العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

مفاتيح المنازل المدمرة في غزة.. رمز جديد لـ«حق العودة»

الجمعة ٠١ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

رفح‭ ‬‭ (‬رويترز‭): ‬يحتفظ‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬الذين‭ ‬نزحوا‭ ‬بسبب‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بمفاتيح‭ ‬منازلهم‭ ‬المهدمة‭ ‬أو‭ ‬المنهارة‭ ‬ويعتبرونها‭ ‬رمزا‭ ‬لخسارتهم،‭ ‬في‭ ‬تقليد‭ ‬يضرب‭ ‬بجذوره‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬ويعود‭ ‬الى‭ ‬التهجير‭ ‬الجماعي‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬1948‭. ‬

ومعظم‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬لاجئون‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬نسل‭ ‬لاجئين‭ ‬فروا‭ ‬أو‭ ‬طردوا‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭ ‬أثناء‭ ‬حرب‭ ‬1948‭ ‬التي‭ ‬صاحبت‭ ‬النكبة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإقامة‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭. ‬

وتنتقل‭ ‬مفاتيح‭ ‬المنازل‭ ‬التي‭ ‬فقدت‭ ‬في‭ ‬1948‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬إلى‭ ‬جيل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأسر‭ ‬اللاجئة،‭ ‬في‭ ‬رمز‭ ‬لحقهم‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬والذي‭ ‬يمثل‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬القضايا‭ ‬الشائكة‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

والآن‭ ‬تكتسب‭ ‬مفاتيح‭ ‬المنازل‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬للقصف‭ ‬في‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتواصل‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬معنى‭ ‬رمزيا‭.‬

وقال‭ ‬حاتم‭ ‬الفراني،‭ ‬الذي‭ ‬لجأ‭ ‬إلى‭ ‬خيمة‭ ‬في‭ ‬رفح‭ ‬بجنوب‭ ‬غزة‭ ‬مع‭ ‬عائلته‭ ‬‮«‬التاريخ‭ ‬بيعيد‭ ‬نفسه‭. ‬جدي‭ ‬حمل‭ ‬المفتاح‭ ‬وبده‭ ‬يرجع‭ ‬تاني،‭ ‬أنا‭ ‬اليوم‭ ‬حملت‭ ‬المفتاح‭ (‬على‭ ‬أمل‭) ‬إني‭ ‬أرجع‭ ‬لشقتي‭ ‬أنها‭ ‬تكون‭ ‬تمام‭ ‬لكن‭ ‬يعوض‭ ‬الله‭ ‬علينا‮»‬‭. ‬

وأثناء‭ ‬الهدنة‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬أسبوعا‭ ‬في‭ ‬نوفمبر،‭ ‬تلقى‭ ‬الفراني‭ ‬صورا‭ ‬لمنزل‭ ‬أسرته‭ ‬وهو‭ ‬شقة‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬سكني‭ ‬كان‭ ‬يقطن‭ ‬فيه‭ ‬مع‭ ‬والديه‭ ‬وأشقائه‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬جباليا‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭. ‬وأظهرت‭ ‬الصور‭ ‬أن‭ ‬المبنى‭ ‬تعرض‭ ‬للتدمير‭. ‬

وتابع‭ ‬الفراني‭: ‬‮«‬اليوم‭ ‬أنا‭ ‬عمري‭ ‬44‭ ‬سنة‭... ‬بدي‭ ‬أبدأ‭ ‬حياتي‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬وأبني‭ ‬بيت‭ ‬جديد‮»‬‭. ‬

يواجه‭ ‬حسين‭ ‬أبو‭ ‬عمشة‭ ‬نفس‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬وجد‭ ‬فيه‭ ‬الفراني‭ ‬نفسه‭. ‬ويقيم‭ ‬هو‭ ‬وعائلته‭ ‬في‭ ‬خيمة‭ ‬في‭ ‬رفح‭. ‬وأثناء‭ ‬الهدنة‭ ‬تلقى‭ ‬تسجيلا‭ ‬مصورا‭ ‬يظهر‭ ‬فيه‭ ‬منزله‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬حانون‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬غزة‭ ‬وقد‭ ‬تعرض‭ ‬للقصف‭. ‬

ووقف‭ ‬وهو‭ ‬يمسك‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬مفتاحا‭ ‬معلقا‭ ‬في‭ ‬حلقة‭ ‬مفاتيح‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬عملة‭ ‬كُتب‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬فلسطين‮»‬‭ ‬يقول‭ ‬إنها‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ ‬فترة‭ ‬الانتداب‭ ‬البريطاني‭ ‬قبل‭ ‬إقامة‭ ‬إسرائيل‭.‬

وقال‭: ‬‮«‬المفتاح‭ ‬يعني‭ ‬لنا‭ ‬كلنا‭ ‬الوطن‭ ‬والواحد‭ ‬بدون‭ ‬وطن‭ ‬ما‭ ‬بيعيش‭ ‬ولا‭ ‬له‭ ‬مأوى‭ ‬تاني‭ ‬خلفه،‭ ‬وبنتمنى‭ ‬لو‭ ‬نعود‭ ‬تاني‭ ‬ولو‭ ‬خيمة‭ ‬فوق‭ ‬البيت‭ ‬مكان‭ ‬وطننا‭ ‬هناك‮»‬‭. ‬

ويسترجع‭ ‬محمد‭ ‬المجدلاوي،‭ ‬الذي‭ ‬نزح‭ ‬من‭ ‬منزله‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬الشاطئ‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غزة،‭ ‬ذكريات‭ ‬جده‭ ‬وهو‭ ‬يريه‭ ‬مفتاحا‭ ‬قديما‭ ‬ويقص‭ ‬ذكرياته‭ ‬عام‭ ‬1948‭. ‬والآن‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬يخوض‭ ‬تجربة‭ ‬مماثلة‭. ‬

وقال‭: ‬‮«‬إيش‭ ‬عملت‭ ‬لإسرائيل‭ ‬لما‭ ‬أنت‭ ‬دمرت‭ ‬بيتي؟‭ ‬لما‭ ‬ولاد‭ ‬العالم‭ ‬كلها‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬رفاه‭ ‬يعني‭ ‬وولادنا‭ ‬يعيشوا‭ ‬بذل‭ ‬ويقعدوا‭ ‬ويموتوا‭ ‬ويمرضوا‭ ‬بهالسقعة؟‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬حيث‭ ‬تنتشر‭ ‬مخيمات‭ ‬لاجئين‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬يمكن‭ ‬مشاهدة‭ ‬مفاتيح‭ ‬عملاقة‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬متفرقة،‭ ‬وهي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬التجسيد‭ ‬الأيقوني‭ ‬للنزوح‭ ‬الذي‭ ‬يفهم‭ ‬الجميع‭ ‬هناك‭ ‬معناه‭. ‬

وقال‭ ‬محمد‭ ‬سعيد‭ ‬مدير‭ ‬المكتب‭ ‬الإعلامي‭ ‬للجنة‭ ‬تدير‭ ‬مخيم‭ ‬قلنديا‭ ‬للاجئين‭ ‬بين‭ ‬القدس‭ ‬ورام‭ ‬الله‭: ‬‮«‬المفتاح‭ ‬يرمز‭ ‬إلى‭ ‬حق‭ ‬العودة،‭ ‬يرمز‭ ‬إلى‭ ‬تمسك‭ ‬اللاجئين‭ ‬بحق‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬بيوتهم‭ ‬التي‭ ‬هجروا‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1948‭. ‬المفتاح‭ ‬الحقيقة‭ ‬له‭ ‬دلالات‭ ‬كثيرة،‭ ‬القضية‭ ‬ليست‭ ‬قضية‭ ‬مفتاح،‭ ‬المفتاح‭ ‬مادة‭ ‬معدنية‭ ‬تصنعها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان،‭ ‬لكن‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬تتمسك‭ ‬بهذا‭ ‬المفتاح‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬لديك‭ ‬حلما‭ ‬تسعى‭ ‬لتحقيقه‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا