العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

السلطات السودانية تمنع المساعدات عبر الحدود لدارفور المنكوبة

الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

بورتسودان‭ ‬‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬منعت‭ ‬السلطات‭ ‬الموالية‭ ‬للجيش‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬دارفور‭ ‬غربي‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬مزقتها‭ ‬الحرب،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬نددت‭ ‬بها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ومنظمات‭ ‬إغاثة‭. ‬وتشكل‭ ‬منطقة‭ ‬دارفور‭ ‬الشاسعة،‭ ‬المتاخمة‭ ‬لتشاد،‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأجزاء‭ ‬تضررا‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭ ‬قبل‭ ‬10‭ ‬أشهر‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬السودانية‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭. ‬

وفي‭ ‬معركتها‭ ‬الحالية‭ ‬ضد‭ ‬الجيش‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي،‭ ‬سيطرت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬من‭ ‬عواصم‭ ‬ولايات‭ ‬دارفور‭ ‬الخمس‭. ‬وفر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬694‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬إلى‭ ‬تشاد،‭ ‬وفقًا‭ ‬للمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة،‭ ‬لكن‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬محاصرين‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬ويحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭. ‬

واضطرت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬تقييد‭ ‬عملياتها‭ ‬من‭ ‬تشاد‭ ‬الى‭ ‬دارفور‭ ‬عبر‭ ‬الحدود،‭ ‬لكن‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الأغذية‭ ‬العالمي‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬إيدي‭ ‬رو‭ ‬قال‭ ‬للصحفيين‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭: ‬إن‭ ‬‮«‬السلطات‭ ‬قيّدت‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭. ‬من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬ماثيو‭ ‬ميلر‭ ‬الجمعة‭ ‬إن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قلقة‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬‮«‬القرار‭ ‬الأخير‭ ‬للجيش‭ ‬حظر‭ ‬المساعدة‭ ‬الإنسانية‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬من‭ ‬تشاد‭ ‬والتقارير‭ ‬التي‭ ‬تفيد‭ ‬بأن‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬السودانية‭ ‬تعوق‭ ‬وصول‭ ‬المساعدة‭ ‬إلى‭ ‬المجتمعات‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‮»‬‭.‬

وأعربت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬السودانية‭ ‬الموالية‭ ‬للجيش‭ ‬عن‭ ‬‮«‬رفضها‮»‬‭ ‬لما‭ ‬وصفته‭ ‬بـ«الاتهامات‭ ‬الباطلة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬وجهتها‭ ‬واشنطن‭. ‬وقالت‭ ‬الوزارة‭: ‬إن‭ ‬الحدود‭ ‬السودانية‭ ‬التشادية‭ ‬‮«‬هي‭ ‬نقطة‭ ‬العبور‭ ‬الرئيسية‭ ‬للأسلحة‭ ‬والمعدات‮»‬‭ ‬المستخدمة‭ ‬لارتكاب‭ ‬‮«‬فظائع‮»‬‭ ‬ضد‭ ‬السودانيين‭. ‬وأشار‭ ‬تقرير‭ ‬لخبراء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬إلى‭ ‬أدلة‭ ‬موثوقة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الإمارات‭ ‬كانت‭ ‬تنقل‭ ‬‮«‬دعما‭ ‬عسكريا‮»‬‭ ‬عبر‭ ‬تشاد‭ ‬إلى‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭. ‬لكن‭ ‬الإمارات‭ ‬نفت‭ ‬هذه‭ ‬المزاعم‭.  ‬كما‭ ‬أعرب‭ ‬ميلر‭ ‬عن‭ ‬قلقه‭ ‬إزاء‭ ‬‮«‬نهب‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬للمنازل‭ ‬والأسواق‭ ‬ومستودعات‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‮»‬‭.  ‬

وفي‭ ‬بروكسل،‭ ‬قال‭ ‬رو‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬الأغذية‭ ‬العالمي‭: ‬إن‭ ‬وكالته‭ ‬‮«‬تعمل‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬لضمان‭ ‬استمرار‭ ‬تشغيل‭ ‬شريان‭ ‬الحياة‭ ‬الحيوي‭ ‬هذا‮»‬‭ ‬من‭ ‬تشاد‭.  ‬وقال‭ ‬عامل‭ ‬إغاثة‭ ‬دولي‭ ‬طلب‭ ‬عدم‭ ‬كشف‭ ‬هويته‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬الأحد‭: ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬الأطفال‭ ‬والرضّع‭ ‬يموتون‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬الجوع‭ ‬وسوء‭ ‬التغذية‭. ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬تأثير‭ ‬بشري‭ ‬هائل‭... ‬ومن‭ ‬المحتمل‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬معدلات‭ ‬الوفيات‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‮»‬‭.  ‬

وتابع‭ ‬عامل‭ ‬الإغاثة‭: ‬‮«‬يجب‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستويات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬لأن‭ ‬ملايين‭ ‬الأرواح‮»‬‭ ‬على‭ ‬المحك،‭ ‬واصفا‭ ‬دارفور‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬منطقة‭ ‬ضخمة‭ ‬تواجه‭ ‬بالفعل‭ ‬أزمة‭ ‬أمن‭ ‬غذائي‭ ‬وشيكة‭ ‬وهائلة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬والعنف‭ ‬العرقي‭ ‬وانهيار‭ ‬خدمات‭ ‬الدولة‮»‬‭. ‬

وأسفرت‭ ‬الحرب‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬الآلاف،‭ ‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الجنينة‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬دارفور‭ ‬وحدها،‭ ‬وفقا‭ ‬لخبراء‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬واتهمت‭ ‬واشنطن‭ ‬جانبي‭ ‬النزاع‭ ‬السوداني‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب،‭ ‬وقالت‭: ‬إن‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬نفذت‭ ‬أيضا‭ ‬تطهيرا‭ ‬عرقيا‭ ‬وجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا