العدد : ١٦٨٤١ - الخميس ٠٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤١ - الخميس ٠٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ شوّال ١٤٤٥هـ

عربية ودولية

خوف وموت وإرهاق: صحفيون في فرانس برس عالقون في غزة يروون يومياتهم

الجمعة ٠٩ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

قطاع‭ ‬غزة‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬يخاطرون‭ ‬بحياتهم‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬وكل‭ ‬دقيقة‭ ‬بعيدين‭ ‬عن‭ ‬منازلهم‭ ‬التي‭ ‬اضطروا‭ ‬لمغادرتها‭.. ‬ثمانية‭ ‬موظفين‭ ‬في‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يعملون‭ ‬لتأمين‭ ‬التغطية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬المأساوية‭ ‬التي‭ ‬يعيشونها‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭. ‬

رووا‭ ‬لنا‭ ‬كيف‭ ‬أصبح‭ ‬عملهم‭ ‬اليومي‭ ‬محفوفا‭ ‬بالخطر‭ ‬والخوف‭ ‬تحت‭ ‬القصف‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬موت‭ ‬يحيط‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭. ‬لكنّهم‭ ‬تحدّثوا‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬تصميمهم‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬توثيق‭ ‬الحرب‭ ‬المتواصلة‭ ‬منذ‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬بين‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإسرائيل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬

قبل‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬غطّى‭ ‬صحافيو‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ست‭ ‬حروب‭. ‬كان‭ ‬الحصار‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬حياتهم‭ ‬اليومية‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬17‭ ‬عاما،‭ ‬وقد‭ ‬اعتادوا‭ ‬على‭ ‬قيود‭ ‬التنقل‭ ‬والحرمان‭ ‬والمشارح‭ ‬والجنازات‭. ‬

يروي‭ ‬عادل‭ ‬الزعنون‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬صحفيا‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬30‭ ‬عاما‭: ‬‮«‬قرابة‭ ‬الساعة‭ ‬السادسة‭ ‬صباحا،‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وسمعت‭ ‬أصوات‭ ‬قصف‭ ‬بدت‭ ‬كأنها‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكان‭. ‬بدأنا‭ ‬نتساءل‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬قصفا‭ ‬إسرائيليا‭ ‬أو‭ ‬إطلاق‭ ‬صواريخ‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬حماس‮»‬‭. ‬

ويضيف‭: ‬‮«‬اتصلت‭ ‬بجميع‭ ‬زملائي‭ ‬في‭ ‬الوكالة‭ ‬وقررنا‭ ‬أن‭ ‬نأتي‭ ‬جميعنا‭ ‬إلى‭ ‬المكتب‭. ‬على‭ ‬الطريق،‭ ‬اتصلت‭ ‬بجميع‭ ‬الناطقين‭ ‬باسم‭ ‬حركتي‭ ‬حماس‭ ‬والجهاد‭. ‬جميعهم‭ ‬قالوا‭ ‬لي‭ ‬إنهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬شيئا‮»‬‭. ‬

ويمضي‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬قال‭ ‬لي‭ ‬أحدهم‭ (‬ستصدر‭ ‬كتائب‭ ‬القسام‭ ‬بيانا‭)‬‮»‬‭. ‬بعدها،‭ ‬أعلن‭ ‬بيان‭ ‬لقائد‭ ‬القسام‭ ‬محمد‭ ‬الضيف‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬بدأت‭. ‬

لا‭ ‬يتردّد‭ ‬صحفيو‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬في‭ ‬التوجّه‭ ‬إلى‭ ‬مواقع‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة،‭ ‬يواجهون‭ ‬الألم‭ ‬والمعاناة،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬غضب‭ ‬الناجين‭. ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة،‭ ‬يشعرون‭ ‬بالرعب‭ ‬إزاء‭ ‬الجثث‭ ‬المشوهة‭ ‬التي‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬عائدة‭ ‬لأطفال‭ ‬والتي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يصوروها‭ ‬أو‭ ‬يصفوها‭ ‬بالكلمات‭. ‬

ويروي‭ ‬محمد‭ ‬عبد،‭ ‬وهو‭ ‬مصوّر‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬24‭ ‬عاما‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الاتصال‭ ‬بالإنترنت‭ ‬متوافرا،‭ ‬نتحدث‭ ‬عبر‭ ‬مجموعات‭ ‬صحفيين‭ ‬على‭ ‬واتساب‭ ‬لنخبر‭ ‬بعضنا‭ ‬عن‭ ‬موقع‭ ‬القصف‭. ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬مقطوعا،‭ ‬نحاول‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬طريقنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ملاحقة‭ ‬الضجة‭ ‬والناس‮»‬‭. ‬

وأصبح‭ ‬الذهاب‭ ‬في‭ ‬سيارة‭ ‬لإعداد‭ ‬التقارير‭ ‬تحديا‭ ‬حقيقيا‭. ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬نازح،‭ ‬معظمهم‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬رفح‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬زحمة‭ ‬سير‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬ونحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التسلل‭ ‬بين‭ ‬أفواج‭ ‬النازحين‭ ‬والخيام‭ ‬التي‭ ‬نصبت‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الشوارع‭ ‬والأكشاك‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬والأحياء‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬ركاما‮»‬‭. ‬

ويوضح‭ ‬عادل‭ ‬الزعنون‭: ‬‮«‬قد‭ ‬يصل‭ ‬سعر‭ ‬لتر‭ ‬البنزين‭ ‬إلى‭ ‬45‭ ‬دولارا‭. ‬لذلك‭ ‬نفضّل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬أن‭ ‬نمشي‭ ‬ساعة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬السيارة‭ ‬لأننا‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كنا‭ ‬سنجد‭ ‬الوقود‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬أمامنا‭ ‬رحلة‭ ‬أهم‭ ‬للقيام‭ ‬بها‮»‬‭. ‬

يقول‭ ‬الزعنون‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬نعمل‭ ‬منذ‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬في‭ ‬اليوم،‭ ‬لكن‭ ‬علينا‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬لأننا‭ ‬نشاهد‭ ‬غزة‭ ‬تختفي‭ ‬أمام‭ ‬أعيننا‮»‬‭. ‬ويضيف‭: ‬‮«‬المنازل‭ ‬والتراث‭ ‬التاريخي‭ ‬يدمَّران،‭ ‬الضحايا‭ ‬يسقطون،‭ ‬كلّ‭ ‬شيء‭ ‬يختفي‭ ‬تحت‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مكان‭ ‬آمن‭. ‬رأيت‭ ‬أطفالا‭ ‬يخرجون‭ ‬تحت‭ ‬القصف‭ ‬للبحث‭ ‬في‭ ‬حاويات‭ ‬النفايات‭ ‬عن‭ ‬قطعة‭ ‬خبز‭ ‬ليأكلوا‭. ‬كانت‭ ‬شفاههم‭ ‬متشققة،‭ ‬ويظهر‭ ‬بوضوح‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يشربوا‭ ‬الماء‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭...‬‮»‬‭. ‬

ويروي‭ ‬‮«‬تكثفت‭ ‬عمليات‭ ‬القصف‭ ‬الجوي‭ ‬والبحري‭ ‬والبري‭. ‬لم‭ ‬نشهد‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬قبل‭: ‬كان‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يستهدف‭ ‬منازل‭ ‬فيما‭ ‬سكانها‭ ‬داخلها‭. ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬عدد‭ ‬القتلى‭ ‬والجرحى‭ ‬عن‭ ‬الارتفاع‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا