قطاع غزة – الوكالات: حذّرت حركة حماس أمس من وقوع مجزرة في مدينة رفح التي باتت الملاذ الأخير لأكثر من مليون نازح فلسطيني، مع مواصلة إسرائيل قصفها بشكل مكثّف وإصدار رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو توجيهات للجيش بإعداد خطّة لتهجير المدنيين من المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع، قبل هجوم برّي مُحتمل.
وأفاد شهود أمس بحصول غارات في محيط رفح حيث يحتشد نحو 1,3 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكّان غزة، وهم في غالبيّتهم العظمى نازحون هربوا من عدوان إسرائيل في شمال القطاع ووسطه والذي بدأ قبل أكثر من أربعة أشهر.
وأفادت وزارة الصحة بغزة عن سقوط 110 شهداء ليل الجمعة السبت، بينهم 25 استشهدوا في ضربات في رفح، مشيرة إلى معارك عنيفة دارت أمس في مستشفى ناصر في خان يونس.
وأكدت الوزارة استشهاد شخص في هذا المستشفى حيث لا يزال يوجد 300 من أفراد الطاقم الطبي و450 جريحا، إضافة إلى زهاء عشرة آلاف نازح.
وأمر نتنياهو الجمعة الجيش الإسرائيلي بإعداد «خطّة لإجلاء» المدنيّين من رفح، وسط خشية دولية متزايدة من هجوم محتمل على المدينة القريبة من الحدود مع مصر.
وحذّرت حماس في بيان أمس من «كارثة» في رفح بحال شنّت إسرائيل عملية برية.
وقالت «نحذر من كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى في حال تم اجتياح محافظة رفح»، مضيفة «نحمّل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال المسؤولية الكاملة».
وبعد مدينة غزة ثم خان يونس، تتحدث إسرائيل عن عملية برية في رفح في إطار هجومها لـ«القضاء» على حماس.
وأفاد مكتب نتنياهو بأنّه طلب من الجيش «تقديم خطّة لإجلاء السكّان والقضاء على كتائب» حماس في المدينة. وأضاف «يَستحيل تحقيق هدف الحرب دون القضاء على حماس. من الواضح أنّ أيّ نشاط (عسكري) كثيف في رفح يتطلّب أن يُخلي المدنيّون مناطق القتال».
وباتت رفح محور الترقّب بشأن المرحلة المقبلة مع دخول العدوان شهره الخامس. وهي تستضيف الغالبية العظمى من النازحين الذين يقيم معظمهم في خيم عشوائية أقيمت في مختلف أنحاء المدينة، وسط ظروف إنسانية صعبة وشحّ في المساعدات.
وقال عادل الحاج، وهو نازح في المدينة «إذا اجتاح جيش الاحتلال رفح، كما قال نتنياهو، ستحدث مجازر، ويمكن لنا وقتئذٍ أن نودّع البشريّة جمعاء».
وعلى رغم أنها بقيت في منأى عن العمليات العسكرية المباشرة، لم تسلم رفح من القصف الإسرائيلي الذي أدى الجمعة إلى تدمير مبانٍ عدة، وفق مصوّري وكالة فرانس برس.
وأظهر فيديو لفرانس برس فلسطينيين يبحثون عن أقارب لهم في مستشفى النجار في رفح حيث وضعت على جثث مغلفة بأكياس سوداء وبيضاء أو بطانيات من الصوف. وظهرت سيدة وهي تنتحب بالقرب من إحدى الجثث وهي تقول «يا ريتني كنت معكِ. حبيبتي يا أختي».
وتتواصل التحذيرات من شنّ إسرائيل هجوما بريا على رفح.
وحذّرت الخارجيّة الأمريكيّة الأسبوع الماضي من أنّ «تنفيذ عمليّة مماثلة الآن (في رفح)، بلا تخطيط وبقليل من التفكير، في منطقة يسكنها مليون شخص، سيكون كارثة».
وفي انتقاد ضمنيّ نادر لإسرائيل، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنّ «الردّ في غزّة... مُفرط»، مؤكّدا أنّه بذل جهودًا منذ بدء الحرب لتخفيف وطأتها على المدنيّين.
وقالت ناديا هاردمان، الباحثة في قسم حقوق اللاجئين والمهاجرين في «هيومن رايتس ووتش»، إنّ «إجبار أكثر من مليون فلسطيني نازح في رفح على الإخلاء مرّةً أخرى، دون أن يجدوا مكانا آمنا يذهبون إليه، سيكون غير قانونيّ وقد تنتج عنه عواقب كارثيّة». وأضافت «لا يوجد مكان آمن في غزّة. يجب على المجتمع الدولي اتّخاذ إجراءات لمنع فظائع جديدة».
توازيًا مع المسار العسكري، تتواصل الجهود الدبلوماسيّة للتوصل إلى هدنة طويلة تتيح تبادل الرهائن والمعتقلين وزيادة المساعدات الإنسانية.
واستضافت القاهرة الأسبوع الماضي محادثات جديدة بقيادة مصر وقطر، اختتمت الجمعة حسبما أكّد مسؤول في حماس. وقال لفرانس برس «وفد حماس غادر القاهرة»، مضيفًا أنّه «ينتظر ردًّا من إسرائيل»، دون أن يخوض في تفاصيل.
وأورد موقع أكسيوس أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) سيزور مصر هذا الأسبوع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك