العدد : ١٦٨٥٧ - السبت ١٨ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٧ - السبت ١٨ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

عربية ودولية

المحافظون يعززون مواقعهم في إيران إثر انتخابات شهدت امتناعا قياسيا

الاثنين ٠٤ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

طهران‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬عزّز‭ ‬المحافظون‭ ‬سيطرتهم‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬الإيراني،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أظهرت‭ ‬النتائج‭ ‬الجزئية‭ ‬للانتخابات‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬إيران‭ ‬الجمعة‭ ‬واتسمت‭ ‬بامتناع‭ ‬قياسي‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬خلال‭ ‬45‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭. ‬وبعد‭ ‬يومين‭ ‬من‭ ‬الانتخابات،‭ ‬استمر‭ ‬فرز‭ ‬بطاقات‭ ‬الاقتراع‭ ‬أمس‭ ‬الأحد،‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬إعلان‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬النتائج‭ ‬النهائية‭. ‬في‭ ‬الأثناء،‭ ‬قدرت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمية‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬المشاركة‭ ‬بلغت‭ ‬حوالي‭ ‬41‭%. ‬

شارك‭ ‬في‭ ‬الاقتراع‭ ‬المزدوج‭ ‬لانتخاب‭ ‬290‭ ‬نائبا‭ ‬و88‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬خبراء‭ ‬القيادة‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬تعيين‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى،‭ ‬وفق‭ ‬التقديرات‭ ‬الإعلامية،‭ ‬نحو‭ ‬25‭ ‬مليونا‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬61‭ ‬مليون‭ ‬ناخب،‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬سكانه‭ ‬85‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭. ‬ولم‭ ‬تتوافر‭ ‬تقديرات‭ ‬مستقلة‭ ‬لنسبة‭ ‬المشاركة‭.‬

وهذه‭ ‬النسبة‭ ‬هي‭ ‬الرهان‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬اختبارا‭ ‬للسلطة‭ ‬لأنها‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬الحركة‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬هزت‭ ‬البلاد‭ ‬عقب‭ ‬وفاة‭ ‬الشابة‭ ‬مهسا‭ ‬أميني‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2022،‭ ‬بعد‭ ‬اعتقالها‭ ‬بتهمة‭ ‬عدم‭ ‬الامتثال‭ ‬لقواعد‭ ‬اللباس‭ ‬الصارمة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬وتشير‭ ‬الأرقام‭ ‬إلى‭ ‬مسار‭ ‬تنازلي‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬بعدما‭ ‬بلغت‭ ‬42‭,‬57‭% ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬السابقة‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬والتي‭ ‬نظمت‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد‭. ‬وكانت‭ ‬تلك‭ ‬أدنى‭ ‬نسبة‭ ‬منذ‭ ‬إعلان‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1979‭. ‬

لكن‭ ‬السلطات‭ ‬رحبت‭ ‬بمستوى‭ ‬المشاركة‭ ‬الذي‭ ‬أظهر‭ ‬وفقا‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬مقاطعة‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬دبرها‭ ‬أعداء‭ ‬من‭ ‬الخارج‮»‬‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭. ‬واعتبر‭ ‬الرئيس‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬فشل‭ ‬تاريخي‭ ‬جديد‭ ‬لأعداء‭ ‬إيران‭ ‬بعد‭ ‬أعمال‭ ‬الشغب‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬وانقسمت‭ ‬الصحافة‭ ‬الأحد‭ ‬حول‭ ‬الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭. ‬واعتبرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬هام‭ ‬ميهان‮»‬‭ ‬الإصلاحية‭ ‬اليومية‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬تراجعا‭ ‬للسلطة‮»‬،‭ ‬معربة‭ ‬عن‭ ‬أسفها‭ ‬لـ‮«‬ضياع‭ ‬روح‭ ‬الانتخابات‮»‬‭. ‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬إيران‮»‬‭ ‬المؤيدة‭ ‬للحكومة‭ ‬والناطقة‭ ‬بالإنجليزية،‭ ‬فإن‭ ‬التصويت‭ ‬يشكل‭ ‬‮«‬دعوة‭ ‬لليقظة‮»‬‭ ‬للسلطات‭ ‬التي‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬أصوات‭ ‬36‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬لم‭ ‬يصوتوا‭ ‬لأسباب‭ ‬مختلفة‮»‬‭. ‬وكانت‭ ‬‮«‬جبهة‭ ‬الإصلاح‮»‬،‭ ‬الائتلاف‭ ‬الرئيسي‭ ‬للأحزاب‭ ‬الإصلاحية،‭ ‬قد‭ ‬رفضت‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬لها‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬استبعاد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مرشحيها‭. ‬وفي‭ ‬مؤشر‭ ‬رفض،‭ ‬امتنع‭ ‬زعيم‭ ‬المعسكر‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬محمد‭ ‬خاتمي‭ (‬1997-2005‭) ‬عن‭ ‬الإدلاء‭ ‬بصوته‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭. ‬

قبل‭ ‬الانتخابات،‭ ‬أعرب‭ ‬خاتمي‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬لأن‭ ‬إيران‭ ‬‮«‬بعيدة‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬حرة‭ ‬وتنافسية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬المقاطعة‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬المعارضين‭ ‬في‭ ‬المنفى‭. ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬توجه‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬حسن‭ ‬روحاني‭ (‬2013-2021‭) ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬مراكز‭ ‬الاقتراع‭ ‬رغم‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬رفض‭ ‬ترشحه‭ ‬لعضوية‭ ‬مجلس‭ ‬خبراء‭ ‬القيادة‭ ‬المكلف‭ ‬تعيين‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭. ‬

والنتيجة‭ ‬الرئيسية‭ ‬لهذا‭ ‬الامتناع‭ ‬القوي‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬المقبل‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬أكبر‭ ‬‮«‬في‭ ‬أيدي‭ ‬المحافظين‭ ‬المتشددين‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬‮«‬استغلوا‭ ‬الفرصة‭ ‬التي‭ ‬أحدثها‭ ‬انخفاض‭ ‬المشاركة‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬صحيفة‭ ‬شرق‭ ‬الإصلاحية‭ ‬اليومية‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا