العدد : ١٦٨٤١ - الخميس ٠٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤١ - الخميس ٠٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ شوّال ١٤٤٥هـ

عربية ودولية

قصة طفلة اختفت مع مسعفيها بعد إصابة سيارة كانت فيها بنيران إسرائيلية

الأربعاء ٠٧ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

رفح‭ ‬‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬نجت‭ ‬الطفلة‭ ‬هند‭ ‬رجب‭ ‬البالغة‭ ‬ستة‭ ‬أعوام‭ ‬بعدما‭ ‬أصيبت‭ ‬السيارة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تقلّها‭ ‬مع‭ ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬عائلتها‭ ‬بنيران‭ ‬دبابات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬يناير،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬أخبارها‭ ‬وأخبار‭ ‬فريق‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الذي‭ ‬توجه‭ ‬لنجدتها‭ ‬انقطعت‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭. ‬

ويقول‭ ‬جدّ‭ ‬الطفلة‭ ‬بهاء‭ ‬حمادة‭ (‬58‭ ‬عامًا‭) ‬‮«‬أثناء‭ ‬توجه‭ ‬الإسعاف‭ (‬نحو‭ ‬السيارة‭)‬،‭ ‬كانت‭ ‬والدة‭ ‬هند‭ ‬تتكلم‭ ‬معها‭ (‬عبر‭ ‬الهاتف‭). ‬سمعت‭ ‬بعدها‭ ‬والدتها‭ ‬صوت‭ ‬باب‭ ‬السيارة‭ ‬يفتح‭ ‬ثم‭ ‬فُقد‭ ‬الاتصال‮»‬‭. ‬ويضيف‭ ‬‮«‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬ماذا‭ ‬حدث‭ ‬معها‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬طاقم‭ ‬الإسعاف‭. ‬هل‭ ‬فرغت‭ ‬بطارية‭ ‬الهاتف‭ ‬أم‭ ‬تم‭ ‬قطع‭ ‬الاتصال‭ ‬أو‭ ‬تم‭ ‬قصفهم؟‭ ‬لا‭ ‬نعلم‮»‬‭. ‬

ويتابع‭ ‬عاجزًا‭ ‬عن‭ ‬حبس‭ ‬دموعه‭ ‬‮«‬هند‭ ‬حفيدتي‭ ‬الأولى‭ ‬وهي‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬قلبي،‭ ‬كانت‭ ‬تقول‭ ‬لي‭ ‬إنها‭ ‬خائفة‭ ‬وجائعة‭ ‬وتطلب‭ ‬أن‭ ‬ننقذها‭. ‬كانت‭ ‬تخبرني‭ ‬أن‭ ‬الدبابات‭ ‬تقترب‮»‬‭.‬

ودُمّرت‭ ‬أجزاء‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭ ‬جرّاء‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬قبل‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭. ‬ويروي‭ ‬حمادة‭ ‬أن‭ ‬شقيقه‭ ‬‮«‬تفاجأ‭ ‬بوجود‭ ‬دبابات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬أمامهم‭ ‬بعد‭ ‬قطعهم‭ ‬مسافة‭ ‬قصيرة‭ ‬وأطلقت‭ ‬الدبابات‭ ‬النار‭ ‬عليهم‭ ‬مباشرة‮»‬‭. ‬ويضيف‭ ‬‮«‬اتصلت‭ ‬بشقيقي،‭ ‬فردّت‭ ‬ابنته‭ ‬ليان‭ ‬التي‭ ‬أخبرتني‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬وأن‭ ‬والدَيها‭ ‬وأشقاءها‭ ‬الثلاثة‭ ‬استشهدوا،‭ ‬وأنها‭ ‬وهند‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‮»‬‭. ‬ويتابع‭ ‬‮«‬حاولنا‭ ‬تهدئتها‭ ‬وأخبرتها‭ ‬أننا‭ ‬سنتصل‭ ‬بالإسعاف‮»‬‭. ‬

لكن‭ ‬حين‭ ‬اتصل‭ ‬المسعفون‭ ‬من‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بالفتاة‭ ‬البالغة‭ ‬15‭ ‬عامًا،‭ ‬انقطع‭ ‬الاتصال‭ ‬معها،‭ ‬وفق‭ ‬قولهم،‭ ‬مشيرين‭ ‬الى‭ ‬سماع‭ ‬إطلاق‭ ‬زخات‭ ‬من‭ ‬الرصاص‭. ‬

وقال‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬أسئلة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬اتصلنا‭ ‬على‭ ‬رقم‭ ‬الهاتف‭ ‬فردت‭ ‬ليان‮»‬‭ ‬مشيرين‭ ‬الى‭ ‬سماع‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬خلال‭ ‬الاتصال،‭ ‬‮«‬عدنا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬واتصلنا‭ ‬على‭ ‬رقم‭ ‬الهاتف،‭ ‬فردّت‭ ‬الطفلة‭ ‬هند‭... ‬بقينا‭ ‬معها‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬حوالي‭ ‬ثلاث‭ ‬ساعات‭. ‬لم‭ ‬نستطع‭ ‬إرسال‭ ‬سيارة‭ ‬الاسعاف‭ ‬مباشرة‭ ‬لان‭ ‬المنطقة‭ ‬يعتبرها‭ ‬الاحتلال‭ ‬منطقة‭ ‬عسكرية‭ ‬مغلقة‮»‬‭. ‬

وأضاف‭ ‬‮«‬بعد‭ ‬التنسيق‭ ‬وإعطائنا‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر،‭ ‬توجهت‭ ‬سيارة‭ ‬الإسعاف‭ ‬الى‭ ‬المكان‭. ‬وصل‭ ‬الطاقم‭ ‬وأكد‭ ‬لنا‭ ‬أنه‭ ‬يرى‭ ‬السيارة‭ ‬التي‭ ‬تتواجد‭ ‬فيها‭ ‬الطفلة‭. ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬انقطع‭ ‬الاتصال‭ ‬مع‭ ‬الطاقم‭ ‬ومع‭ ‬هند‮»‬‭. ‬

ويقول‭ ‬حمادة‭ ‬إن‭ ‬حفيدته‭ ‬‮«‬كانت‭ ‬خائفة‭ ‬ومرعوبة‭ ‬ومصابة‭ ‬بجروح‭ ‬في‭ ‬ظهرها‭ ‬ويدها‭ ‬وقدمها‭. ‬كانت‭ ‬تطلب‭ ‬مني‭ ‬الذهاب‭ ‬لآخذها‭ ‬وتخبرني‭ ‬أنها‭ ‬عطشانة‭ ‬وجائعة‮»‬‭. ‬

ويتابع‭ ‬‮«‬تواصلنا‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬نحصل‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬معلومات‭. ‬نريد‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬نعلم‭ ‬مصيرها‮»‬‭. ‬ويقول‭ ‬متنهدا‭ ‬‮«‬أشعر‭ ‬أنني‭ ‬جسد‭ ‬بلا‭ ‬روح‮»‬‭. ‬

وكتب‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬إكس‮»‬‭ ‬الاثنين‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مصير‭ ‬زميلينا‭ ‬يوسف‭ ‬زينو‭ ‬وأحمد‭ ‬المدهون‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬إسعاف‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬اللذين‭ ‬خرجا‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الطفلة‭ ‬هند‭... ‬مجهولا‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬أيام‮»‬‭. ‬

ودعت‭ ‬المنظمة‭ ‬‮«‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬التدخل‭ ‬الفوري‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬مصير‭ ‬هند‭ ‬وفريق‭ ‬الإنقاذ‮»‬‭. ‬

ولم‭ ‬يردّ‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬التعليق‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭. ‬

ويقول‭ ‬حمادة‭ ‬النازح‭ ‬الى‭ ‬مدينة‭ ‬رفح‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬القطاع‭ ‬‮«‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬مصيرها‭ ‬مهما‭ ‬كان،‭ ‬لا‭ ‬يمكنني‭ ‬أن‭ ‬أتخيلها‭ ‬بين‭ ‬الجثث‭ ‬بلا‭ ‬أكل‭ ‬أو‭ ‬شرب‭ ‬وفي‭ ‬البرد‭ ‬الشديد‭. ‬الكلاب‭ ‬والقطط‭ ‬تنهش‭ ‬الجثث‮»‬‭. ‬

وكانت‭ ‬السيارة‭ ‬التي‭ ‬تقلّ‭ ‬هند‭ ‬تضمّ‭ ‬شقيق‭ ‬جدّها‭ ‬بشّار‭ ‬وزوجته‭ ‬إنعام‭ ‬وأولادهما‭ ‬ليان‭ ‬ومحمد‭ (‬11‭ ‬عامًا‭) ‬ورغد‭ (‬ثمانية‭ ‬أعوام‭) ‬وسارة‭ (‬أربعة‭ ‬أعوام‭).‬

أمّا‭ ‬والدا‭ ‬هند‭ ‬وشقيقها‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعوام،‭ ‬فما‭ ‬زالوا‭ ‬عالقين‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭.  ‬

ويقول‭ ‬حمادة‭ ‬وهو‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬صور‭ ‬لحفيدته‭ ‬على‭ ‬هاتفه،‭ ‬‮«‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬النوم‭ ‬ولا‭ ‬الأكل‭ ‬ولا‭ ‬الشرب‭ ‬منذ‭ ‬الحادثة‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا