وقت مستقطع
علي ميرزا
«الجلنج» كان الحل
الذي يتفق عليه الجميع بأنه كانت هناك ملامسة للشبك من قبل لاعب دار كليب خلال الرمق الأخير من الشوط الفاصل من مباراة النهائي الثالث الذي جمع فريقي دار كليب والأهلي، هذه الملامسة رآها غالبية من في صالة عيسى بن راشد، وكل من رجع للقطة في مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الملامسة التي لا يختلف عليها اثنان.
ولكن الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، هل الملامسة كانت للمنطقة الداخلية للشبك أم الخارجية القريبة من حكم المباراة وهي التي بعد العصا الجانبية (الأنتينا)؟ فإذا كانت الملامسة للمنطقة الداخلية فهنا يعد خطأ على الجهة الملامسة، وإذا كانت الملامسة للمنطقة الخارجية فهنا لا يحتسب خطأ على الجهة الملامسة بحسب القانون، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى يعرف من لديه شيء من الثقافة التحكيمية بأن لمس الشبكة مهمة من ضمن مهمات الحكم الثاني أساسا، وخلال اللمس للشبكة لم يعط الحكم الثاني في المباراة الدولي سيد جعفر حسين أي إشارة بذلك، ونفهم من سكوته بأن الملامسة كانت خارجية، أو أن تحركات وتموضع لاعبي دار كليب خلال اللعبة قد حجب عنه الرؤية السليمة، وبناء على ذلك ونتيجة للتوقيت الحرج لم يعط أي إشارة، هذا من جهة ثانية.
وكل من شاهد المباراة من داخل الصالة أو من خلف شاشة التلفاز، قد رأى ما رافق نهايتها من «هرج ومرج» إذ اختلط حابلها بنابلها، وأمور أخرى حصلت، ورأيناها رأي العين لا تليق بأجواء رياضية، وبمناسبة نهائية عزيزة على النفس، وهذه النهاية التي توترت معها الأجواء في رمشة عين تتضارب مع الإخراج الفني للمنافسات الرياضية، وبناء على ذلك، كان حريا بالدولي حسين الكعبي حكم المباراة الأول، والذي لا تنقصه الثقافة التحكيمية ولا الخبرة بأن يلجأ إلى تقنية «الجلنج» كطلب شخصي منه، هذه التقنية أساسا وجدت لحسم الأمور في مثل هذه الحالات، لإعطاء كل جهة حقها من جهة، وحماية الحكم من جهة أخرى، نقول كان حريا بحكم المباراة أن يلجأ للتقنية ليقطع نزاع القوم، وفي الوقت نفسه، يترك الكرة في ساحة «الجلنج» التي إما أن تؤكد صحة قرار التحكيم، أو تصححه وهذا لن يقلل من شأن الحكمين، وعندها الجميع سيرضخ لحكم «الجلنج»، ويا دار ما دخلك شر.
والذي حدث أن الجميع تناسى أجواء المباراة التنظيمية وأشواطها الخمسة الحماسية، واللوحة الجميلة التي رسمها جماهير الناديين في مقاعدهما الخاصة، والأداء الجميل الذي قدمه الحكمان، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات الهجومية التي طالت الدولي حسين الكعبي واتهمته بأنه السبب في النتيجة التي انتهت عليها المباراة، ويبقى السؤال الختامي البريء وهو: ماذا سيحدث لو اكتشفنا الآن وبعد نهاية المباراة بأن ملامسة لاعب دار كليب كانت للجزء الداخلي للشبك أو الخارجي؟ ألم نقل بأن الحل كان في «الجلنج»؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك