قطاع غزة – الوكالات: تكثّفت الجهود أمس من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في الحرب بين مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة، بينما تواصلت المعارك بين الطرفين وقصف الاحتلال على القطاع المحاصر في ظل وضع إنساني كارثي.
وأفاد شهود عن ضربات إسرائيلية في محيط مستشفى ناصر في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع حيث تخوض القوات الإسرائيلية معارك على الأرض مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية.
ويأتي ذلك فيما وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أمس إلى مصر، وفق ما أفاد مصدر مقرب من حماس، لبحث مبادرة جديدة تمت صياغتها خلال اجتماع نهاية الأسبوع الماضي في باريس بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز ومسؤولين من مصر وقطر وإسرائيل.
وبحسب مسؤولين في حماس، فإنّ الحركة تدرس اقتراحاً يتألّف من ثلاث مراحل، تنصّ الأولى منها على هدنة مدتها ستة أسابيع يتعيّن على إسرائيل خلالها إطلاق سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني مقابل 35 إلى 40 رهينة، إضافة إلى إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة يومياً.
وخُطف نحو 250 شخصاً خلال الهجوم نقلوا إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية. ولا يزال 132 رهينة منهم محتجزون، ويعتقد أن 29 منهم لقوا حتفهم.
وفي سياق الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة جديدة، يعود وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن «في الأيام المقبلة» إلى الشرق الأوسط، وفق ما أعلن مسؤول أمريكي من دون أن يحدّد الدول التي سيزورها.
وفي الوقت الراهن، تطالب حماس بوقف إطلاق نار بشكل كامل كشرط مسبق لأي اتفاق، وخصوصاً في ما يتعلق بالإفراج عن الرهائن.
من جانبها، تتحدث الحكومة الإسرائيلية عن هدنة محتملة، ولكنها تستمر في التأكيد أنها لن تنهي هجومها على غزة إلا بعد القضاء على حماس، وإطلاق سراح الرهائن، وبعد حصولها على ضمانات بشأن أمن إسرائيل في المستقبل.
وتحت ضغوط عائلات الرهائن من أجل تحرير ذويهم المحتجزين في غزة ومن أعضاء حكومته الرافضين لتقديم تنازلات كبرى برأيهم للفلسطينيين، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء «نعمل من أجل التوصل إلى تفاهم آخر لتحرير رهائننا، ولكن ليس بأي ثمن».
وفيما تتواصل المعارك العنيفة في قطاع غزة أعلن الاحتلال عن مقتل 4 من جنوده في الاشتباكات مع حركة حماس.
وبذلك بلغ عدد قتلى الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ بداية العملية البرية في القطاع 224 جنديا، وإجمالي قتلاه منذ 7 أكتوبر 561، وفقا للمكتب الصحفي في الجيش الإسرائيلي.
على المستوى الإنساني، حذّر مدير عمليات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين من أنه بعد حوالي أربعة أشهر من الحرب، سكان قطاع غزة «يموتون من الجوع» و«يُدفعون إلى حافة الهاوية».
وما يزيد من معاناة السكان التهديد المحدق بعمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعدما علّقت 13 دولة مانحة تمويلها.
وفي خان يونس، حاولت بعثة منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع توصيل الغذاء إلى مستشفى ناصر، وهو أكبر مستشفى في المدينة، لكن «حشداً يائساً أخذ الطعام من الشاحنات»، بحسب ما قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس الأربعاء.
وفي السياق، أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أشرف القدرة بأنّ «أكثر من 30 ألف نازح في المدارس القريبة لمجمع ناصر الطبي يفتقدون الماء والطعام وحليب الأطفال والأدوية المطلوبة لآلاف الحالات المرضية والمزمنة».
وفي هذا المستشفى الذي يفتقر إلى جميع المعدات الأساسية، وحيث تساهم الظروف غير الصحية في انتشار الأمراض، يحاول الأطباء المنهكون التعامل مع تدفّق المصابين.
وقال الطبيب محمود رجا أبو شمالة لوكالة فرانس برس، إنّه «لا يوجد أكثر من خمسة أو ستة أطباء في غرفة الطوارئ»، مضيفاً أنّ «على كلّ واحد منّا أن يعتني بعشر حالات في الوقت نفسه»، وموضحاً أنّ «المصابين الذين يصلون يموتون قبل أن نتمكّن من رعايتهم».
وفي القطاع المدمر، دفعت العمليات العسكرية 1,7 مليون من حوالي 2,4 مليون ساكن إلى النزوح عن منازلهم، وفق الأمم المتحدة. وتوجه معظمهم جنوباً، ويتجمع الآن أكثر من 1,3 مليون شخص في رفح، محاصرين على الحدود المغلقة مع مصر، وفق المصدر نفسه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك