بيروت - (أ ف ب): شدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أمس الثلاثاء على أن وقف اسرائيل حربها في قطاع غزة هو وحده ما يوقف إطلاق النار من جنوب لبنان، معتبراً أن الجهود الدولية للتهدئة عند الحدود هدفها فقط «أمن» الدولة العبرية. وقال نصرالله في كلمة ألقاها خلال حفل تكريمي لجرحى الحزب، «الجبهة في جنوب لبنان هي جبهة ضغط ومساندة ودعم وتضامن ومشاركة في إلحاق الهزيمة بالعدو الإسرائيلي».
وأضاف «هوّلوا وهدّدوا وافعلوا ما تريدون، حتى شنّ الحرب (على لبنان) لن يوقف هذه الجبهة»، مؤكداً أنه «عندما يقف العدوان على غزة ويقف إطلاق النار في غزة، سيقف إطلاق النار في الجنوب». وجاءت مواقف نصرالله بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت نهاية الشهر الماضي أن جيشه «سيتحرّك قريباً جداً» في شمال الدولة العبرية عند الحدود مع لبنان حيث يتبادل القصف يوميا مع حزب الله.
وحذّر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس مطلع الأسبوع الماضي من أن «الوقت ينفد» للتوصل إلى حل دبلوماسي في جنوب لبنان، وأن «إسرائيل ستتحرك عسكريا لإعادة» سكان المنطقة الشمالية. ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تبادلاً يومياً للقصف بين حزب الله وإسرائيل.
ويعلن الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و«إسناداً لمقاومتها»، ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف «بنى تحتية» للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود. ومنذ بدء التصعيد، قتل 243 شخصا على الأقل في جنوب لبنان بينهم 175 مقاتلاً من حزب الله و30 مدنياً، ضمنهم ثلاثة صحافيين، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل تسعة جنود وستة مدنيين.
ودفع التصعيد أكثر من ثمانين ألف إسرائيلي الى النزوح من منازلهم في المنطقة الشمالية وفق السلطات، كما نزح أكثر من 87 ألفاً في جنوب لبنان، وفق الأمم المتحدة. وأثار تبادل القصف خشية دولية من توسّع نطاق التصعيد ودفع مسؤولين غربيين إلى زيارة بيروت والحض على التهدئة.
وقال نصرالله «كل الوفود التي أتت الى لبنان خلال الأشهر الأربعة الماضية والتي ستأتي.. لها هدف واحد هو أمن اسرائيل وحماية إسرائيل» مشيرا إلى مطالبتها حزب الله «بوقف إطلاق النار على المواقع الإسرائيلية» من أجل إعادة سكان المنطقة الشمالية. ونبّه من أنه إذا «تورطت» إسرائيل في حرب مع لبنان، فإن عشرات الآلاف من الإسرائيليين «لن يعودوا» الى المنطقة الشمالية، الحدودية مع جنوب لبنان.
وخاطب وزير الدفاع الإسرائيلي بالقول «أنت لن تعيد» سكان المنطقة الشمالية، «بل عليك أن تهيئ الملاجئ والفنادق والمدارس والخيم لمليوني مهجر من شمال فلسطين». وتابع «من يهددنا بالتوسعة (...) أقول له: توسّع (الحرب) ونحن نوسّع». وخاض حزب الله، المدعوم من طهران، وإسرائيل حرباً مدمرة في العام 2006، انتهت بصدور القرار 1701 الذي عزز انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) في الجنوب. وانتشر الجيش بموجبه للمرة الأولى منذ عقود عند الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري «غير شرعي».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك