‬أنه‭ ‬ذهب‭ ‬بنفسه‭ ‬إلى‭ ‬لبنان‭ ‬1975‭ ‬خصوصا،‭ ‬ليقف‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭ ‬المثيرة‭ ‬والغامضة،‭ ‬حيث‭ ‬التقى‭ ‬السيدة‭ ‬‮«‬فريدة‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬وفاتها‭ ‬فرفضت‭ ‬الحديث‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬لكنه‭ ‬فوجئ‭ ‬بها‭ ‬بعد‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬بلاده‭ ‬تبعث‭ ‬له‭ ‬بما‭ ‬أسماه‭ ‬‮«‬رسالة‭ ‬اعتراف‮»‬‭ ‬تؤكد‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬علاقة‭ ‬حب‭ ‬جمعتها‭ ‬بالضابط‭ ‬البريطاني‭ ‬المثير‭ ‬للجدل‭. ‬وشددت‭ ‬صاحبة‭ ‬الرسالة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العلاقة‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬علاقة‭ ‬روحية‮»‬‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬حبيبها‭ ‬‮«‬خجولا‮»‬‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬مشاعره‭. ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الصلة‭ ‬العاطفية‭ ‬نشأت‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تعليمها‭ ‬له‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬استمرت‭ ‬بضعة‭ ‬أشهر‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬الكتاب‭ ‬يتضمن‭ ‬مشاهد‭ ‬ومحطات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬سيرة‭ ‬توماس‭ ‬إدوارد‭ ‬لورانس،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬القصة‭ ‬المحيرة‭ ‬حظيت‭ ‬فيه‭ ‬بمساحة‭ ‬جيدة‭ ‬وعناية‭ ‬من‭ ‬المؤلف‭ ‬في‭ ‬سرد‭ ‬تفاصيلها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا