العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

قضية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل تحشد دعم «الجنوب العالمي»

السبت ٢٧ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

جاكرتا‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬لقيت‭ ‬مساعي‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬لاهاي‭ ‬لإجبار‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬عمليتها‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬عبر‭ ‬رفع‭ ‬دعوى‭ ‬إبادة‭ ‬تاريخية‭ ‬ضدّها‭ ‬دعما‭ ‬واسعا‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬نامية‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭. ‬

ردّت‭ ‬إسرائيل‭ ‬بغضب‭ ‬على‭ ‬القضية،‭ ‬واصفة‭ ‬إياها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬سخيفة‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬أنصار‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬أشادوا‭ ‬بالمحامين‭ ‬الذين‭ ‬أوفدتهم‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬للترافع‭ ‬في‭ ‬القضية‭. ‬

وفي‭ ‬حكم‭ ‬تاريخي‭ ‬صدر‭ ‬أمس،‭ ‬أكدت‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬بذل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعها‭ ‬لمنع‭ ‬أي‭ ‬أعمال‭ ‬إبادة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وتسهيل‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬إلى‭ ‬القطاع،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إصدار‭ ‬الأمر‭ ‬المنشود‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭. ‬

يفيد‭ ‬خبراء‭ ‬بأن‭ ‬قضية‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬الطارئة‭ ‬التي‭ ‬تتهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بخرق‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمنع‭ ‬جريمة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬والمعاقبة‭ ‬عليها،‭ ‬المبرمة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬كشفت‭ ‬النقاب‭ ‬عن‭ ‬الهوة‭ ‬المتزايدة‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحلفائها‭ ‬الغربيين‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وبلدان‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭. ‬

وقال‭ ‬يوهان‭ ‬صوفي،‭ ‬المحامي‭ ‬المتخصص‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي‭ ‬ومدير‭ ‬المكتب‭ ‬القانوني‭ ‬السابق‭ ‬لوكالة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لغوث‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ (‬الأونروا‭) ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬لطالما‭ ‬اعتبرت‭ ‬دول‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭ (‬العدالة‭ ‬الدولية‭) ‬عدالة‭ ‬انتقائية‮»‬‭. ‬

وأضاف‭ ‬‮«‬ترفض‭ ‬دول‭ (‬الجنوب‭) ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد،‭ ‬إذ‭ ‬تعتبر‭ ‬أنها‭ ‬تندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاستعمار‭ ‬الجديد‮»‬‭. ‬

واندلع‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬إثر‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬،‭ ‬وأسفر‭ ‬عن‭ ‬سقوط‭ ‬26083‭ ‬شهيدا‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭.‬

ومع‭ ‬ارتفاع‭ ‬حصيلة‭ ‬الشهداء‭ ‬المدنيين‭ ‬وفشل‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرامية‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬سعى‭ ‬أنصار‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لإيقاف‭ ‬العنف‭ ‬بالسبل‭ ‬القانونية‭. ‬

ودعمت‭ ‬دول‭ ‬يشكّل‭ ‬المسلمون‭ ‬غالبية‭ ‬سكانها‭ ‬مثل‭ ‬إيران‭ ‬وتركيا‭ ‬والأردن‭ ‬وباكستان‭ ‬وبنغلادش‭ ‬وماليزيا‭ ‬والمالديف‭ ‬علنا‭ ‬القضية‭ ‬المرفوعة‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭.  ‬

كما‭ ‬أيّدتها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الخاضعة‭ ‬لحكومات‭ ‬يسارية‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬مثل‭ ‬بوليفيا‭ ‬وكولومبيا‭ ‬والبرازيل‭ ‬وفنزويلا‭. ‬

وبدا‭ ‬الرئيس‭ ‬البرازيلي‭ ‬لويس‭ ‬إيناسيو‭ ‬لولا‭ ‬دا‭ ‬سيلفا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬الأكثر‭ ‬اندفاعا‭ ‬إذ‭ ‬اتّهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بارتكاب‭ ‬أعمال‭ ‬إرهابية‭. ‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬عارضت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬القضية،‭ ‬كما‭ ‬رفضت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬المنضوية‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وبريطانيا‭ ‬تأييدها‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬اتهام‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالإبادة‭ ‬يمثّل‭ ‬‮«‬تجاوزا‭ ‬لعتبة‭ ‬أخلاقية‮»‬‭. ‬وبخلاف‭ ‬جيرانها،‭ ‬لم‭ ‬تدعم‭ ‬الهند‭ ‬القضية‭. ‬

وقال‭ ‬الأستاذ‭ ‬في‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬برازيليا‮»‬‭ ‬روبرتو‭ ‬غولارت‭ ‬مينيزيس‭ ‬إن‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تمتثل‭ ‬بالمجمل‮»‬‭ ‬لقرارات‭ ‬المحكمة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الضغط‭ ‬عليها‭. ‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬البرازيل‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬قيمة‭ ‬القرار‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬أخلاقية‭ ‬وسياسية‮»‬‭ ‬فحسب‭. ‬

مع‭ ‬ذلك،‭ ‬حذّر‭ ‬صوفي‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬واشنطن‭ ‬وحلفائها‭ ‬أخذ‭ ‬قضية‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد‭ ‬والإصغاء‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬التي‭ ‬تلجأ‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬لاستخدام‭ ‬القانون‭ ‬والعدالة‭ ‬الدولية‭ ‬كورقة‭ ‬ضغط‭ ‬لمحاسبة‭ ‬الغرب‭. ‬

وقال‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬حافظت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والدول‭ ‬الحليفة‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬موقفها‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭.. ‬فإنها‭ ‬ستضعِف‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬ولربما‭ ‬دائم،‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬استغرقها‭ ‬بناؤه‭ ‬75‭ ‬عاما‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا