وقت مستقطع
علي ميرزا
لماذا وكيف؟
لو استطلعنا رأي عشرة من المتابعين لمنافسات الكرة الطائرة المحلية قبل مباراة فريقي دار كليب والمحرق في النصف النهائي الثالث من كأس ولي العهد للكرة الطائرة عن هوية الفريق الفائز والمتأهل إلى مقابلة فريق الأهلي في النهائي لوجدنا قرابة ثمانية أشخاص سيرشحون دار كليب واثنين سيتوقعون تأهل المحرق، وهذا التوقع صحيح إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المواجهات السبع التي جمعت الفريقين خلال منافسات هذا الموسم والتي صب أغلبها في صالح العنيد، وأمور أخرى سبق أن ذكرناها، ولا داعي لأن نكررها من جديد.
وهذا جعلنا نعنون تقريرنا الفني بعد المباراة ونقول: المحرق «يكذّب» التوقعات، لأن ما حصل في المباراة أن المحرق خالف بل كذب كل التوقعات التي رشحت دار كليب للفوز والتأهل، والاقتراب من المحافظة على لقب أغلى كؤوس اللعبة.
ولو رجعنا إلى اللقاءات الثلاثة الأخيرة التي جمعت دار كليب والمحرق، لوجدنا أن دار كليب ظهر بثلاثة وجوه في المباريات الثلاثة؛ أداء متثاقل في النصف النهائي الأول، وفرض شخصيته في النصف النهائي الثاني، وغياب في النصف النهائي الثالث، بينما بدا المحرق بثلاثة وجوه هو الآخر في اللقاءات الثلاثة، عرف ونجح في استثمار حالة دار كليب في النصف النهائي الأول، ولم يستطع أن يحاور دار كليب في النصف النهائي الثاني، وفرض انتصاره بجدارة في النصف النهائي الثالث، وفي مثل هذه المناسبات إذا لم يكن المنافس في أحسن حالاته البدنية والذهنية والفنية فلا ترتجي منه نتيجة إيجابية.
وفاز المحرق وتأهل للمباراة النهائية لأنه تفادى أخطاءه التي ارتكبها في لقاء النصف النهائي الثاني ورأينا فاعلية هجومية جماعية، وإرسالات موجهة رغم أنها غير مؤثرة، ولكنها شاغلت مستقبليها، وحوائط صد متماسكة في توقيت جيد، وسيطرة على الكرة الأولى سهلت مأمورية صانع ألعابه محمود العافية.
وخسر دار كليب لأنه شتان ما بين الأداء الذي قدموه في مباراة النصف النهائي الثاني من إرسالات قوية زعزع بها استقبال المحرق، وحلول هجومية ودفاع قتالي مستميت، كل ذلك تنازل عنه رفاق محمود عبدالواحد كابتن الفريق، وزاد الطين بلة أن حسن عليوي كان بعيدا عن فورمته، ولكن ما عسى كاكاروتو مدرب الفريق أن يفعل في هذه الجزئية، والبدلاء غائبون؟ ولكن ما يؤخذ على البرازيلي أنه سحب صانع ألعابه علي حبيب في توقيت كان من المفترض أن يكون في الملعب لأن الموقف والفريق كلاهما في حاجة إلى خبرته في هذا التوقيت.
ومباراة الفريقين أعطتنا درسا، ومفاده أن التوقع لنتائج المباريات شيء، وما يقدم في الميدان شيء آخر، وحلاوة المنافسات في مفاجآتها، والمحرق فاجأ الجميع وفاز وتأهل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك