الرياض (وكالات الأنباء): طالبت السعودية التي تقود التحالف الداعم للحكومة المعترف بها دوليا في اليمن، المجلس الانتقالي الجنوبي بسحب قواته «بشكل عاجل» من محافظتين سيطر عليهما هذا الشهر، منددة بتصرفه «الأحادي». وجاء في بيان وزارة الخارجية السعودية: «لقد آثرت المملكة طيلة الفترة الماضية التركيز على وحدة الصف، وبذل كافة الجهود للوصول إلى حلول سلمية لمعالجة الأوضاع في المحافظتين. وأضاف البيان: «وما زالت هذه الجهود متواصلة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، وما زالت المملكة تعوّل على تغليب المصلحة العامة بأن يبادر المجلس الانتقالي بإنهاء التصعيد وخروج قواته بسلاسة وبشكل عاجل من المحافظتين».
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي المنضوي في إطار الحكومة، قد سيطر على أجزاء واسعة من المحافظات الجنوبية لا سيما حضرموت والمهرة. وقال: إن العملية تهدف إلى طرد الإسلاميين ووقف عمليات التهريب لصالح المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى.
وأشارت وزارة الخارجية السعودية في بيان أمس الخميس الى أن «التحركات العسكرية في محافظتي حضرموت والمهرة التي قام بها مؤخرا المجلس الانتقالي الجنوبي قد تمت بشكل أحادي من دون موافقة مجلس القيادة الرئاسي أو التنسيق مع قيادة التحالف». ورأت أن ذلك «أدى إلى التصعيد غير المبرر الذي أضر بمصالح الشعب اليمني بمختلف فئاته والقضية الجنوبية وجهود التحالف».
وأكدت الرياض أنها عملت مع الامارات ومجلس القيادة والحكومة اليمنيين «لاحتواء الموقف» عبر إرسال وفد عسكري مشترك «لوضع الترتيبات اللازمة مع المجلس الانتقالي الجنوبي» بما يكفل عودة قواته «إلى مواقعها السابقة خارج المحافظتين.. وفق إجراءات منظمة تحت إشراف قوات التحالف». وتشدد المملكة على أهمية التعاون بين كافة القوى والمكونات اليمنية لضبط النفس وتجنب كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار، ما قد يترتب عليه ما لا تحمد عقباه. كما تؤكد المملكة ضرورة بذل كافة الجهود لإعادة السلم والأمن المجتمعي.
وكان مصدر مقرب من المجلس قد أفاد وكالة فرانس برس في 13 ديسمبر، بأن المجلس الانتقالي رفض الانسحاب خلال محادثات مع الوفد السعودي الإماراتي. وأثار تقدّم المجلس الانتقالي مخاوف من توترات مع فصائل حكومية أخرى، ومن احتمال سعيه للانفصال بهدف إحياء «اليمن الجنوبي» الذي كان مستقلا. وتقدّمت قوات المجلس الانتقالي داخل حضرموت وسيطرت على مدينة سيئون، إضافة إلى حقول نفطية في المنطقة الصحراوية المحاذية للسعودية. وانضم بعض القادة المحليين في محافظة المهرة المجاورة، التي تحدّ سلطنة عمان وتُعدّ مسارا رئيسيا للتهريب، أيضا إلى تحالفه، على ما أفاد المجلس الانتقالي الجنوبي فرانس برس. وأثناء سيطرة المقاتلين الانفصاليين على معظم محافظة حضرموت، وهي الأكبر في البلاد، دفعوا القوات الحكومية إلى محافظة مأرب المجاورة. وفي ظل النزاع الدائر منذ عام 2014، بات اليمن ينقسم بين الحوثيين الذين يسيطرون على معظم الشمال، وقوات متفرقة من المجموعات المناهضة لهم، بينها المجلس الانتقالي الجنوبي.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك