أعلنت وزارة الصحة بغزة أمس استشهاد ستة من عناصر الشرطة في قصف إسرائيلي على مركبة في مدينة رفح فيما أكد شهود عيان أنهم كانوا يؤمنون شاحنة مساعدات.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب: «ستة شهداء من عناصر الشرطة الفلسطينية إثر استهداف الاحتلال الإسرائيلي مركبتهم في حي خربة العدس برفح جنوبي قطاع غزة». وأكد شهود عيان لوكالة فرانس برس أن الستة كانوا يقومون «بتأمين طريق مرور شاحنة تنقل دقيقا» وأشاروا إلى أن «جثث الشهداء كانت أشلاء».
وتواصل القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة حيث أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس سقوط 107 شهداء خلال 24 ساعة. وطال القصف الاسرائيلي منطقتي رفح وخان يونس في جنوب القطاع، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يخوض «معارك من قرب» في خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة
واستهدفت الضربات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الاخيرة رفح في أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر، حيث يتكدس أكثر من 1.3 ملايين نازح، أي خمسة أضعاف عدد سكانها الاصليين، من أصل عدد سكان غزة البالغ 2.5 مليون نسمة، وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.
ومن المرجح أن تكون المدينة الهدف التالي للعدوان الإسرائيلي.
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مساء الإثنين من أن الجيش «سيصل إلى أماكن لم يقاتل فيها بعد حتى آخر معقل لحماس، أي رفح».
وقال رائد البرديني البالغ 32 عاما النازح من حي الزيتون في جنوب شرق مدينة غزة الى رفح: «كل يوم (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يهدد باجتياح رفح ويتذرع بوجود حماس، الهدف تدمير رفح لأنها المنطقة الوحيدة التي لم يدمرها الاحتلال حتى الآن».
وأضاف: «الاحتلال يسعى لتهجيرنا إلى سيناء... نحن نزحنا من غزة الى النصيرات وخان يونس وحاليا في رفح. معي زوجتي وعندي أربعة أطفال، أين نذهب اذا اقتحموا رفح؟».
وقالت ريهام شراب البالغة 21 عاما التي فرت من خان يونس ولجأت إلى رفح مع والدتها وشقيقاتها الثلاث: «لدينا خوف وقلق كبير إذا هجموا على رفح، أتوقع في أي لحظة هجوما بريا ومجازر برفح».
وتساءلت: «اين يهاجر الناس؟ لم يبقِ الاحتلال لنا خيارا إلا الموت أو التهجير، قتلوا الأطفال والعائلات ودمروا بيوتنا وشوارعنا ومدننا»، مضيفة: «قطاع غزة أصبح غير صالح للحياة».
وتقدّم الجيش الإسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي جنوباً باتّجاه المدينة الحدودية، محذّراً من أنّ قواته البرية قد تدخل رفح في إطار العملية الرامية «للقضاء» على حماس.
ويزداد الوضع الإنساني شدة في منطقة رفح حيث ينضم آلاف النازحين الجدد يوميا.
وأعلنت الأمم المتحدة أن الوافدين الجدد إلى رفح لا يحصلون إلا على لتر ونصف إلى لترين من الماء يوميا لكل شخص للشرب والطهي وللنظافة الشخصية، محذرة من أن حالات الإسهال المزمن لدى الأطفال تزداد بشكل سريع.
في غضون ذلك واصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس جولته في الشرق الأوسط سعيا للتوصل إلى هدنة.
وبعدما بدأ يوم الإثنين في السعودية جولته الخامسة في المنطقة منذ اندلاع الحرب، وصل بلينكن أمس إلى مصر حيث التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي قبل التوجه مساء إلى قطر، الدولتين اللتين تقومان مع واشنطن بجهود وساطة من أجل الهدنة، على أن يتوجه بعد ذلك إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة.
ويناقش بلينكن خلال جولته الجديدة في المنطقة مقترح هدنة أعدّ خلال اجتماع في أواخر يناير في باريس بين رئيس الاستخبارات الأمريكية المركزية وليام برنز ومسؤولين مصريين وإسرائيليين وقطريين، ولم توافق عليه بعد لا إسرائيل ولا حركة حماس.
وأفاد مصدر في الحركة بأن الاقتراح يشمل ثلاث مراحل وينصّ في المرحلة الأولى على هدنة تمتدّ على ستة أسابيع تطلق خلالها إسرائيل سراح ما بين 200 و300 أسير فلسطيني، في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة محتجزين في غزة، على أن يتسنّى دخول ما بين 200 و300 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة.
إلا أن حركة حماس التي تحكم غزة منذ 2007 أعلنت أنها لم تتخذ أي قرار بشأن المقترح، وهي تطالب بوقف إطلاق نار وليس هدنة جديدة.
وتشدّد إسرائيل في المقابل على أنها لن توقف نهائيا حربها على غزة إلا بعد «القضاء» على حركة حماس وتحرير كلّ الرهائن وتلقّي ضمانات بشأن الأمن داخلها.
ويركّز التحرك الدبلوماسي أيضا على منع توسع التصعيد في المنطقة، مع ازدياد الهجمات التي تشنّها مجموعات مدعومة من إيران تضامناً مع حماس ضد إسرائيل وحلفائها، ما دفع الولايات المتحدة إلى تنفيذ ضربات مضادّة.
وفي وقت لاحق من أمس أعلنت إسرائيل أنها تدرس رد حماس على مقترح للتهدئة يشمل الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة، وذلك بعدما أشار الوسيط القطري إلى أن الدوحة تسلّمت رداً «إيجابياً» من الحركة.
وقال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بلينكن في العاصمة الدوحة: «تلقينا رداً من حركة حماس بشأن اتفاق الإطار يتضمن ملاحظات، وهو في مجمله إيجابي». وقال آل ثاني إنه «متفائل» لكنه رفض مناقشة ردّ حماس بالتفصيل نظراً إلى «الظروف الحساسة».
من جهته، قال بلينكن الذي يقوم بجولته الخامسة في الشرق الأوسط إنه سيناقش الاقتراح اليوم في إسرائيل.
ولاحقا أعلن مكتل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن جهاز الاستخبارات «الموساد» يدرس رد حركة حماس على مقترح التهدئة في غزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك