العدد : ١٦٨٤٤ - الأحد ٠٥ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٤ - الأحد ٠٥ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ شوّال ١٤٤٥هـ

عربية ودولية

منظمات غير حكومية تندّد بـ«أزمة منسية» في السودان

السبت ١٧ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

باريس‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬يندّد‭ ‬شاكر‭ ‬الحسن،‭ ‬الموظف‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬كير‭ ‬انترناشيونال‮»‬‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬الذي‭ ‬نزح‭ ‬داخلياً‭ ‬مثل‭ ‬ملايين‭ ‬السودانيين،‭ ‬بـ«أزمة‭ ‬منسية‮»‬‭ ‬تشهدها‭ ‬بلاده،‭ ‬بينما‭ ‬تلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬مخاطر‭ ‬المجاعة‭. ‬بعد‭ ‬بدء‭ ‬القتال‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع،‭ ‬فرّ‭ ‬الحسن‭ ‬وعائلته‭ ‬من‭ ‬الخرطوم‭ ‬إلى‭ ‬واد‭ ‬مدني‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬180‭ ‬كيلومتراً‭ ‬جنوب‭ ‬العاصمة‭. ‬

ولكن‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬ديسمبر،‭ ‬تعرّضت‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬تحوّلت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬إنساني‮»‬‭ ‬وفقاً‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬لهجمات‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬الحسن‭ ‬إلى‭ ‬مغادرتها‭ ‬‮«‬بالملابس‭ ‬التي‭ ‬يرتديها‭ ‬فقط‮»‬‭. ‬ورداً‭ ‬على‭ ‬أسئلة‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف،‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬على‭ ‬جانب‭ ‬الطريق،‭ ‬كان‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬صدمة،‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال،‭ ‬يفرّون‭ ‬من‭ ‬القتال‭ ‬سيراً‭ ‬على‭ ‬الأقدام‮»‬‭. ‬

واجه‭ ‬شاكر‭ ‬الحسن‭ ‬مسؤول‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬كير‭ ‬انترناشيونال‮»‬‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬التجربة‭ ‬الحزينة‭ ‬التي‭ ‬تمثّلت‭ ‬في‭ ‬أنّه‭ ‬أصبح‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬نازحاً‭ ‬في‭ ‬بلده‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬وأطفاله‭ ‬الثلاثة‭. ‬وفي‭ ‬كسلا‭ ‬عاصمة‭ ‬الولاية‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬الاسم‭ ‬ذاته‭ ‬والتي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬50‭ ‬كيلومتراً‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬الإريترية‭ ‬حيث‭ ‬يعيش‭ ‬الآن،‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬الوصول‭ ‬المتواصل‭ ‬لنازحين‭ ‬آخرين‭ ‬‮«‬منهكين‭ ‬وجياعاً‭ ‬ومرضى‭... ‬أُجبروا‭ ‬على‭ ‬الإقامة‭ ‬في‭ ‬ملاجئ‭ ‬مؤقتة‭ ‬بدون‭ ‬موارد‮»‬‭. ‬

وغالباً‭ ‬ما‭ ‬يعاني‭ ‬النازحون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف،‭ ‬من‭ ‬الأوبئة‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬حمى‭ ‬الضنك‭ ‬أو‭ ‬الكوليرا‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يندّد‭ ‬الحسن‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬شاهداً‭ ‬عاجزاً‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬الاحتياجات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬لشعبه‮»‬،‭ ‬بـ«كارثة‭ ‬منسية‮»‬‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬يستنكرها‭ ‬المجتمع‭ ‬الإنساني‭ ‬بأكمله‭. ‬

أسفرت‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬أبريل‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬بقيادة‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬بقيادة‭ ‬نائبه‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو،‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬آلاف‭ ‬المدنيين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬و15‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬دارفور،‭ ‬وفقاً‭ ‬لخبراء‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وفرّ‭ ‬حوالي‭ ‬ثمانية‭ ‬ملايين‭ ‬شخص،‭ ‬نصفهم‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭. ‬وتقول‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إنّ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬السودانيين‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬48‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬أي‭ ‬حوالي‭ ‬25‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬باتوا‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬المساعدة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬18‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬يواجهون‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الحاد‭. ‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬يشير‭ ‬وليام‭ ‬كارتر‭ ‬مدير‭ ‬المجلس‭ ‬النرويجي‭ ‬للاجئين،‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬الناس‭ ‬باعوا‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬يملكونه‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬عشرة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬عمل‭ ‬وبالتالي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أجر،‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬وصل‭ ‬التضخّم‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬أرقام‭ ‬مرتفعة‭ ‬جداً‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭. ‬ويوضح‭ ‬أنّ‭ ‬الوضع‭ ‬أصبح‭ ‬صعباً‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليهم‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬الأسعار‭ ‬‮«‬المرتفعة‭ ‬للغاية‮»‬‭. ‬

ويعرب‭ ‬كارتر،‭ ‬الذي‭ ‬عاد‭ ‬للتو‭ ‬من‭ ‬دارفور‭ ‬التي‭ ‬دمّرتها‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬العرقي،‭ ‬عن‭ ‬‮«‬صدمته‮»‬‭ ‬لما‭ ‬رآه‭ ‬من‭ ‬‮«‬حالة‭ ‬طوارئ‭ ‬غذائية‮»‬‭. ‬ويعكس‭ ‬تصريح‭ ‬كارتر‭ ‬التحذير‭ ‬الذي‭ ‬أصدرته‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬سوليداريتيه‭ ‬انترناسيونال‮»‬‭ ‬الأربعاء،‭ ‬من‭ ‬أنّه‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتمّ‭ ‬فعل‭ ‬أيّ‭ ‬شيء،‭ ‬فإنّنا‭ ‬نتّجه‭ ‬مباشرة‭ ‬نحو‭ ‬المجاعة‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬تقول‭ ‬جاستين‭ ‬موزيك‭ ‬بيكيمال‭ ‬المديرة‭ ‬الإقليمية‭ ‬للمنظمة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭: ‬‮«‬ستكون‭ ‬هذه‭ ‬أكبر‭ ‬أزمة‭ ‬إنسانية‭ ‬شهدها‭ ‬السودان‮»‬،‭ ‬احدى‭ ‬أفقر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬وتضيف‭ ‬بغضب‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬استيراد‭ ‬الغذاء‭ ‬عبر‭ ‬الوسائل‭ ‬الإنسانية‭ ‬فلن‭ ‬يحصل‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬شيء‭ ‬لأنّه‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬وسيموت‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬الجوع‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا