العريش – (أ ف ب): قبالة الساحل المصري ترسو حاملة المروحيات الفرنسية «ديكسمود» التي تم تجهيزها لتوفير الرعاية لجرحى قطاع غزة، حيث يتلقى العديد من المدنيين العلاج مع دخول الحرب بين حركة حماس وإسرائيل شهرها الرابع.
على كرسي متحرك جلس عبدالرحمن إياد مادا ساقه اليمنى التي ثبتت ببعض الدعامات المعدنية. يعاين هاتفه الجوال ويقلب صور أفراد عائلته الذين استشهدوا جميعا في احدى الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة المحاصر.
وقال لوكالة فرانس برس «طرت في الهواء واصطدمت بجدار منزل جارنا، فيما علقت ساقي تحت السقف المنهار.. وغبت عن الوعي». وتابع «عندما استيقظت كنت في المستشفى، وقال لي أعمامي إنهم زاروني من قبل ولكن لم أتمكن من تذكر أي شيء».
مثل بقية المنازل في قطاع غزة منذ اندلاع العدوان، تحول منزل إياد إلى ركام.
ويقول مسعفون إن مهمات البحث والإنقاذ أصبحت شبه مستحيلة في المنطقة، ما يعني افتراض استشهاد الآلاف تحت الأنقاض.
ومع استمرار العدوان الاسرائيلي، انهار نظام الرعاية الصحية في القطاع الفلسطيني في شكل شبه كامل، وأصبحت الطواقم الطبية مضطرة إلى التعامل مع عدد متزايد من الضحايا في ظل إمكانات ضئيلة.
بدأت ديكسمود الفرنسية باستقبال الجرحى في نوفمبر عندما رست قبالة ساحل ميناء العريش، على بعد 50 كيلومترا غرب الحدود المصرية مع قطاع غزة.
وتضم البنية الاستشفائية للسفينة تضم غرفتي عمليات و40 سريرا وأكثر من 80 ممرضا، وماسحات ضوئية ومختبرات تحاليل.
وعلى متن السفينة جلست مجموعة من المصابين وعائلاتهم حول طاولة وحاولوا قتل الوقت في لعب الورق.
بين هؤلاء الفلسطينية نسمة أبو جياد التي أصيبت بجروح خطيرة عندما تعرض منزلها للقصف.
وقالت لفرانس برس «أصبت أثناء وجودي في المنزل، وتلقيت العلاج في بعض مستشفيات غزة، ثم أتيت إلى مصر على متن السفينة الفرنسية».
وتابعت «الآن أنتظر الخطوة التالية للحصول على طرف اصطناعي، ولكنني أحتاج للسفر إلى الخارج» لتحقيق ذلك.
وقالت الطبيبة الفرنسية مارين إن السفينة استقبلت حتى الآن 120 مريضا، جميعهم من الحالات الخطيرة التي احتاجت إلى فترات طويلة من العلاج في المستشفى.
وعبّرت طبيبة فرنسية أخرى على متن السفينة عن صدمتها لما تعاملت معه من إصابات.
وقالت لفرانس برس «في الجيش أتعامل مع جروح الحرب التي يصاب بها جنودنا الفرنسيون وحلفاؤهم.. لكن ما صدمني هو أن أصادف هذه الجروح بين المدنيين».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك