العدد : ١٦٨٤٠ - الأربعاء ٠١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٠ - الأربعاء ٠١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ شوّال ١٤٤٥هـ

عربية ودولية

جمعة حزينة للمسلمين والمسيحيين في القدس على وقع الحرب في غزة

السبت ٣٠ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

القدس‭ ‬المحتلة‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬جاؤوها‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أصقاع‭ ‬الأرض‭ ‬وتقاطعت‭ ‬مساراتهم،‭ ‬وسواء‭ ‬توجهوا‭ ‬للصلاة‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬أو‭ ‬للسير‭ ‬على‭ ‬درب‭ ‬الآلام،‭ ‬فقد‭ ‬شعروا‭ ‬بالتوتر‭ ‬في‭ ‬جمعة‭ ‬كللها‭ ‬الحزن‭ ‬جراء‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬رحاها‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬غير‭ ‬بعيدة‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

قالت‭ ‬ليندا‭ ‬الخطيب‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬العيزرية‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬يوم‭ ‬مميز‭ ‬جداً،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬رمضان‭. ‬لكنني‭ ‬حزينة‭ ‬جدا‭. ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الزوار،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ناس‭. ‬حتى‭ ‬الطريق‭ ‬كلها‭ ‬خوف،‭ ‬من‭ ‬لحظة‭ ‬نزولنا‭ ‬من‭ ‬الحافلة‭ ‬ربما‭ ‬شاهدنا‭ ‬نحو‭ ‬ألف‭ ‬جندي‭. ‬نشعر‭ ‬بخوف‭ ‬كبير،‭ ‬لا‭ ‬نشعر‭ ‬بارتياح‮»‬‭. ‬

عدد‭ ‬كبير‭ ‬ممن‭ ‬توجهوا‭ ‬للصلاة‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬القدس‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬البلدات‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬رهط‭ ‬البدوية‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭. ‬أما‭ ‬القادمون‭ ‬من‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭ ‬فتحدثوا‭ ‬عن‭ ‬انتظار‭ ‬مرهق‭ ‬على‭ ‬المعابر‭. ‬وقالت‭ ‬ليندا‭ ‬ومنزلها‭ ‬يبعد‭ ‬كيلومترين‭ ‬من‭ ‬القدس‭ ‬‮«‬مشوار‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬خمس‭ ‬دقائق‭ ‬استغرق‭ ‬منا‭ ‬45‭ ‬دقيقة،‭ ‬لأنهم‭ ‬يؤخرون‭ ‬الناس‭ ‬وأرجعوا‭ ‬كثيرين‮»‬‭. ‬

لا‭ ‬تسمح‭ ‬إسرائيل‭ ‬سوى‭ ‬بدخول‭ ‬الأطفال،‭ ‬والنساء‭ ‬فوق‭ ‬50‭ ‬عاماً‭ ‬والرجال‭ ‬فوق‭ ‬55‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يخضعوا‭ ‬لفحص‭ ‬أمني‭ ‬ويحصلوا‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬ممغنطة،‭ ‬ثم‭ ‬على‭ ‬تصريح‭ ‬زيارة‭. ‬ولذلك،‭ ‬شوهد‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬مع‭ ‬جدهم‭ ‬أو‭ ‬جدتهم‭ ‬وليس‭ ‬مع‭ ‬أمهاتهم‭ ‬وآبائهم‭. ‬وعند‭ ‬حاجز‭ ‬قلنديا‭ ‬الفاصل‭ ‬بين‭ ‬رام‭ ‬الله‭ ‬والقدس،‭ ‬لم‭ ‬يقوَ‭ ‬بعض‭ ‬المسنين‭ ‬الذين‭ ‬منعهم‭ ‬الجيش‭ ‬من‭ ‬المرور‭ ‬بدون‭ ‬تصاريح‭ ‬على‭ ‬مغادرة‭ ‬المكان،‭ ‬وبدوا‭ ‬غير‭ ‬مصدقين‭. ‬

وقال‭ ‬جهاد‭ ‬بشارات‭ ‬وهو‭ ‬يبكي‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬جالس‭ ‬هنا‭ ‬لأنهم‭ ‬منعوني‭.. ‬لماذا؟‭ ‬لي‭ ‬الحق‭ ‬في‭ (‬الذهاب‭) ‬للقدس‭ ‬حتى‭ ‬أصلي‭.. ‬حسبنا‭ ‬الله‭ ‬ونعم‭ ‬الوكيل‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬وائل‭ ‬سلامة‭ ‬بحزن‭ ‬‮«‬كان‭ ‬لدي‭ ‬تصريح‭ ‬لكبار‭ ‬السن‭ ‬ويُسمح‭ ‬لي‭ ‬بالدخول‭ ‬أيام‭ ‬الجمعة،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬تصاريح‭ ‬نهائيا‮»‬‭. ‬نشرت‭ ‬الشرطة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬رمضان‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬شرطي‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬خشية‭ ‬حدوث‭ ‬مواجهات‭ ‬أيام‭ ‬الجمعة‭. ‬

قبل‭ ‬رمضان‭ ‬بأسابيع‭ ‬انتهت‭ ‬كل‭ ‬صلاة‭ ‬في‭ ‬الأقصى‭ ‬بمواجهات‭ ‬واستخدمت‭ ‬الشرطة‭ ‬العنف‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬الصحافيين‭. ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يُسجل‭ ‬أي‭ ‬حادث‭ ‬يُذكر‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الشهر،‭ ‬عدا‭ ‬عن‭ ‬توقيف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشبان‭. ‬وقال‭ ‬مدير‭ ‬أوقاف‭ ‬القدس‭ ‬الشيخ‭ ‬عزام‭ ‬الخطيب‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬‮«‬125‭ ‬ألف‭ ‬مصلٍ‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭... ‬التي‭ ‬انتهت‭ ‬بهدوء‭ ‬وسلام‮»‬‭. ‬وخلال‭ ‬خطبة‭ ‬الجمعة‭ ‬قال‭ ‬الإمام‭ ‬‮«‬ندعو‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مع‭ ‬أهل‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬ختام‭ ‬الصلاة،‭ ‬دعا‭ ‬لأداء‭ ‬صلاة‭ ‬الغائب،‭ ‬ترحمًا‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬32‭ ‬ألفا‭ ‬قتلوا‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬المدمرة‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬إثر‭ ‬هجوم‭ ‬شنته‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭. ‬

وعلى‭ ‬بعد‭ ‬نحو‭ ‬200‭ ‬متر،‭ ‬وعلى‭ ‬طرقات‭ ‬متعرجة،‭ ‬سار‭ ‬المئات‭ ‬على‭ ‬‮«‬درب‭ ‬الآلام‮»‬،‭ ‬يتقدمهم‭ ‬حملة‭ ‬الصليب‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬يعتقد‭ ‬المسيحيون‭ ‬أن‭ ‬بيلاطس‭ ‬البنطي‭ ‬حكم‭ ‬على‭ ‬عيسى‭ ‬المسيح‭ ‬بالموت‭. ‬وفي‭ ‬14‭ ‬محطة‭ ‬رُويت‭ ‬خلالها‭ ‬عذابات‭ ‬المسيح‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سُجي‭ ‬في‭ ‬كنيسة‭ ‬القيامة،‭ ‬تقدم‭ ‬المسيرات‭ ‬قواسون‭ ‬مهمتهم‭ ‬فتح‭ ‬الطريق‭. ‬والقواسون‭ ‬الذين‭ ‬يرتدون‭ ‬صدرية‭ ‬مزركشة‭ ‬وسروالاً‭ ‬تقليدياً‭ ‬ويطرقون‭ ‬الأرض‭ ‬بعصا‭ ‬غليظة‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬التراتيل‭ ‬ينتمون‭ ‬الى‭ ‬عائلات‭ ‬مقدسية‭ ‬مسلمة،‭ ‬ومهمتهم‭ ‬حراسة‭ ‬المسيرة،‭ ‬في‭ ‬تقليد‭ ‬متبع‭ ‬منذ‭ ‬العهد‭ ‬العثماني‭. ‬

وفيما‭ ‬ترددت‭ ‬كلمات‭ ‬إمام‭ ‬الأقصى‭ ‬عبر‭ ‬مكبر‭ ‬الصوت،‭ ‬قال‭ ‬الإيطالي‭ ‬ماريو‭ ‬تيوتي‭ (‬64‭ ‬عامًا‭) ‬إن‭ ‬قدسية‭ ‬المدينة‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬السياسية‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬إنه‭ ‬مكان‭ ‬خاص‭ ‬جدًا‭. ‬تشعر‭ ‬بالمسيح‭ ‬هنا‭. ‬لقد‭ ‬سار‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الدرب‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا