إسطنبول - (أ ف ب): قتلت الشرطة التركية أمس الثلاثاء مهاجمين اثنين من جماعة يسارية مصنفة «إرهابية» من قبل السلطات، بعد أن هاجما عناصر شرطة كانوا يحرسون قصر العدل في اسطنبول، ما أدى إلى مقتل شخص واحد وإصابة خمسة، بحسب المسؤولين.
وقال وزير الداخلية علي يرلي كايا إنّ المهاجمَين، وهما رجل وامرأة، ينتميان إلى «جبهة-حزب التحرير الشعبي الثوري» الماركسية اللينينية. وتمّ نقل الجرحى إلى المستشفى. وتوفي شخص متأثرا بجراحه. ولم تعلن «جبهة-حزب التحرير الشعبي الثوري» مسؤوليتها عن الهجوم. وفي هذه الأثناء، مُنع الدخول والخروج من محكمة تشاغليان مؤقتا. وأعلن الرئيس رجب طيب أردوجان في تصريحات متلفزة: «أهنئ قواتنا الأمنية التي قضت على الهجوم الغادر بالتدخل في الوقت المناسب». وأضاف: «تم تحييد إرهابيين اثنين أحدهما امرأة والآخر رجل»، موضحا أن الهجوم أدى إلى إصابة ثلاثة من رجال الشرطة وثلاثة مدنيين، توفي أحدهم في وقت لاحق. وتعهد أردوجان بأن تركيا «ستواصل القتال بكل تصميم ضد جميع المنظمات الإرهابية وداعميها، من دون أي تمييز».
وروى شاهد عيان لفرانس برس أن المهاجمين فتحوا النار على الشرطة بعد مشادّة قصيرة عند نقطة تفتيش تؤدي إلى المدخل الرئيسي للمبنى المترامي الأطراف، والذي تم استخدامه لبعض من أكبر المحاكمات في تركيا. وقال ماهر يلديز (25 عاما): «اندلع صراع عند بوابة الخروج. رأيت شخصين، رجلا وامرأة، يطلقان النار على الشرطة. تم إطلاق النار على الرجل أولاً. ثم أطلقت المرأة عدة طلقات أخرى. أطلقوا النار عليها». وأضاف: «سمعت ما بين 20 و25 طلقة نارية. كان هناك ذعر وخوف شديدان في تلك اللحظة. لم نعرف أي طريق نسلك. أغلقت الشرطة المدخل والمخرج وجمعت الجميع بالداخل». وقال وزير العدل التركي يلماز تونج إن «ضباط الشرطة الأبطال منعوا هجوما غادرا»، مضيفا أن النيابة العامة بدأت تحقيقا شاملا.
وكانت «جبهة-حزب التحرير الشعبي الثوري»، التي تُصنّف على أنّها «إرهابية» من قبل أنقرة وحلفائها الغربيين، قد أعلنت مسؤوليتها عن عدّة هجمات في الماضي في تركيا. ولا تهاجم عادة هذه الجماعة اليسارية المتطرّفة، التي تأسّست قبل 50 عاماً تقريباً، القوات المسلّحة التركية، بل تستهدف المصالح «الإمبريالية» الأمريكية ومصالح حلف شمال الأطلسي.
وكانت قد أُضيفت إلى القائمة الرسمية للمنظمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، التي عرضت ثلاثة ملايين دولار في عام 2014 للقبض على قادتها. وفي عام 2013، فجّر انتحاري نفسه أمام السفارة الأمريكية في أنقرة، ممّا أدى إلى مقتل حارس تركي. ونفّذت الجماعة المسلّحة في عام 2015 هجوماً ضدّ قصر العدل في اسطنبول، ما أدّى إلى مقتل المدّعي العام محمد سليم كيراز. واستهدفت مؤخّراً عدة هجمات اسطنبول وأنقرة، وقد نُسبت إلى جماعات مسلّحة مختلفة أو أعلنت مسؤوليّتها عنها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك