العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

الحكومة الفلسطينية تقدم استقالتها تمهيدا لـ«ترتيبات جـديـدة» تـأخـذ بالاعـتـبـار الـواقـع الجديد في غزة

الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

رام‭ ‬الله‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬قدّمت‭ ‬الحكومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬استقالتها‭ ‬أمس‭ ‬الاثنين‭ ‬الى‭ ‬الرئيس‭ ‬محمود‭ ‬عباس،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تتكثف‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬الكواليس‭ ‬حول‭ ‬مسألة‭ ‬إجراء‭ ‬إصلاح‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مرتبط‭ ‬بمرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬وأعلن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الفلسطيني‭ ‬محمد‭ ‬اشتية‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأسبوعي‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭: ‬‮«‬وضعت‭ ‬استقالة‭ ‬الحكومة‭ ‬تحت‭ ‬تصرّف‭ ‬السيد‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬فبراير‭ ‬الجاري‭ ‬واليوم‭ ‬أتقدّم‭ ‬بها‭ ‬خطيا‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬تأتي‭ ‬‮«‬على‭ ‬ضوء‭ ‬المستجدات‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعدوان‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والتصعيد‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس‮»‬‭.‬

وأضاف‭: ‬‮«‬أرى‭ ‬أن‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬وتحدياتها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ترتيبات‭ ‬حكومية‭ ‬وسياسية‭ ‬جديدة‭ ‬تأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬الواقع‭ ‬المستجد‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ومحادثات‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والحاجة‭ ‬الملحّة‭ ‬إلى‭ ‬توافق‭ ‬فلسطيني‭ ‬فلسطيني‭ ‬مستند‭ ‬إلى‭ ‬أساس‭ ‬وطني،‭ ‬ومشاركة‭ ‬واسعة،‭ ‬ووحدة‭ ‬الصف،‭ ‬وإلى‭ ‬بسط‭ ‬سلطة‭ ‬السلطة‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‮»‬‭. ‬ولم‭ ‬يصدر‭ ‬تعليق‭ ‬فوري‭ ‬من‭ ‬عباس‭. ‬

ويتعرّض‭ ‬عباس‭ (‬88‭ ‬عاما‭) ‬الذي‭ ‬تراجعت‭ ‬شعبيته‭ ‬كثيرا‭ ‬منذ‭ ‬سنين‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لانتقادات‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬عجزه‮»‬‭ ‬إزاء‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والتصعيد‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭. ‬ويرأس‭ ‬عباس‭ ‬حركة‭ ‬فتح‭ ‬التي‭ ‬طُردت‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬إثر‭ ‬مواجهات‭ ‬مع‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬القطاع‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2007‭. ‬ويرى‭ ‬المحلل‭ ‬السياسي‭ ‬غسان‭ ‬الخطيب‭ ‬أن‭ ‬استقالة‭ ‬حكومة‭ ‬اشتية‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬التحدي‭ ‬لعباس‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬وسيلة‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تدفعها‭ ‬نحو‭ ‬إجراء‭ ‬إصلاحات‭ ‬وخصوصا‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬معتبرا‭ ‬أنه‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬استعداده‭ ‬لتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬تكنوقراط‭ ‬‮«‬تعمل‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‮»‬‭.‬

وتأتي‭ ‬استقالة‭ ‬حكومة‭ ‬اشتية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تتناول‭ ‬الاتصالات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التي‭ ‬تشارك‭ ‬بها‭ ‬دول‭ ‬عدة‭ ‬حول‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬مسألة‭ ‬‮«‬إصلاح‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬عباس‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2004‭. ‬ورأى‭ ‬الخطيب‭ ‬أن‭ ‬عباس‭ ‬‮«‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬للوسطاء‭ ‬أنه‭ ‬مستعد‭ ‬للمضي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‮»‬،‭ ‬مقدرا‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الجديدة‭ ‬ستشمل‭ ‬وزراء‭ ‬من‭ ‬حركتي‭ ‬فتح‭ ‬وحماس‭. ‬وأضاف‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬توصل‭ ‬عباس‭ ‬وحماس‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬فستكون‭ ‬هذه‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬هذا‭ ‬مهم‭ ‬لأن‭ ‬الحركتين‭ ‬حاولتا‭ ‬مرارا‭ ‬التقارب‭ ‬دون‭ ‬جدوى‮»‬‭. ‬

ولا‭ ‬يستبعد‭ ‬الخطيب‭ ‬‮«‬فرصة‭ ‬فشل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬أسئلة‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬إجابات‭ ‬مثل‭ ‬تركيبة‭ ‬حكومة‭ ‬التكنوقراط‭ ‬وحجم‭ ‬مسؤوليات‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭. ‬ورجحت‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬محلية‭ ‬فلسطينية‭ ‬اسم‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬السابق‭ ‬محمد‭ ‬مصطفى‭ ‬كمرشح‭ ‬لخلافة‭ ‬اشتية‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬من‭ ‬‮«‬التكنوقراط‮»‬‭. ‬وشغل‭ ‬مصطفى‭ ‬أيضا‭ ‬منصب‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬التوافق‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬شكّلها‭ ‬رامي‭ ‬الحمدلله‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭. ‬ويترأس‭ ‬مصطفى‭ ‬صندوق‭ ‬الاستثمار‭ ‬الفلسطيني‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2005‭. ‬

وفي‭ ‬مقابلة‭ ‬له‭ ‬مع‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬دعا‭ ‬المعارض‭ ‬ناصر‭ ‬القدوة،‭ ‬ابن‭ ‬شقيقة‭ ‬الزعيم‭ ‬الراحل‭ ‬ياسر‭ ‬عرفات،‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬طلاق‭ ‬ودّي‮»‬‭ ‬مع‭ ‬عباس‭ ‬وقيادة‭ ‬جديدة‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬طارحا‭ ‬احتمال‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬عباس‭ ‬في‭ ‬منصبه‭ ‬كـ«رئيس‭ ‬فخري‮»‬‭. ‬واقترح‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتانياهو‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬خطة‭ ‬‮«‬لمرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‮»‬‭ ‬تنصّ‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬‮«‬السيطرة‭ ‬الأمنية‮»‬‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬رفضته‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحركة‭ ‬حماس‭.‬

وتعرضت‭ ‬الخطة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬على‭ ‬ذكر‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬لانتقادات‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬الحليف‭ ‬الرئيسي‭ ‬لإسرائيل‭. ‬وعارض‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكن‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬احتلال‮»‬‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬قد‭ ‬انسحب‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا