مقديشو- (أ ف ب): توجّه عدد كبير من الصوماليين في مقديشو الكبرى إلى مراكز الاقتراع أمس الخميس للمشاركة في انتخابات محلية مباشرة هي الأولى التي تنظَّم منذ نحو ستين عاما في العاصمة، وسط تدابير أمنية مشددة اتخذتها السلطات تحسّبا لأي هجمات. وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس جال على عدد من مراكز الاقتراع، طوابير طويلة من الصوماليين الذين لم يخفوا ترقبهم للإدلاء بصوتهم للمرة الأولى.
وقالت شمسو أحمد، وهي أمّ لولدين تبلغ 29 عاما، «أشعر بفخر كبير يجعلني أنسى تماما أنني أنتظر في طابور». بدوره، أكد جوهاد علي (37 عاما) «انه يوم عظيم»، وهو يرفع خنصره الملطخ بالحبر بعدما أدلى بصوته. وأعلنت الحكومة نشر أكثر من عشرة آلاف عنصر أمن في عاصمة البلاد التي تواجه منذ عام 2006 حركة الشباب الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة. وبينما لا تزال مناطق على بُعد 60 كيلومترا من مقديشو تشهد اشتباكات، تحسّن الوضع الأمني في العاصمة بشكل ملحوظ.
وتؤكد السلطات أنّ الهجمات انخفضت بنسبة 86% بفضل زيادة كاميرات المراقبة وتعزيز نقاط التفتيش وانتشار عناصر أمن بالزي المدني. ورغم ذلك، شهدت مقديشو خلال الأشهر الستة الماضية محاولة اغتيال فاشلة استهدفت موكب الرئيس، وقصفا قرب المطار، وهجوما على مركز احتجاز. وأعلنت هيئة الطيران المدني إغلاق المطار الرئيسي في البلاد الخميس، وهو اليوم الذي ستُجرى فيه الانتخابات في منطقة بنادر التي تضم العاصمة. وتُعتبر هذه الانتخابات بمثابة اختبار قبل الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2026 لاختيار خلف لحسن شيخ محمود.
وقال محمود عقب الإدلاء بصوته في المسرح الوطني «هذا هو مستقبل الشعب الصومالي الذي يسير في الاتجاه الصحيح»، داعيا كل مواطن إلى «اتباع نهج الديمقراطية». وتقاطع أحزاب المعارضة الرئيسية الانتخابات متهمة الحكومة باتخاذ «إجراءات انتخابية أحادية». ويناهز عدد الناخبين المسجلين 400 ألف شخص من أصل أكثر من مليوني نسمة في المنطقة، بحسب لجنة الانتخابات. وسيختار المقترعون من بين 1600 مرشح يتنافسون على 390 مقعدا محليا.
أُلغي نظام التصويت المباشر في الصومال بعد تولي الرئيس محمد سياد بري السلطة عام 1969. ومنذ سقوط حكومته الاستبدادية عام 1991، يقوم النظام السياسي في البلاد على هيكل قبلي. ومع ذلك، يُطبَّق حق الاقتراع العام أصلا في منطقة أرض الصومال الانفصالية التي أعلنت استقلالها عام 1991، لكنها لم تحظَ باعتراف دولي. وفي مايو 2023، أجرت ولاية بونتلاند الشمالية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، انتخابات محلية بالاقتراع العام، لكنها تخلت عنها لاحقا. ووافقت الحكومة الفدرالية في اغسطس 2024 على العودة إلى الاقتراع المباشر، وهي خطوة يُنظر إليها كاستراتيجيَّة من الرئيس حسن شيخ محمود لإطالة ولايته.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك