القدس المحتلة – الوكالات: طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الجيش وضع خطة لـ «إجلاء» المدنيين من رفح حيث يتكدس حاليا نصف سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2,4 مليون نسمة، على ما أعلن مكتبه أمس.
وأفاد مكتب نتنياهو في بيان «يستحيل تحقيق هدف الحرب من دون القضاء على حماس وترك أربع كتائب لحماس في رفح. على العكس، من الواضح أن أي نشاط (عسكري) كثيف في رفح يتطلب أن يخلي المدنيون مناطق القتال».
وأضاف البيان «في هذا السياق، أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القوات والمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بتقديم خطة مركبة لإجلاء السكان والقضاء على كتائب» حماس في المدينة التي تمثل الملاذ الأخير للنازحين الهاربين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأعربت الرئاسة الفلسطينية، عن «رفضها الشديد»، وإدانتها واستنكارها لتصريحات نتنياهو، واعتبرت في بيان أن تلك الخطط تشكل «تهديداً حقيقياً، ومقدمة خطيرة، لتنفيذ السياسة الإسرائيلية المرفوضة التي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه».
وحملت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية «المسؤولية الكاملة عن تداعيات ذلك»، كما حملت الإدارة الأمريكية «مسؤولية خاصة»، مشددة على «خطورة مثل هذه السياسة التدميرية».
وأكدت أن الشعب الفلسطيني «لن يتخلى عن أرضه، ولن يقبل أن يهجّر من وطنه».
وحذرت واشنطن الخميس من وقوع «كارثة» في رفح، مؤكدة أنها لا تؤيد عملية «من دون تخطيط جدي» تقوم به اسرائيل لحماية المدنيين.
وحذّرت الولايات المتحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسيا وعسكريا في الحرب، من وقوع «كارثة» في رفح. وقال نائب المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل الخميس إنّ واشنطن «لم ترَ بعد أيّ دليل على تخطيط جاد لعملية كهذه»، محذّراً من أنّ «تنفيذ عملية مماثلة الآن، من دون تخطيط وبقليل من التفكير في منطقة» نزح إليها مليون شخص، «سيكون كارثة».
وبعد ساعات من ذلك، وجّه الرئيس جو بايدن انتقادا ضمنيا نادرا إلى إسرائيل. وقال بايدن خلال مؤتمر صحفي ردّاً على سؤال إن «الردّ في غزة... مفرط»، مؤكدا أنه بذل جهودا منذ بدء الحرب لتخفيف وطأتها على المدنيين.
وأنهى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس جولة إقليمية هي الخامسة له منذ اندلاع العدوان، سعى خلالها للدفع في اتجاه هدنة طويلة تتيح الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وإيصال المزيد من المساعدات. وتواصل واشنطن العمل للتوصل إلى صيغة اتفاق بالتعاون مع الدوحة والقاهرة.
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عن «قلقه» إزاء هجوم على رفح، محذرا من «تداعيات إقليمية لا تحصى». ورأى أن «عملا مماثلا سيزيد في شكل هائل ما هو أصلا كابوس إنساني».
وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الجمعة «هناك شعور بالقلق» في رفح لأن الفلسطينيين الذين تضيق بهم المدينة «لا يعلمون البتة إلى أين يمكن أن يذهبوا».
وشنّ جيش الاحتلال أمس غارات مكثفة على رفح، مع تركيز عملياته العسكرية على غزة وخان يونس.
أفاد شهود وكالة فرانس برس بتسجيل غارات جوية مكثفة ليل الخميس الجمعة في وسط القطاع وجنوبه.
وقال أحد سكان رفح ويدعى جابر البرديني (60 عاما) «سمعنا دوي انفجار قوي قرب منزلنا، عثرنا على طفلين ميتين في الشارع».
وأضاف «إذا شنت (إسرائيل) هجوما (بريا) على رفح، سنموت في منازلنا. ليس لدينا خيار، ليس لدينا أي مكان للذهاب إليه».
وأوضح موظف في الأونروا طلب عدم كشف اسمه «لاحظنا في الأيام الأخيرة أن النازحين يفضلون النزوح من المناطق الشرقية الجنوبية في رفح باتجاه المناطق الغربية... يعتقدون أن أي اجتياح سيبدأ من شرق رفح».
أعلنت وزارة الصحة بغزة أمس ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي والعمليات البرية في قطاع غزة إلى 27947 شهيدا غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر.
وقالت الوزارة إن 107 أشخاص استشهدوا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وأن مجموع الجرحى منذ بداية الحرب بلغ 67459 شخصا. في موازاة المسار العسكري، تستمر الجهود الدبلوماسية لوقف العدوان.
وبدأت في القاهرة الخميس مباحثات جديدة تقودها مصر وقطر سعيا للتوصل إلى اتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل، بعد رفض الأخيرة مقترحات للحركة بشأن هذا الاتفاق في وقت سابق هذا الأسبوع.
أكد مسؤول مقرب من حماس لوكالة فرانس برس الخميس أن الحركة ما زالت ترغب في مناقشة وقف إطلاق النار بعد رفض إسرائيل مقترحاتها الأولية.
وتوقع أن تكون «المفاوضات معقدة وصعبة للغاية لكن حماس منفتحة على النقاشات وحريصة على التوصل لوقف العدوان ووقف دائم لإطلاق النار وإعادة إعمار قطاع غزة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك