بيروت - (أ ف ب): أعلن حزب الله اللبناني أمس الأربعاء قصف مدينة كريات شمونة بشمال إسرائيل بـ«عشرات الصواريخ» ما أدى إلى مقتل مدني، وذلك ردًا على غارة جوية استهدفت فجرًا مركزًا إسعافيًا في جنوب لبنان تابعا لـ«الجماعة الإسلامية» المقرّبة من حركة حماس وأسفرت عن سقوط سبعة قتلى.
وقال حزب الله في بيان إنه قصف مدينة «كريات شمونة وقيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بعشرات الصواريخ» ردًا على «المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في بلدة الهبارية». وذكر مصدر في الجماعة الإسلامية لوكالة فرانس برس طالباً عدم نشر اسمه إنّ «سبعة مسعفين» قتلوا في الغارة التي استهدفت فجر الأربعاء مركزاً إسعافياً في الهبّارية تديره «جمعية الإسعاف اللبنانية» التابعة للجماعة.
كذلك أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن «الغارة الإسرائيلية» أدّت إلى «مقتل سبعة مسعفين وجرح أربعة مدنيين» بالإضافة إلى «تضرر المنازل المجاورة». من جهتها، أفادت خدمة «نجمة داود الحمراء» الإسرائيلية للإسعاف أن مدنيا قتل إثر إصابة المصنع الذي يعمل فيه في القصف الذي أطلق من جنوب لبنان، مشيرة إلى أن المدني عامل يُدعى زاهر صالح بشارة وعمره 25 عاماً وهو من سكان عين قنية في هضبة الجولان المحتلة.
وأدانت «الجماعة الإسلامية» في بيان «العدوان الإسرائيلي الجبان والغادر الذي استهدف مجموعة من المسعفين»، مطالبة «الدولة اللبنانية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمحاسبة العدو الإسرائيلي على هذه المجزرة». وأكّدت وزارة الصحة في لبنان «أن هذه الاعتداءات المرفوضة تخالف القوانين والأعراف الدولية لا سيما اتفاقية جنيف التي تشدد على ضرورة تحييد المراكز الصحية والعاملين الصحيين». وقالت «جمعية الإسعاف اللبنانية» في بيان إنّ الغارة استهدفت مبنى في الهبارية يستخدمه جهاز الطوارئ والإغاثة الذي يخضع لإشرافها. وللعديد من الأحزاب والفصائل في لبنان جمعيات صحية وإسعافية تابعة لها.
من جهته، أوضح الجيش الإسرائيلي في بيان الأربعاء أن طائرات مقاتلة تابعة له «قصفت مجمعًا عسكريًا» في الهبارية، مضيفًا «تم القضاء في المجمع على قيادي إرهابي كبير ينتمي إلى تنظيم (الجماعة الإسلامية) ونفذ هجمات ضد الأراضي الإسرائيلية وكذلك إرهابيين آخرين كانوا معه». وللجماعة الإسلامية في لبنان جناح عسكري معروف باسم «قوات الفجر» تبنى شنّ عمليات ضد إسرائيل منذ بداية الحرب في قطاع غزة.
في 24 مارس، نجا القيادي في الجماعة الإسلامية محمد عساف من غارة استهدفت بلدة الصويري في غرب لبنان، بحسب ما أفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس. وقتل على إثر الضربة مدني سوري كان يعمل في متجر سوبرماركت في المنطقة، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. الثلاثاء، قُتل شخصان في ضربات على مواقع لحزب الله في سهل البقاع بشرق لبنان.
ويجري قصف متبادل بشكل شبه يومي عبر الحدود اللبنانية الاسرائيلية بين حزب الله اللبناني، حليف حماس، والجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية في قطاع غزة في 7 أكتوبر. وتشنّ إسرائيل منذ أسابيع غارات جوّية أكثر عمقاً داخل الأراضي اللبنانيّة تستهدف مواقع لحزب الله، ما يزيد المخاوف من اندلاع حرب مفتوحة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك