العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

عربية ودولية

ملاذهم الأخير.. سكان غزة يخشون العدوان الإسرائيلي على رفح

السبت ٠٣ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

غزة‭ - (‬رويترز‭): ‬قصفت‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬مشارف‭ ‬آخر‭ ‬ملاذ‭ ‬بالطرف‭ ‬الجنوبي‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬أمس‭ ‬وقال‭ ‬النازحون‭ ‬الذين‭ ‬تجمعوا‭ ‬بأعداد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬أمام‭ ‬السياج‭ ‬الحدودي‭ ‬مع‭ ‬مصر‭ ‬إنهم‭ ‬يخشون‭ ‬هجوما‭ ‬جديدا‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬يتبقَ‭ ‬لهم‭ ‬مكان‭ ‬يفرون‭ ‬إليه‭. ‬

وأكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬2‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬بلا‭ ‬مأوى‭ ‬الآن‭ ‬يتكدسون‭ ‬في‭ ‬رفح‭. ‬ووصل‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬حاملين‭ ‬أمتعتهم‭ ‬ويجرون‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬عربات،‭ ‬بعدما‭ ‬شنت‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الهجمات‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬خان‭ ‬يونس،‭ ‬المدينة‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬القطاع،‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬شمالي‭ ‬رفح‭ ‬مباشرة‭. ‬

وقال‭ ‬عماد‭ (‬55‭ ‬عاما‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬وأب‭ ‬لستة‭ ‬أطفال،‭ ‬عبر‭ ‬تطبيق‭ ‬دردشة‭ ‬على‭ ‬الهاتف‭ ‬المحمول‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬هادا‭ ‬صار‭ ‬إحنا‭ ‬بنصير‭ ‬قدام‭ ‬خيارين،‭ ‬نظل‭ ‬ونموت‭ ‬أو‭ ‬نتسلق‭ ‬الجدار‭ ‬مع‭ ‬مصر‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬غالبية‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬موجودين‭ ‬في‭ ‬رفح،‭ ‬يعني‭ ‬إذا‭ ‬الدبابات‭ ‬بتجتاحها‭ ‬راح‭ ‬تصير‭ ‬مجازر‭ ‬ما‭ ‬صار‭ ‬متلها‭ ‬طوال‭ ‬الحرب‭ ‬هاي‮»‬‭. ‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يوآف‭ ‬جالانت‭ ‬في‭ ‬ساعة‭ ‬متأخرة‭ ‬الخميس‭ ‬إن‭ ‬القوات‭ ‬ستتحول‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬رفح،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دير‭ ‬البلح‭ ‬شمالي‭ ‬خان‭ ‬يونس‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬آخر‭ ‬المناطق‭ ‬المتبقية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تقتحمها‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬عدوان‭ ‬مستمر‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭. ‬

وباعتبارها‭ ‬الجزء‭ ‬الوحيد‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬الذي‭ ‬تصله‭ ‬المساعدات‭ ‬الغذائية‭ ‬والطبية‭ ‬المحدودة‭ ‬التي‭ ‬تتدفق‭ ‬عبر‭ ‬الحدود،‭ ‬أصبحت‭ ‬رفح‭ ‬والأجزاء‭ ‬المجاورة‭ ‬من‭ ‬خان‭ ‬يونس‭ ‬منطقة‭ ‬تعج‭ ‬بالخيام‭ ‬المؤقتة‭. ‬

وزادت‭ ‬الرياح‭ ‬والطقس‭ ‬البارد‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬البؤس‭ ‬حيث‭ ‬أطاحت‭ ‬الرياح‭ ‬بالخيام‭ ‬أو‭ ‬أغرقتها‭ ‬الأمطار‭ ‬التي‭ ‬حول‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬برك‭ ‬من‭ ‬الطين‭. ‬

وقالت‭ ‬أم‭ ‬بدري،‭ ‬وهي‭ ‬أم‭ ‬لخمسة‭ ‬أطفال‭ ‬نازحة‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬غزة،‭ ‬وتعيش‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬خيمة‭ ‬في‭ ‬خان‭ ‬يونس،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬التواصل‭ ‬معها‭ ‬عبر‭ ‬محادثة‭ ‬هاتفية‭ ‬‮«‬شو‭ ‬نعمل،‭ ‬عايشين‭ ‬في‭ ‬كذا‭ ‬مأساة‭ ‬مش‭ ‬مأساة‭ ‬واحدة،‭ ‬حرب‭ ‬وتجويع‭ ‬ومطر‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬‮«‬كنا‭ ‬دايما‭ ‬بنستنى‭ ‬فصل‭ ‬الشتا‭ ‬مشان‭ ‬نتفرج‭ ‬على‭ ‬المطر‭ ‬من‭ ‬البلكونة‭ ‬وهو‭ ‬بينزل،‭ ‬بيتنا‭ ‬راح‭ ‬والمطر‭ ‬غرق‭ ‬الخيمة‮»‬‭. ‬

ومع‭ ‬تعطل‭ ‬خدمات‭ ‬الهاتف‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬أنحاء‭ ‬غزة‭ ‬تقريبا،‭ ‬تسلق‭ ‬السكان‭ ‬ساترا‭ ‬رمليا‭ ‬عند‭ ‬السياج‭ ‬الحدودي‭ ‬وجلسوا‭ ‬بجانب‭ ‬الأسلاك‭ ‬الشائكة‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬التقاط‭ ‬إشارة‭ ‬من‭ ‬شبكات‭ ‬الهاتف‭ ‬المحمول‭ ‬المصرية‭. ‬وكانت‭ ‬مريم‭ ‬عودة‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تبعث‭ ‬برسالة‭ ‬إلى‭ ‬عائلتها‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬خان‭ ‬يونس،‭ ‬لتقول‭ ‬لهم‭ ‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭. ‬

‭ ‬تقول‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إن‭ ‬عمال‭ ‬الإنقاذ‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بإمكانهم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المرضى‭ ‬والجرحى‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‭ ‬في‭ ‬خان‭ ‬يونس،‭ ‬وإن‭ ‬احتمال‭ ‬وصول‭ ‬القتال‭ ‬إلى‭ ‬رفح‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تصوره‭. ‬

وقال‭ ‬ينس‭ ‬لايركه‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭ ‬أمس‭ ‬في‭ ‬إفادة‭ ‬صحفية‭ ‬بجنيف‭ ‬‮«‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أشدد‭ ‬على‭ ‬قلقنا‭ ‬البالغ‭ ‬إزاء‭ ‬تصعيد‭ ‬الأعمال‭ ‬القتالية‭ ‬في‭ ‬خان‭ ‬يونس،‭ ‬والذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬النازحين‭ ‬الذين‭ ‬سعوا‭ ‬إلى‭ ‬ملاذ‭ ‬في‭ ‬رفح‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‮»‬‭. ‬

وتابع‭ ‬لايركه‭ ‬‮«‬رفح‭ ‬بمثابة‭ ‬طنجرة‭ ‬ضغط‭ ‬مملوءة‭ ‬باليأس،‭ ‬ونخشى‭ ‬مما‭ ‬سيحدث‭ ‬لاحقا‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا